بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على حبيبنا محمد الصادق الأمين..
أنا فتاة عمري 23 سنة تخرجت في الجامعة 2006 وعملت مباشرة كمدرسة في أحد المعاهد، ومن ثَم سكرتيرة في مكتب صغير والآن في شركة كبيرة.. والحمد الله أنا فتاة محظوظة في كل شيء، لدي عائلة جيدة جدًّا والحمد لله ربي رزقني بجمال وخلق. تعرفت على شاب عمرة 29 سنة، كان مديري التجاري في المكتب الذي عملت به اشتغلت معه لفترة بسيطة جدًّا، حوالي 3 أشهر فقط، ولكن كنا متواصلين بالهاتف والإنترنت بشكل متواصل جدًّا قرابة السنة.
هو شخص محترم وملتزم ومثقف.. مرة أخبرني أنه متزوج ولديه طفلة ولديه مشاكل مع زوجته وهما الآن لا يعيشان في بيت واحد.. ولقد تزوج أخرى لكي تكون أمًّا لابنته والتي تبلغ من العمر 4 سنوات، لكن لم يكن يحمل للزوجة الأخرى أي مشاعر فهي كانت بالنسبة له أمًّا لابنته فقط.. بعد سنوات رجعت الفتاة الصغيرة لأمها الحقيقية ولم يتحمل سلبيات الزوجة الثانية، كانت فقط أمًّا ومربية لابنته بعد ذلك انفصل عن الزوجة الأخرى، أما عن الأولى فمستحيل الانفصال نظرًا للفتاة الصغيرة وأسباب أخرى أنا أحترمها وأقدر وضعه.
واستمرت العلاقة بيننا بحكم أنه لا يملك زوجة حاليًّا ترعاه في البيت. يحبني بجنون، وأنا أيضًا ويحترم كل منا الآخر كثيرًا والحمد لله. تعرف على أهلي بصفته مديري، وأعطاني الهدايا الجميلة بعلمهم وقال هذه هي الخطوة الأولى أن أتعرف على أهلك، ومن ثَم يحصل النصيب.. على فكرة يخاف عليّ كأخته، أنا تحدثت مع أمي على علاقتنا؛ نظرًا لأن أمي صديقة لي وكلمته أيضًا وهو لا يمانع. المهم الذي يحدث معنا أننا نتكلم مع بعض في الليل في وقت متأخر كلام الحب وساعات كلام كزوج وزوجة في الفراش وكلام غزل. "ومسْكة هنا وبوسة هناك..."
مع العلم أنني فتاة خجولة، لكن لا أدري لماذا يحصل لي هذا؟ أحس بتأنيب الضمير وأكره حالي كثيرًا.. النوم أصبح معدومًا وصلاتي أحسها لا تقبل؛ لأن الكلام كبير وأنا أتقبله؛ لأنه أول قصة حب في حياتي أو لأسباب أخرى، ولكني لا أعرف ما هي؟.. وهو أيضًا كذلك يرجع يلوم نفسه ويقول إننا المفروض ألا نقول كلامًا مثل كذا وكذا فهذا حرام وعيب.. لا أدري.. الفترة الأخيرة انقطع التواصل بيننا بغرض أنه يحتاج وقتًا للتفكير في مستقبلنا.. هل نتزوج أم ننفصل عن بعض؟؟.. هو لا يريد أن يظلمني معه بحكم أنني صغيرة وهو متزوج، لكن هو كان صريحًا معي من بداية العلاقة، وأنا قبلت واستمررت، فما المانع؟.
يريد الآن أن نبعد عن بعض فترة لكي يقرر وأنا أيضًا كذلك. لكن أنا ما أقدر أتحمل بعدي عنه أريد أن أطمئن عليّه أسأل عليّه.. جعان شبعان ينام أم لا.. حبي له حب طاهر والله ومخلصة وهو أيضًا يكلمني نفس الكلام حبي لك طاهر، لكنه لا يعرف أيش يسوي؟؟.. أنا أتألم كثيرًا من كلام الحب والمشاعر التي كانت بيننا لو ما حصل نصيب ما أحس أنني ممكن أنساه أو أفتح مشروع زواج وأنا أحمل مشاعر بجنون لحبي الأول هذا، بل بالنسبة لي مستحيل.
يتقدم لي الكثيرون من أقاربي، لكني لا أريدهم أريد الزواج به فقط، وقد أعلمت أمي بقراري وكلمتها أنه يريد التفكير في العلاقة بعد هذا كله، مع العلم أن لديه السيولة المادية والحمد الله. لكن لا أدري ماذا يدور في ذهنه؟ أخاف أن أكون قد رسمت صورة عني مو كويسة لذلك هو متردد أو خائف.. دائمًا، وعندما أسأله هذا السؤال يزعل مني ويقول لي أنا اللي دُورت بعدك إنت ما دُورتين وبحكم الكلام الذي بيننا؛ لأننا نحب بعض كثيرًا جدًّا.
أنا تائهة في عالم الحب والمودة. خائفة من أن يعاقبني ربي.. أنا فتاة ملتزمة والحمد لله ولا أقدر العيش من غيره يلازمني البكاء حين أفكر أنه يمكن أن يختار الحل الآخر وهو الفراق، وأننا لا نصلح لبعض.. أنا حياتي مدمرة من الداخل تقريبًا من بعده. الحل الله يخليكم وأتمنى عدم القسوة.. أنا فتاة مسكينة وعقلي زي الأطفال تقريبًا. أحس الشخص هذا هو أبي وأمي وإخوتي وكل شيء جميل في حياتي.. وأسأل الله ألا يبعدنا عن بعض.. كان دائمًا يتكلم بحكم أنني زوجته وحلاله ويدعو أن نكون لبعض تحت سقف واحد، ويعدني أنه يحمل هدفًا طاهرًا لعلاقتنا وأبدًا ما يلعب بمشاعري.
أنا يمكن أكون أنانية ومتمسكة به كثيرًا ولا أريد منحه وقتًا يفكر، مع العلم أنه لا يريد الابتعاد عني.. أتمنى له التوفيق والأمن والاستقرار.. لكم جزيل الشكر، والسلام وعليّكم ورحمة الله وبركاته.
16/10/2022
رد المستشار
الأخت العزيزة.. "حسناء" السلام عليّكم ورحمة الله وبركاته..
يؤسفني أن أصارحك بأنك كنت إحدى ضحاياه، وأنا أعلم أنك سوف تتألمين لهذا الأمر أو حتى تصدمين به، ولكن لديّ أمل أن تفيقي بعد هذا الألم وتعيدي ترتيب حياتك بشكل أفضل. أعرف أن هذا ليس سهلاً عليّك، خاصة في مثل هذه المرحلة المبكرة من عمرك، وأنه ليس لك تجارب عاطفية سابقة، وهذا أول حب لك، وقد وضعت فيه كل مشاعرك وأحاسيسك، وأعطيت كل شيء بلا تحفظ، وتعاملت مع الطرف الآخر على الهاتف والإنترنت كزوج وزوجة في الفراش -كما ذكرت- (مسكة هنا وبوسة هناك..) هذه النقاط وضعتها أنت في رسالتك هكذا ربما دلالة على المزيد الذي يمنعك الحياء من ذكره.
ويبدو أنه قد أخذ ما يريد منك، ويبحث الآن عن ضحية جديدة يجدد معها مغامراته العاطفية. قد تعتبرين هذا حكمًا قاسيًا عليّه، فأنت ترينه إنسانًا طيبًا ومحترمًا وملتزمًا ومثقفًا، ولكن للأسف الشديد فإن ما ذكرته أنت عن سلوكياته مع زوجتيه السابقتين ومعك أنت حاليًّا يعطى المفتاح لفهم شخصيته، فهو يقترب من المرأة حتى يأخذ منها ما يريد، ثم ينتقل إلى غيرها بحثًا عن الجديد، فهو سريع الملل، ولديه رغبة قوية في التغيير والتجديد، ويجد لذلك أعذارًا يذكرها لك ولغيرك، فزوجته الأولى لم يتفق معها، والثانية كانت مجرد مربية لطفلته (لست أدري لماذا تزوجها إذن وهو صاحب الخبرة والثقافة والتجربة).
وقد عاش معك لحظات حب ساخنة على الهاتف والإنترنت، وتعاملت معه كأنه زوجك (لست أدرى كيف ولماذا؟)، وكان من المتوقع طبقًا للسيناريو الطبيعي أن يتقدم لخطبتك لتعوضيه عن زيجاته السابقة الفاشلة، خاصة أنه لا يوجد ما يمنع ذلك، فظروفه المادية جيدة وظروفه الاجتماعية تستدعي الزواج، ولكنه في اللحظة الحاسمة يتهرب ويدَّعي أنه يحتاج وقتًا للتفكير.. وفي الأغلب هو ينفذ الآن خطة الانسحاب؛ ليدخل في تجربة جديدة ويفتح قلب امرأة أو فتاة جديدة تعطيه أحاسيس جديدة، فهو يهوى فتح قلوب النساء وتبهره حمرة الخجل الأولى وخلجات الأعصاب البكر. وحتى لو عاد إليك وطلب يدك فأرجو أن تكوني على حذر، وتضعي في الاعتبار ميله نحو تعدد العلاقات، وهي صفة أعتقد أنه لن يستطيع التخلي عنها بسهولة.
وإلى أن تتأكدي من موقفه وطبيعته أرجو أن تحفظي عفتك وكرامتك بعيدًا عن عبثه بهما تحت اسم الحب الطاهر البريء (أين الطهارة؟ وأين البراءة؟)، وأن تعودي مرة أخرى إلى ربك تستلهمين منه العون والتوفيق، وتمارسي حياتك العملية والاجتماعية لتحققي نجاحات تعوضك عن جراح هذه التجربة، وأن تعتبري أنها كانت درسًا مهمًّا لك تتعلمين منه جوانب كثيرة عن البشر دون أن تعممي هذا الأمر على كل الناس أو كل الرجال فهم ليسوا سواء، فهناك الكثيرون من الرجال المخلصين الطيبين (بحق) الذين يتعففون عن استغلال الفتيات لإشباع نزواتهم.
قد تجدين نفسك في حالة من الاضطراب وعدم التوازن وعدم القدرة على قبول شخص آخر في حياتك، ولكن صدقيني، هذه مشاعر مؤقتة سوف تحتاج وقتًا لكي تهدأ، تستطيعين ممارسة حياتك بشكل طبيعي بعد ذلك، بعد أن تتضح لك الأمور وتكوني قد وعيت هذا الدرس جيدًا، وتكشفت لك حقيقته. أنصحك في هذه الفترة أن تستعيني بالصبر والصلاة والاقتراب من ربك، ثم والدتك وأقاربك وصديقاتك؛ لتشعري بالأنس والدفء معهم مرة أخرى لحين التئام جرحك، وسيلتئم إن شاء الله وتعودين أفضل مما كنت، ويعوضك الله تعالى زوجًا طيبًا تعيشين معه حياة مستقرة ويعينك على دنياك وآخرتك.
واقرئي أيضًا:
إدمان الفتوحات العاطفية(1)