زوجتي هي المشكلة
لدينا بنتان والحمد لله، مضى على زواجي 5 سنوات، زوجتي طيبة، تجيد تربية البنات وأمور البيت، ولكن لديها طباع التسلط والتكبر والغيرة، ومتضايقة من حقوق الزوج وواجباتها تجاهه وتجاه قيود وتبعات الحياة الزوجية، مقارنة مع حريتها قبل الزواج، مما أدى بها خلال السنوات الأربع الأخيرة إلى تمردها علي وعلى حياتنا الزوجية لمرات كثيرة بين تصعيد (حروب) وهدوء، وأيضا رافق ذلك تعييري وعدم احترامي ونشوزها أحيانا في بعض الأمور.
كنت معترضا على كل ما تفعله من سلوكها معي وبحق حياتنا الزوجية، وأنصحها أو أخانقها بعد طفح الكيل، لكنني لم أستجب لطلبها المكرر والملح بالطلاق لكي ترتاح وتهرب هي من تبعات الزواج بالطلاق، بسبب مخافتي أنا من تبعات الفراق والطلاق على بناتي.
حاليا الأمور والحمد لله أفضل من بعد الصبر والدعاء والتشدد من قبلي بعدم تجاوبي معها على الطلاق، وهي الآن أكثر هدوءا وقناعة وتفهما للحياة بشكل عام وللزوجية بشكل خاص (أي أن الحياة الزوجية ليست مشوارا قصيرا يمكن التخلص منه متى أرادت).
أرجو الله لها الثبات لما يعود على حياتنا وبناتنا بالاستقرار وهدوء البال والسكينة التي طالما حلمت بها وعملت من أجلها وطلبتها من زوجتي ولم أجدها... زوجتي الآن تريد أن ننجب مرة ثالثة طمعا من الله بأن يرزقنا صبيا لطالما حلمت هي به أكثر من البنات، وأنا رفضت صراحة أن ننجب مرة ثالثة، وهي متضايقة، ومن فترة لأخرى تشعرني بذلك بمضايقة، لكنني قلت لها أريد تأجيل الموضوع سنتين على الأقل أو ثلاثا ريثما تصبح حياتنا مائلة للهدوء والاستقرار والسكينة، فقالت لي إنه لا يجوز منعي للإنجاب إلا بموافقة الطرفين، وأنا أشعر بالذنب أمام الله بتأجيلي.. فهل أنا آثم؟ وكيف أتصرف؟
أفيدوني جزاكم الله ألف خير.
أريد أن أخبركم الأسباب الحقيقية للتأجيل أرى أنني محق فيه:
1- فرغم محبتنا الجمة لبناتنا لكنها تريد الإنجاب فقط من أجل طفل ذكر، وهذا بيد الله، وأخاف إن لم يشأ الله ورزقنا بطفلة أن "تزعل" زوجتي كما فعلت عندما علمت بأن حملها الأول بنت.
2- ولقد اكتشفت خلال السنوات الأربع الأخيرة من زواجنا أن السبب الأساسي لزواجها مني هو لإنجاب الأطفال، وهذا تبين معي من خلال عدم انتمائها لي شخصيا كزوج بأن تتخلى عني بأي لحظة وتطلب الطلاق أو الخلع بجدية وإصرار دون ذنب مني مباشر، إنما بسبب مضايقتها لتبعات ومتطلبات وقيود الحياة الزوجية.
3- تجريحها لي بكلامها (الشتم والدعاء علي) وعدم احترامها لي واسترجالها علي وتحديها بنشوزها ولامبالاتها وطردي من البيت عدة مرات (حيث إنني أسكن ببيت ملكها بناء على إلحاحها هي قبل زواجنا بسبب فخامته).
4- رغم هدوئها الحالي، حيث أعتبر نفسي بحالة هدنة معها، لكنني لا أثق بها في أنها لن تعود مرة أخرى كما فعلت سابقا وتتمرد علي وتتخلى عني لأنها كسبت الأطفال من زواجها، ولأن الزواج وحقوق الزوج تقيدها على حساب طموحاتها في أن تتوسع بمستواها العلمي ودخولها الحياة العملية من جديد حبا في ذلك.
فكثيرا سابقا بعد هدوء العاصفة في حياتنا الزوجية فجأة تتمرد وتريد الخلاص، أخاف من هذا مرة أخرى.. لا أثق بها إن هي فعلا اقتنعت بأن الحياة الزوجية هي الأهم بحياتها على حساب حياتها الانفرادية العملية كما فعلت أنا بأن تخليت عن طموحاتي لأنها تتعارض مع أولويات الحياة الزوجية ومتطلباتها سواء المادية أو الوقتية والتفرغ.
5- هي نفسها غير قادرة على وضع نفسها أمام ثلاثة أطفال (صغار) بنفس الوقت، فرغم أني أوفر لها وسائل كهربائية شاملة لمساعدتها بالبيت وأيضا مساعدتي أنا لها شخصيا في البيت (فأنا بيتوتي) ومساعدتي لها أيضا بتربية وتنظيف البنات ثم الجلوس معهما لتخرج هي لحاجياتها وطموحاتها وتنفس عنها.
ومع ذلك كثير من المرات تنفجر وتقول أنا لم أخلق فقط من أجل أن أربي وأقوم بواجبات البيت، أريد الدخول للحياة العملية وتحقيق طموحاتي الدراسية، رغم أنها تحقق شيئا من ذلك، فأنا أوفر لها الدعم والوقت لتخرج وتحقق من طموحاتها وكل ما تريده حسب القدرة، إلا أنها تريد أكثر وأوسع، وهذا أراه على حساب استقرار حياتنا الزوجية وسكنها وطمأنينتها.. فعدة مرات ضجت زوجتي وقالت لي خذ بنتك الكبيرة (سنتان أو أكثر) معك للعمل أو ضعها في مكان ما لكي أرتاح قليلا هذا اليوم.. أو ضعها بمدرسة ألعاب.. وكانت تطلب ذلك مني بتمرد وجدية تربكني بماذا أفعل.
اعذروني لقد أحببت زوجتي كثيرا وعاملتها بإحسان وعطف وحنان لم تحصل عليه من أبيها الذي تركهم قبل وفاته رحمه الله عندما انفصل عن أمهم ولم يصرف عليهم.. لقد أشعرت زوجتي خلال فترة زواجي بانتمائي لها قبل الإنجاب وبعده... لكنني أريد أن أشعر بانتماء زوجتي لي وعدم تخليها عني وألا أشعر بأن الأطفال هم هدفها فقط من الزواج، فقد كانت تسميني أبو البنات وليس حبيبي أو زوجي، لذا أنا غير واثق منها بتيقنها بحقي بالسكينة والهدوء والطمأنينة وانتمائها لي وللحياة الزوجية، لذا لا أريد الإنجاب مرة ثالثة، للأسباب التي ذكرتها.
ربما يشاء الله بعد فترة إن رأيت منها ما يريده أي زوج يخاف الله في معاملته معها (وكريم بعطائي للبيت ولها ولبناتي) من زوجته التي يفترض أن تخاف هي الله بمعاملتها معه لا أن يكون دينها ناقصا بأن تلتزم بالعبادات فقط كما تبين لي بعد زواجنا.
20/10/2022
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بارك الله فيك يا ولدي.. في عقلك وحكمتك وهدوئك.. في حبك لبيتك وحفاظك عليه وعدم الاستجابة لنعرات الكبرياء والكرامة والتحدي التي تطلقها زوجتك من آن لآخر.
وسبحان الله المغير الذي لا يتغير.. بعد أن كان الزواج هو سجن الرجل، الذي يحرمه حريته وانطلاقه ويكبله بالمسؤوليات.. هكذا كانوا يقولون.. أصبحت النساء.. بعضهن وهذا البعض ليس قليلا.. يرى حقوق الزوج والزوجية "خنقة" ويكتفين بالحصول على الأطفال من طريق حلال ثم يبحثن عن الفكاك من مسؤولية بناء الأسرة التي من أجلها شرع الله الزوجية.. فالزواج في الإسلام اسمه بناء .... أعجبني تحليلك يا ولدي جدا.. وخصوصا تعليقك الأخير.. أبوها الذي انفصل عن الأم وتركها وأبناءها، هذه هي إحدى النتائج للخلل الأسري، فغالبا كانت الأم –أمها - تصبر نفسها على الوضع الذي أجبرها عليه الأب بقولها:
وما هو الزواج غير بيت وأطفال.. وهي فكرة متواترة يا ولدي.. وأتصور أن زوجتك هي أكبر أخواتها أو أصغرهن، لأن هؤلاء هن الأكثر تأثرا بالأم، وبالتالي نشأ بداخلها هذا الشعور المسيطر أنه لا ينبغي لها أن تستسلم لرجل حتى لو كان زوجها، وإذا حصلت على البيت والأولاد فيكفيها ذلك، وما الرجل (الزوج) إلا وسيلة. هذا خلل نفسي يا ولدي.. بارك الله فيك على تحمله، بل التعامل معه بجدية حين رفضت تطليقها.
وهذا يفسر رغبتها وإلحاحها في البقاء في بيتها هي، ورفضها التعامل معك بيا زوجي أو يا حبيبي.. وأنت فقط أبو البنات، وبرغبتها أحيانا في الإفلات من قيد الأمومة بترك البنات معك واستكمال مشوارها العلمي والعملي والدراسي.. إنها تبحث عن الأمان الذي نزعه أبوها انتزاعا من داخلها، فهي لا تريد أن تحب رجلا أو تنتمي إليه أو تضعه حتى في أي إطار داخل نفسها حتى لا تشعر بالألم مرة أخرى إذا فكر هذا الرجل في تركها.. ولا تتصور أنك ستخلصها من الفكرة ببساطة، فإذا كان الأب قد غادر، فمن أقرب من الأب ليبقى؟!
واصل الدعاء لها يا ولدي، وتحدث إليها كما فعلت معي، لا تقل لها أنا لا أثق فيك، بل حدثها عن حبك الشديد لها، وعن تأجيل الإنجاب إلى ما بعد أن ترتقي مثلا في سلم العمل أو الدراسة، حدثها عن التعب الذي ستصطدم به إذا أصبح الأبناء ثلاثة، حدثها بحنان وخوف عليها هي ورغبتك في إسعادها، وحاول أن تتفق معها على موعد بعد سنة أو اثنتين تبدآن فيه رحلة محاولة الإنجاب مرة أخرى، وما رغبتها في صبى إلا لاستكمال الأمان فالبنات يا ولدي في يد امرأة مطلقة مشكلة أكيد هي شخصيا عايشتها بمرارة وألم.
وأنا أستطيع أن أؤكد لك بسنين خبرتي في الحياة أنها تحبك، وتحبك جدا، وما رغبتها العارمة في فراقك وتطاولها عليك إلا لكسر هذا الحب بين ضلوعها بيدها قبل أن يكسر قلبها.
بارك الله لكما في بيتكما وأعانك عليها وهداها إلى الصراط المستقيم.