السلام عليّكم ورحمة الله وبركاته
بداية أود أن أشكركم على مساعدتكم، ووقوفكم إلى جانبنا نحن الشباب في وقت لا نجد فيه من يسمعنا أو يساعدنا. لا أدري من أين أبدأ، فقصتي طويلة، وأعتذر مقدما عن طولها.. ولكن أود أن أفرغ جل ما في داخلي فأرجو أن تعتبروني كأخت لكم تحتاج إليكم.
أنا فتاة في الـ17 من عمري، وقصتي كانت مع ابن عمتي الذي يكبرني بسنة واحدة فقط.. ففي البداية أحسست أنه يعاملني بطريقة لطيفة ومختلفة عن باقي من هم في مثل سننا من الأقارب، حتى إن ابنة عمتي الأخرى - ليست أخته بالطبع - لاحظت ذلك وأخبرتني به.. وشيئا فشيئا أحست العائلة أن هنالك شيئا بيني وبينه.. على الرغم من أنه لم يكن قد صارحني بشيء من حبه لي.. وأكثرهم أمه (عمتي)، وتأكد شعورها حين وجدت في جيب بنطاله ورقة كتبها فيها شعرا لي.. ذكر فيه اسمي.. حينها واجهته وقالت له إنني فتاة ممتازة ولن يجد مثلي ولكن ليس الآن وطلبت منه أن يدع ذلك للمستقبل.. كل هذا الكلام قاله لي ابن عمتي بعدما أخبرني بحبه لي، وكان ذلك في شهر نيسان 2020، ومن ذلك اليوم عشنا معًا أجمل الأيام وأحلاها، نبت في قلبينا شعور لا أستطيع وصفه بالكلمات، كنت أحس بنبضات قلبه حين كان ينظر في عيني.. وكنت أشعر بأنفاسه الملتهبة حين يقول كلمة "بحبك".. مع العلم بأن ما كان بيننا لم يتعد هذه الكلمات فلم يحصل أن لمسني قط.
المهم أن علاقتنا كانت خالية من أي ممارسات خاطئة، ومضت الأيام وأشهر الغرام.. تبادلنا فيها الرسائل على المحمول و"الإيميل"، وكنا نحاول ألا يشعر أهلنا أن هناك شيئًا بيننا.. واقتربت بداية العام الدراسي الجديد، هو سيكون منشغلا هذه السنة لأنها سنة الثانوية العامة "التوجيهي" التي ستحدد مصيره وينطلق على إثرها لحياة أخرى.. وكنت أشجعه على الدراسة وأن ينسى كل شيء حوله ويركز في دروسه، حتى لو كان هذا الشيء الذي سيشغله هو أنا، وكان يقول لي إن ذلك مستحيل.. بل إن حبه لي يدفعه إلى الجد في دراسته أكثر، وقد ارتحت لذلك.
كنت أحس أن ما نفعله حرام وقد صارحته بذلك، فقال لي: أعلم ذلك.. لكن حبنا لبعضنا منعنا من اتخاذ أي إجراء بالتوقف.. ودفعنا ثمن ذلك غاليا.. فقد علم أهلنا بما كان بيننا (فقط عائلتي وعائلته أما باقي العائلة فلم تعلم بالأمر) وثار أبي وغضب مني، وذهب إلى بيت عمتي وصرخ في وجه ابن عمتي وكاد يضربه، لكن عمتي هدأت الموقف حينها.. نعم لطالما كانت عمتي مثالا للتعامل بدبلوماسية (أي شخص لو كان مكانها لحاول تهدئة الوضع).. لكن عمتي فعلت أكثر من ذلك فلقد تعاونت مع أمي في ذلك وحاولتا تهدئة أبي الذي جن جنونه، وقرر عدم ذهابي إلى المدرسة.
ولكن والحمد لله جاءت عمتي إلى منزلنا وتحاورت معه، وعدت إلى المدرسة مع العلم بأني لم أتغيب عنها سوى يوم واحد.. وفرقنا أهلنا عن بعضنا.. وكان تعامل أبي معي ومعه قاسيا جدا، حيث إن أبي إلى الآن لا يتحدث مع ابن عمتي.. مع أنه كان يترجاه ويقول له: "يا خالو سامحني". ويركض خلفه على درج البناية.. وقتها كان أبي يعاملني وكأنني فتاة ساقطة ومخلة بالآداب لأبعد الحدود، حتى إنه قال لي هذا الكلام الذي جرحني وأحدث كسرا في قلبي تجاهه، وقتها انتحبت من البكاء لدرجة أني كنت "أستفرغ ما بمعدتي" مع أني لم أكن آكل شيئا.
أصبحت لدي قناعة أن أبي يكرهني، وبدا نفس الشيء يبادلني من تجاهه عندما حاولت أكثر من مرة أن أطلب مسامحته ورضاه ويرفض ذلك، لم أكن أعلم أن أبي بهذه القسوة إلا عندها.. حتى إن عمتي قالت هذا الكلام.. فالظاهر أن أبي منفتح وذو شخصية مرحة لأبعد الحدود.. لكن في تلك المحنة تغير 180 درجة ودام ذلك عدة أشهر.. أصبحت فيها انطوائية وخسرت من وزني الكثير، لدرجة أن اللحم ذبل ونفر العظم إلى الخارج حتى إن إحدى أقربائنا نعتتني مازحة بالمجففة.. لم يؤثر ما حصل في مستواي الدراسي أبدا، فالحمد لله أنا ذكية وكل من يراني يشهد لي بذلك وأني أكبر من عمري.. لكن الذي حدث أثر على حياتي الاجتماعية فأصبحت انطوائية كما ذكرت بعدما كنت مع الكبار كبيرة ومع الصغار صغيرة أتكيف مع الجميع؛ فقد رافق ما حدث أن انتقلت إلى مدرسة جديدة، وكنت لا أفكر سوى بما حدث، ولم أفكر في صنع صداقات مع بنات مدرستي الجديدة، وبعد أن مرت أشهر على ما حدث وأصبح أبي يحاول أن يتقرب مني ويشعرني بحنانه من جديد.. كنت أحس بأنه كان يحاول أن يعوضني ما فاتني في تلك الأشهر المأساوية.
لكن ما حدث قد حدث فلم أكن أستجيب له كثيرا، والآن هو مستاء من أنني لست كما كنت معه من قبل، وأني أعامله كما تقول أمي: (أنا بحالي وهو بحاله.. رسمي).. أعلم أن ما فعله من خوفه عليّ؛ لكنه جرحني وأهانني خصوصا أمام إخوتي، حتى إن إخوتي مع أنهم أصغر مني عندما نتشاجر يعيرونني بما فعلته؛ فأخبرت أمي بذلك وهي أخبرت أبي به ولم يرضَ عن ذلك طبعا.. وبعد كل ما حدث استفقت من هول ما أصابني لأجدني مكسورة الجناح.. ليس لي أصدقاء.. انطوائية.. فبنات صفي يمررن من جانبي وكأنهن لا يعرفنني.. أجلس في المقعد الأمامي من الصف أستمع لشرح الأستاذ دون أن أنبس ببنت شفة، الكل في محيط المدرسة أخذ عني فكرة أني هادئة جدا ولا آبه لغير دروسي.. كثيرا ما يضايقني هذا الشعور.. حاولت جدا أن أبني صداقات لكن الوقت كان قد فات فها نحن في نهاية السنة الدراسية وأحتاج إلى بركان حتى أعود كما كنت مع أصدقائي القدامى.. أتصرف على طبيعتي.. ولا أشعر أن الكل يراقبني كما هو الحال الآن.. ساعدوني من فضلكم فأنا لست كذلك، ما حصل جعلني أتصرف كذلك، وتابعت هذا التصرف الذي أصبح يرافقني دون رغبة مني!!
أعود إلى الحديث عن ابن عمتي.. فمن وقتها لم أره إلى الآن، مرت 8 أشهر ولم أره ولو لمرة واحدة؛ فقد كنت أتجنب ذلك.. ليس لأنني أكرهه مثلا، بل على العكس ما زال شيء في داخلي تجاهه.. لكنني كنت أخاف رؤيته ولا أدري ما السبب، ربما هو أثر ما حدث.. لا أدري، لكن أحب أن أنوه إلى أنه بعد علم أهلنا بالموضوع بدأ شهر رمضان وحدث أن قام أبي بدعوة العائلة إلى الفطور في منزلنا.. طبعا ابن عمتي لم يأت، لكنه بعث برسالة كتبت بالإنجليزية (كنا قد تعودنا أن نتراسل بالإنجليزية) بدأها بعبارة (every thing misses u ) وتحدث فيها عن المواقف الجميلة التي حدثت بيننا وتواريخ تلك الأيام؛ فقد كانت من عادتنا أن نحفظ تاريخ اليوم الذي كان مميزا، ثم تحدث عن ما حصل في تلك المحنة وأنه لم يكن مكترثا بنفسه بل بي وما حل بي من آلام.
بعث تلك الرسالة مع ابن عمي الذي يصغرني بسنة وطلب مني فيها أن أبعث له برسالة مع ابن عمي ذاك أخبره فيها بحقيقة مشاعري تجاهه الآن بعدما حدث.. هل يشك في محبتي له.. أم ماذا؟ لكنني لم أفعل على الرغم من محبتي له.. ما حدث منعني من أن أفعل أي شيء من هذا القبيل، أصبحت كالفتاة التي تستجدي رضا والديها وقتها؛ لذا أخبرت أمي بشأن تلك الرسالة التي كانت أول رسالة أتلقاها منه بخط يده؛ فقد كنا نتراسل إلكترونيا فقط، (من وقتها منعني أبي من استعمال الإنترنت ثم عاد وسمح لي بذلك لكن دون أن أراسل ابن عمتي وأن أخبره فورا حين يبعث هو برسالة ووعدته بذلك) .. حين أخبرت أمي برسالته تلك طلبت منها ألا تخبر أحدا بشأنها قلت لها: يكفي ما حدث لا أريد أن أفتح الموضوع من جديد، لقد كان الموضوع أشبه بكابوس ولا أريد أن أراه ثانية، وخلال هذه الفترة كان هناك رقم هاتف خلوي معين يتصل بنا وحين يرد أحد أفراد أسرتي يبقى الخط مرفوعا دون أن يتحدث أحد.
شككت أنه ابن عمتي لكن لم يحدث أن كنت من يجيب على اتصالاته -المتقطعة حتى لا يشك أحد- ومنذ 4 أشهر تقريبا اتصلت ببيت جدتي لأكلم أخي الذي كان عندها.. (وبعدها تبين لي أن ابن عمتي كان هناك أيضا) فما حدث هو أنني اتصلت فردت عليّ جدتي وطلبت مكالمة أخي فقالت لي إنه ليس موجودا حاليا فقد خرج للصلاة وعندها رفعت سماعة الهاتف من غرفة أخرى في بيت جدتي شعرت بذلك لكنها لم تشعر به وأقفلت هي السماعة فهرع صوت يقول: السلام عليّكم هل تعلمين من أنا.. قلت نعم .. لقد كان ابن عمتي.. فقال لي إنه يشتاق إلي كثيرا وقال: (فكرك راح أقدر أنساك!).. كل هذا وأنا صامتة مصدومة.. ثم طلبت منه أن يقفل السماعة حتى لا يشعر أحد.. فقال حسنا لكنني أحتاج إلى مكالمتك ضروري.. وسوف أكلمك في يوم آخر.. لم يأت ذلك اليوم مع العلم بأن ذلك الرقم (الذي أيقنت أنه له) ما زال يتصل بين الفينة والأخرى.
وقفت بعد تلك المكالمة مصدومة.. متأثرة بما حدث.. مرت عليّ كل الأيام الجميلة التي قضيناها معا (مع أني لم أنسها يوما).. كما مرت عليّ أشهر القسوة والعذاب والكآبة.. وشعرت بنوع من التناقض.. أحسست أني كنت سلبية مع ابن عمتي في تلك المكالمة.. لكن ما ألبث أن أقول لا.. لا أريد أن يغضب أبي مني ثانية.. أكان تصرفي صحيحا؟! ابن عمتي يسكن في قلبي.. لكن عقلي يحاول طرده ونسيانه دون جدوى.. صحيح أنني لم أعد متعلقة به كما في السابق.. لكنني ما زلت أحتفظ بمشاعر حميمة تجاهه.. لقد حاول أن يتواصل معي عدة مرات وبطرق مختلفة.. لكنني لم أكن أتجاوب معه.. كنت أذكر موقف أبي.. ولم أرد أن أخون ثقته مرة أخرى.
لكن السؤال هو: هل خنت من أحبه.. صحيح أنه تعرض لما تعرضت له.. لكن أجزم أن وقع ما حدث كان مضاعفا بالنسبة لي.. وأظن أن سبب ذلك هو أبي.. ماذا سأفعل لو اتصل بي؟ ماذا سأفعل لو رأيته.. ولابد أن أراه عاجلا أم آجلا فنحن عائلة.. قبل ما حدث كنت أرتبك قليلا عند رؤيتي له.. فما بالك بالآن بعدما حدث.. وبعدما آلت إليه حالي من الضعف.. كيف سأواجهه إذا رأيته؟! أحيانا أتخيل أني لو رأيته فسوف يقع قلبي أرضا ويغمى عليّ.. وأحيانا أتخيل أني سأستفرغ كما حدث معي من قبل، لا أدري ماذا أفعل.. أعلم أنه عليّ أن أتصرف وكأن شيئا لم يكن وأتجاهله فحسب، لكن هذا صعب، أعلم أني لن أكون طبيعية عندما أراه.
أرجو أن لا تقولوا إن هذا مجرد حب أطفال ومراهقين وإنك تهولين الأمر، لا.. بل كان حبا حقيقيا ما زال في خلجات قلبي يسكن بهدوء متخفيا عن الأنظار.. لكن في نفس الوقت لن أعود إلى ما كنت عليّه قبل علم أهلنا بالأمر أعتقد أنني أستطيع نسيانه.. لكن إن لم أره.. لكن في حالتنا سوف أراه طبعا وذلك ما سيكون من الصعب التعايش معه ومحاولة نسيانه واقتلاعه من قلبي. أرجو أن تفيدوني بشرح وافٍ لحالتي وما عليّ فعله إذا اتصل أو رأيته، وكيف أبني صداقات مع بنات صفي في السنة الدراسية القادمة بعدما أخذوا عني تلك الفكرة بأني هادئة (بحالي)، علما بأن حياتي الاجتماعية مع الناس بشكل عام عادت عادية والحمد لله، لكن المشكلة مع بنات صفي.
وأعتذر كل الاعتذار عن طول رسالتي
ولكم كل الاحترام.
13/10/2022
رد المستشار
وعليّكم السلام ورحمة الله وبركاته..
أشعر بمعاناتك وقلقك لأن مجتمعنا يلوم الفتاة على أي خطأ أو شبهة خطأ، فإن سلمنا بأن أهلك لا يوافقون على ما يترتب من اختلاط البنات والشباب ألم يكن من الأجدر بهم أن يمنعوا فرص هذا الاختلاط كي يتجنبوا تبعاته المنطقية، أو كانوا جعلوه اختلاطا مراقبا من الأكبر سنا وفي حدود صلة الأرحام.
التزامك حدود التعامل الرسمي من زاوية صلة الأرحام، دون تفاعلات خاصة وجانبية، وسيلة جيدة لتدعيم ثقتك بنفسك عند التعامل معه.. فلا تفارقي من ذهبت معه من والديك أبدا، ولا تذهبي منفردة لزيارة عائلية، ولا حتى إلى جدتك، ووضحي سبب تصرفك هذا لوالديك إن سئلت بأنك تحاولين تجنب ما يغضبهما.
يؤلمني ألمك وأحزن على ما ألمسه من شعورك بالجرح، ولكني أعتمد على ذكائك الذي ترينه في نفسك لتجاوز الأمر فيجب ألا نسمح لمشكلة مهما كانت مقعدة أو كبوة مهما كانت قاسية بأن تفسد عليّنا حياتنا.
كان والدك - سامحه الله - مخطئا في طريقة تعامله وقسوته عليّك، في حين نرى الحكمة في تصرف عمتك عند اكتشافها للعلاقة، فبالرغم من عدم موافقتها عليّها فإنها تصرفت بشكل صحيح.. لكن لا تبالغي في قيمة ما صدر عن والدك، فهو كما تقولين في العادة طيب ولطيف، فاجعليّ طيبته ولطفه ورعايته لك وحرصه شفيعا لديك، واغفري له تخبطه في التعامل مع مشكلتك، ولا تكوني كالمنافقين الذين إذا أصابهم خير سكتوا وإن أصابهم أذى نكصوا وأنكروا ما كان من نعم سابقة.
تفيد كلماتك بأنك عانيت حالة اكتئاب إثر ردة فعل والدك؛ فانعكست على تعاملك مع زميلاتك في المدرسة، وكذلك على تقديرك لذاتك، ولكن عودة علاقاتك الاجتماعية لما كانت عليّه دليل على تجاوزك لها؛ فلا تقلقي حول تقبل زميلاتك في المدرسة لك في العام القادم، فقط ابدئي تعاملك معهن بطريقة مختلفة؛ فبادري بالسلام والسؤال، وإن سئلت عن سبب حزنك وانعزالك في العام الماضي يمكنك التعلل بأنك لا تتقلبين التغيير بسهولة.
يساعدك في تجاوز محنتك تبنيك لطريقة التفكير العقلانية التي تقول إن المشكلات في الحياة أمر متوقع، لكن يجب ألا نعيش الحياة خائفين من حدوثها؛ فقد تقابلين قريبك وقد تشعرين بالارتباك أول مرة، ولكن إن فكرت بأنك لن ترتبكي وأنك الآن بعد المرور بهذه المحنة وتجاوزها أصبحت أكثر صلابة وأكثر قدرة على مواجهة المزيد من الصعاب - وهذا شكل من أشكال النضج - سيمر الموقف بهدوء، والعكس سيحدث إن فكرت بطريقة غير عقلانية.. وأنك لن تستطيعي مواجهته أو التعامل معه، فإن عقلك سيستجيب وستصبحين فعلا غير قادرة على هذا.
من التفكير غير العقلاني، الاعتقاد بأن عدم سير الأمور على هوانا كارثة كبيرة لا يمكن تجاوزها، فالأحداث من حولك تقول عكس هذا، ولذا يجب أن تفكري بأن لا حياة تخلو من المشكلات والنكسات، ولكن الذكي فقط هو من يطور من ذاته كي يصبح أكثر صلابة وقدرة على تجاوز المحن والبدء من جديد.. يجب أن تتعاملي مع مشاعرك نحوه أيضا بطريقة عقلانية، فأنت أعلم بما يدور في خافقك ولكن ذكري نفسك وكرري لها أن الوقت المناسب لما يأت بعد.. فهل نصلي العشاء قبل المغرب، حتى إن جمعنا الصلوات؟
مشوار قريبك ما زال طويلا كي يصبح قادرا على تحمل مسؤولية مثل هذه المشاعر، وكما تبدأ المشاعر تنتهي أحيانا فهي تخضع لقوانين الحياة من بداية ونهاية على الرغم من صدقها.. لا تغذي تعلقك به ومشاعرك نحوه بأي شكل؛ لأنه لا يعلم الغيب إلا الله، وهو وحده يعلم إن كان ارتباطك بهذا الشاب من رزقك أم لا، فالأفضل ألا تتألمي إن لم يحدث.
بهذه الأفكار ستردين عليّه إن حاول أن يكلمك وأنت محقة بأن تكوني شديدة الحرص على عدم تضييع ثقة والديك فيك، فإن تسامحا مع الحادثة الأولى كغلطة وهفوة لصغر سنك سيرون في استمرار العلاقة تحديًا لهما ولن يرحبا به.