السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري 20 سنة أعاني من الرهاب الاجتماعي ورهاب الظلام (منذ الصغر) وأعاني من الوسواس القهري من أربع سنوات كان عندي إختلال الإنية وشفيت منها وكنت أعاني من حالات الهلع ثم خفت وأصبحت نادرا ما تأتي بصورة بسيطة (كنت أعاني منها عندما كان عمري 15 عاما و16 عاما)
كلامي اليوم عن الوسواس القهري وفقط، فهو المرض الذي أثر في كثيرا، منذ يناير 2019 تعرضت لاختناق مفاجئ ( بسيط ) فلم أتعامل معه بالطريقة الصحيحة فنتج عن ذلك حالات الهلع في كل مرة أدخل القسم مثلا أخاف أن أختنق فأصبحت أحسب أنفاسي في كل مرة، وأيضا نتج عن ذلك إختلال الإنية (شفيت منها) والوسواس القهري
أما الوسواس القهري فبقى معي وتطور بداية من وسواس الجنون إلى وسواس الموت إلى وسواس لتكرار فعل معين بدون سبب ثم تطور فأصبحت أشعر بشعور غريب لا أدري كيف أصفه (لأنني لا أتذكره) كل ما أتذكره أن ذلك الشعور كان سيئا وكنت أريد يشدو أن أخرج منه لدرجة أني كنت أبكي وأدعو الله، ثم طلبت المساعدة من الآخرين فذهبت وسافرت وارتحت قليلا ثم رجعت وهكذا ثم تطور إلى وسواس المرض مثلا خدشتني قطة ثم رأيت منشورا عن داء الكلب فتوسوت وأصبحت أسأل البياطرة وأحاول أن أحضر لهم القطة التي خدشتني بالرغم من أن القطة أخذها أحد أفراد العائلة إلى بيطرية وقالت أنها سليمة واستمر هذا الوسواس إلى أن ظهر وسواس العقيدة وأصبحت أقرأ الفتاوي فخفت أكثر (بالرغم من أنه لا يوجد شيء مخيف)
وأصابني وسواس شديد في الكفر فصرت أخاف أن أنطق بالكفر وإن ينطق أحد بالكفر فلا أنصحه (بسبب الرهاب الاجتماعي). فأصير مثله في الذنب وصرت أخاف من أن يتكلم أحد عن الدين بسخرية (وبدون سخرية) فأضحك فأصير كافرا فأصبح لدي رعب شديد من هذا المشكل حتى صرت أحس بالضحك على أي شيء وخصوصا مع عائلتي لدرجة أني أكون جالسا خائف من أن يأتيني أحد ما من عائلتي ويقول لي كلاما فأضحك فأصبحت أتجنبهم أحس أن فكرة الضحك على الدين هذه استحوذت علي تماما حتى إيموجي الضحك في الفيسبوك أصبحت أتجنب النظر إليه خوفا من يكون المنشور فيه استهزاء بالدين فأكفر وكذلك التعليقات
وأيضا الوساوس في ذات الله كثيرة والله المستعان، مثلا حركة معينة عادية يأتي الوسواس فيقول لي لا هذه ليست حركة عادية أنت تكني على كذا، وأيضا عندما أحاول أن أقاومه يخدعني
فالأطباء النفسانيون يقولون إذا جائتك فكرة تجاهلها واستمر، المشكل أنني أصبحت لا أفرق بين أفكاري. وأفكار الوسواس أحس أن الوسواس انصهر في عقلي فلم أصبح أفرق بين أفكاري وأفكار الوسواس وكذلك تحصل معي وساوس كثيرة في نفس الموضوع فمثلا منذ قليل فقط قلت لأمي عن الطبيب لأذهب إليه (لأن عندي بعض الحبوب في رأسي) فنطقت أختي وقالت تعلمين كم الدواء أنه 4000 دج فقلت لها كيف قدرتي السعر؟ ثم قلت لها "بركي ما تفتي" أي توقفي عن الفتوى فأحسست أني قلت كلاما كفريا لأن كلمة الفتوى لاعلاقة لها بالكلام عن الطبيب والسعر فنحن لا نتكلم عن أمر ديني ثم قلت أستغفر الله يا ربي، وتشهدت واستغفرت والآن هناك فكرة في رأسي تقول لي أنك قلت كلاما كفريا آخر في ذلك الموقف وقد نسيته
أنا تعبت من هذا الوسواس فما الحل؟ (لقد اختصرت كثيرا في مشاكلي النفسية وأحببت أن أعطيكم فقط نبذة بسيطة عنها ولعل الموقف الأخير الذي حصل هو السبب الذي جعلني أبعث بهذه الرسالة إليكم) فهل أذهب للطبيب النفساني؟ علما بأن أمي لا ترضى بأن آكل الدواء لأنها تظن أنه دواء عقلي ويسبب الإدمان بل هي لا تريدني أن أذهب للطبيب أصلا
وأيضا لدي بعض المشكلات المادية لأني طالب وليس لدي دخل فلذلك ربما يتأخر الذهاب إلى الطبيب, فما نصيحتكم؟
وأيضا أنا عندي إدمان العادة السرية ومشاهدة الإباحية فما نصيحتكم؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
5/11/2022
رد المستشار
شكرًا على مراسلتك الموقع وتمنياتي لك بالشفاء.
الصراحة رسالتك مثال صارخ لوسواس قهري مزمن دخل مرحلة حرجة ولا بد من علاجه بكثافة. أداء الذكور مع الوسواس القهري ليس جيداً مقارنة بالإناث ويبدو أن أعراض مرضك ظهرت مع بداية أعوام المراهقة وما تشير إليه من رهاب واختلال الإنية ما هي إلا أحد الأعراض الثانوية التي يكثر ملاحظتها مع الوسواس القهري المزمن.
عدم علاج الوسواس القهري مبكراً يؤدي إلى اقتحامه الإنسان وظيفياً ويدخل مرحلة لا يفرق فيها المراجع ما بين أفكاره الطبيعية وأفكاره الوسواسية والنتيجة هي أعراض سالبة وأداء وظيفي متدهور لا يختلف بتاتاً عن ذلك الذي يتم ملاحظته مع الفصام المزمن.
بداية مشوارك هي مراجعة أحد مراكز الطب النفساني حيث تعيش ولا مفر من ذلك. استثمار العائلة في علاجك في هذه المرحلة أفضل بكثير من الحديث عن سعر الدواء وهناك العديد من العقاقير الزهيدة الثمن. تكاليف رعايتك مستقبلا مع دخولك مرحلة إعاقة نفسية ووظيفية ستكون باهظة الثمن ولا توجد عائلة ترضى بأن ينتقل أحد أفرادها إلى هذا الموقع في الحياة.
رحلة علاجك طويلة وأنت بحاجة إلى عقار واحد وأكثر تحت إشراف مركز طب نفساني. لا فائدة الآن من دخولك في علاج نفساني ولكن سيحدث ذلك بعد بداية واستعمال العقاقير واستجابتك لها. علاجك قد يكون لعدة أعوام.
توجه نحو طبيب نفساني.
وفقك الله.
ويتبع >>>>>>: وسواس قهري وشركاه: وهل أحتاج لطبيب نفسي؟ م