بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شاب أبلغ من العمر 26 عاما، ولدي عمل ثابت بدخل جيد والحمد لله، ولدي مقدرة على الزواج وأرغب في ذلك، ولكن تواجهني مشكلة أراها معقدة، وهي أنني ومنذ فترة تعرفت على فتاة تدرس في إحدى الجامعات وذلك بعد مراجعتي الجامعة في عمل لعدة مرات.
الفتاة أعجبتني بل أحببتها حبا عظيما جدا؛ حتى إنني دائم الشرود والتفكير بها، وهي كذلك أحببتني حبا كبيرا جدا، وتعاهدنا على الزواج، وطرقت بابهم بالأصول وأخذت أهلي معي وطلبتها، ولكن والدها رفض رفضا مبدئيا قاطعا، وطلبتها مرتين أخريين، ولكن الرفض في كل مرة يكون هو سيد الموقف.
وحجة والدها في الرفض أنه لا يزوج بناته في خارج حدود مدينته وأنا من بلدة لا تبعد عن مدينته سوى 20 كلم، كما قمت بتوسيط عدد من أصدقائه ومعارفه ووجوه الخير في ذلك، إلا أنه رفض أيضا. المهم تعقد الأمر بحيث عرفت لاحقا أنه زوج عددًا من بناته سابقا على نفس الطريقة دون رضاهن والمهم العريس من مدينته.
الآن أنا في حيرة من أمري أهلي يضغطون عليَّ للزواج وأنا لا أتصور نفسي متزوجا غير هذه الفتاة التي رمى الله تعالى حبها في قلبي، وسألت أحد الشيوخ وقال لي إن الأب لا يجوز أن يجبر بنته على زواج لا ترغب به وبإمكانها الذهاب إلى القاضي ويزوجها من ترغب، على شرط أن يكون من أهل الدين والخلق، وأنا الحمد لله كذلك رغما عن أهلها، ولكن هذا الشيء لا يمكن أن يحدث في ظل مجتمعنا لأنه سيحدث مشاكل كبيرة جدا نحن في غنى عنها.
الآن أنا وهي في غاية الحزن والغضب والحيرة كيف نستطيع إقناعه بالزواج رغم أن بقية عائلتها مقتنعة ومرحبة إلا هذا الأب؟!!.
منذ بدأت هذه القصة وصحتي في تراجع وعملي كذلك لكثرة انشغالي بالقضية، وأنا والله أكون شاكرا طوال العمر لمن يدلني على طريق نقنع به هذا الأب؛ لأنني والله لم أترك طريقا إلا وطرقته.. وجزاكم الله خيرًا.
20/10/2022
رد المستشار
ولدي.. أعانك الله وهدى والد عروسك إلى ما فيه الخير لكما بإذن الله.
هذه ليست أول مشكلة تأتيني من فلسطين الحبيبة وألمح فيها تعنت الأب تجاه السكن في نفس المدينة.. ويبدو أنه تحدث أحيانا مشاكل بين المدن فيفترق الأخوان أو الأب وأبناؤه.. وهذا نراه أحيانا في بعض البرامج الوثائقية حين يقوم المحتل الصهيوني بوضع حاجز هنا وجدار هناك ويتعذر على الأسرة الواحدة الاجتماع حتى أحيانا خارج البلاد.
ولكني أرى فيك تمسكا شديدا بالفتاة.. وقبولا لديها.. وعند سائر أهلها، وأتصور أنه لديك قبول مبدئي عند الأب إلا في قضية السكنى، وقلت إنك لجأت إلى أصدقاء ومعارف.. فلماذا لا تلجأ إلى أهلها.. العم أو الخال؟ .. وبحذر شديد اطلب وساطتهم في موضوع زواجك.. وحاول أن تفند له كل مخاوفه وتتعهد بتيسير كل ما يريد.. فغالبا -يا ولدي- هناك ما يخيفه أو ما لا يقبله في كون الزوج من مدينة أخرى.. يجب أن تعرف هذا الشيء.. هل هو كما أشرت إليك سابقا:
حتى لا تعيش ابنته في مدينة أخرى ويصبح مهددًا في أي لحظة ألا يراها مدى الحياة؟؟ أم هل هو عدم ثقة فيك أو في غيرك لمجرد عدم معرفته الوثيقة بالأهل والأصول؟ أو أي شيء آخر يجب أن تتعرف عليه -على ما يخيفه ويجعله يرفض هذه الزيجات ويجبر بناته على ما لا يقبلن أو يرضين؟ وبحضور العم أو الخال تتعهد له.. وتدحض مخاوفه ليس أمامك إلا المحاولة والدعاء ومن صح منه العزم أرشد إلى الحيل.. كما قال مولانا الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.
وهناك فكرة أخرى ماذا يضرك يا ولدي لو انتقلت للحياة في نفس مدينتهم؟؟ ما دمت تقول إنها لا تبعد أكثر من 20 كم عن مدينتكم!! أعتقد أنه من اليسير أن تنتقل أنت إلى بلدتهم وتستمر في عملك في أي مكان آخر أو في أي شيء تفعله اللهم إلا إذا كان الرفض ليس للسكنى ولكن أساسا لانتمائك إلى مدينة أخرى وكأنك من جنسية أخرى أو ديانة أخرى، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.
إذا كان الحال كذلك.. أي إن أباها يرفضك لمجرد أن أهلك ليسوا من سكان بلدته الصغيرة.. إذا لم تستطع أن تقنعه -يا ولدي- فلا يمكن أن ينصحك عاقل بالزواج منها دون موافقته.. لا عن طريق القاضي ولا عن طريق المفتي.
واقرأ أيضًا:
طلب الزواج للمرة الثانية : تحليل الرفض أولاَ