خالص تحياتي لأحلى موقع إلكتروني..
أنا متزوجة منذ 8 سنوات عن حب ولكن من طرف واحد وهو الزوج، أما من جهتي فإن عواطفي تبلورت بعد سنين الزواج لتشكل حبا هادئا لزوج وأب لأبنائي، ولكن ليس عشقا، العلاقة هادئة، وهناك تفاهم وترابط وأحلام مشتركة ليس لدينا والحمد لله مشاكل كبرى، ولكنها متفرقة ومؤثرة.
وأولى هذه المشكلات أن زوجي من النوع "الفوضوي" جدا، ومزاجي ومتكاسل فيما يخص أمور المنزل، وأنا على عكسه تماما، فهذا يعكر الجو بيننا، فإما أن أتكلم ونتشاجر، أو أسكت وأكتم، وهذا ما يجعلني مكتئبة لمدة من الوقت. ولم تنفع محاولاتي في تغييره، فأهله هم مثله "فوضويون" لدرجة لا تصدق، غير منظمين، لا شيء في البيت يعطونه قيمة، مهملون كثيرا.
والمشكلة الثانية متعلقة بـ"العلاقة الخاصة" بيننا، وهي جيدة عندما يتم الاتصال، ولكن المشكلة عند التهيؤ لهذا الاتصال؛ فالمشكلة في شكله ورائحته، فحين يكون في المنزل يرتدي أي شيء، ولا يتعطر وشكله يكون كالعجوز، وإذا انتقدت رائحته، وطلبت منه الاستحمام يهاجمني ويتهمني بالبرود، وبأني أتحجج لرفضي اللقاء الجنسي.. أما بالنسبة لي فهو يريدني دائما على "سنجة عشرة" مثيرة و"مهتاجة"، وأنا المطالبة بالبدء بالتودد دائما، وكل يوم. وأحيانا أكون متعبة يوما تعبة أو نائمة، ورغم ذلك أتودد إليه، ولا أرفضه أبدا، ولكن استجابتي له تكون متأثرة بهذا التعب، وعندها يثور ويتهمني بالبرود.
تكون عودته من العمل، ومجالسته أصدقاءه في ساعة متأخرة دائما، ليس قبل العاشرة مساء. يريد أن يأكل ويتمدد ويشاهد فيلما بعد فيلم، وعندما ينتهي تكون الساعة قاربت منتصف الليل، فعندها يتذكر أنه يريد الجنس، ومن دون أن يلمح لذلك، بل يريد مني أن أفهم ذلك بمفردي، وأن أكون المرأة المثيرة التي يريدها، ولكم أن تتصورا كيف تكون حالتي بعد منتصف الليل بعد يوم من المسؤوليات، ابتداء من العمل إلى البيت، للتدريس والطبخ، وتحمل مسؤوليات المنزل كافة، علما أنه لا يشاركني، ولا يساعدني بأي شيء فإنه في البيت للأكل والنوم، ومشاهدة التلفزيون فقط.
طلبت منه الرجوع باكرا إلى المنزل، وأخبرته أنني إنسان ولست "آلة" فحتى "الآلة" تتعب وتحتاج صيانة، فأين "صيانتي" أنا. لا يريد التفاهم في هذا الموضوع فمهما كلمته يجيبني بأن الرغبة في الجنس تأتي في لحظتها، وعليها الاكتفاء في نفس اللحظة، أنا لا أتكلم عن تنظيم وقت اللقاء؛ لأني أتفهم كلامه، ولكن عليه أن ينظر إلى ما يناسبني أنا أيضا؛ فنفوري منه أصبح قويا جدا.. من رائحة فمه وجسمه الكريهة... في أي زمن نعيش؟! أنا لم أرفضه في حياتي معه أبدا، حتى عندما أكون منهكة، ولكن بطبيعة الحال يكون تجاوبي أقل إثارة، ولكنه يريد أن يسلبني حقي في أن أتعب كبقية البشر.
مع العلم أنني جميلة جدا، ومحط أنظار الناس، وهو يحب أن أذهب معه إلى الخارج كثيرا، ويتباهى بشكلي كثيرا أمام الجميع، وهذا يقلقني.. فهل تزوجني من أجل الشكل والمتعة؟ فهل عندما أتقدم في العمر سيتركني؟ لا أحس بالأمان بجانبه رغم مزاعمه عن حبه الكبير لي، فهو كلام وليس أفعالا.
اعذروني على الإطالة، ولكن أرجو أن يكون ما ذكرته كافيا لوصف حالتي،
وشكرا لكم.
20/10/2022
رد المستشار
لا أستطيع مقاومة الإفصاح عن بلدك الأصلي، فاعذريني يا عزيزتي الزوجة "اللبنانية"، وحقيقة يهمني معرفة جنسية زوجك، وطائفتك وطائفته حيث لم تشيري إلى هذا، وإلى نصيبك ونصيبه من الالتزام بالدين -أي دين- لأنك حتى لم تذكري ديانتك، فجاءت رسالتك محايدة، أو منزوعة التفاصيل فيما يخص هذا الجانب.
والواضح أن الفوضى "طبع" ونظام وحياة ورثه زوجك من بيئته الأصلية، وهو لذلك يعتبر كل ما يقوم به معك عاديا وطبيعيا، وإنك أنت التي تحتاجين إلى تغيير!.
سمعت مؤخرا عن برنامج أمريكي تشاهده بعض الأقطار العربية مترجما على إحدى القنوات الفضائية، وتقوم فكرة البرنامج باختصار على "تبادل الأزواج والزوجات"، حيث ينتقل زوج السيدة "س" ليعيش مع أسرة السيدة "ص"، وبالعكس أو تنتقل السيدة "ع" لتعيش مع الأسرة الأخرى للسيدة "ض" لمدة أسبوعين تقريبا ثم يحدث تقييم للتجربة! وأنا لا أعرف ما هي الطرق التي يمكن أن يتعلم بها الرجال كيف يكونون أزواجا ناجحين، وكيف تكون النساء زوجات وأمهات ناجحات غير هذه الطريقة "الشاذة" التي أرفضها، وإن كان التعليم فيها يأتي عبر المقارنة!.
زوجك يا سيدتي مثل الملايين من الرجال الذين يتعاملون مع حياتهم عامة، وربما حياتهم الزوجية خاصة بنوع من عدم الاكتراث القاتل، وإذا كان عدم الاكتراث هو من خصائص نفسيات الناس أو الأغلبية في عصرنا الذي نعيشه، فما أشد تأثيره حين يكون داخل بيوتنا، وفي علاقتنا الأسرية.
وإذا كان العرب قديما قالوا: "إن الحماقة أعيت من يداويها"؛ فأنا اليوم أعترف لك بأنه لا يوجد عندي دواء جاهز لما أراه حولي في مسالك الكبار والصغار من عدم اكتراث، ويسمونه أحيانا "لامبالاة" أو ضعف الإحساس بالنقد. وأطلب منك ومن الأعزاء ممن يقرءون هذه السطور أن يبحثوا معنا عن حل، وتعالي نستعرض المقترحات.
تحدث الاستجابة أحيانا حين يكون النقد خاطفا وصارخا وثقيلا، فبدلا من أن يصرخ هو تصرخين أنت، ولكن في عدم وجود الأطفال، والرسالة المطلوب توصيلها هنا هي أنه متورط في مخالفات قاتلة، ولكنه لا يدري أنها كذلك، هذا إذا كنت تعتبرينها فعلا أنت قاتلة فعلا.
في أحيان أخرى يفيد المدخل الديني في التنبيه إلى السلوك النموذجي للرسول القدوة صلى الله عليه وسلم -إذا كنت مسلمة- وليست لدي معلومات عن تفاصيل الأخلاق المسيحية في جانب العلاقة بين الزوجين، وإن كنت أظنها لا تختلف حول أهمية المعاشرة بالمعروف، وضرورة احترام الزوجة إلخ... وكنت أظن أن أهل لبنان من أفضل ما يمكن في التواصل والتفاهم والحب. وربما نعثر معا على من سبق وكتب عن الرسول -صلي الله عليه وسلم- زوجا؛ لنرى كيف كان يدير وقته بين أعباء الرسالة، وزوجات متنوعات في الأمزجة والأعمار والخلفيات الاجتماعية والثقافية.
لا أستحسن لعبة إثارة "غيرة" الرجل عبر اختلاق قصة أو علامات وهمية عن علاقة وهمية برجل غيره في حياتك، وإن كانت هذه اللعبة من أكثر المداخل إثارة للرجل، ولكنها يمكن أن توقظه وتؤلمه فينتبه، وتتوقف روائحه النفاذة، ويصبح أجمل وأنظف ولكن العلاقة نفسها بينكما تكون قد انتهت بسبب تدمير الثقة.
يبقى يا سيدتي المجال مفتوحا لمراجعة الجانب الآخر من الصورة، أقصد جانبك أنت، فلم تشيري إلى عيوبك، بل اقتصرت على هجاء زوجك، ولم تذكري عن نفسك شيئا إلا أنك جميلة جدا، فما هي عيوبك يا سيدتي؛ لأن لعيوبك علاقة وثيقة بتصرفات زوجك معك؟ وأنتظر متابعتك.
اقرأ أيضًا:
بيت الزوجية …محطة وصول لا صالة ترانزيت