السلام عليكم
أنا قدر من اليمن، أعاني حالة من العيش في الخيال أو أحلام اليقظة بحيث أتخيل أشياء لن تحدث أبداً سلبية وإيجابية وهذه الحالة تقريباً في معظم يومي وعند أي نشاط أقوم بهِ (أتخيل الأشياء وأعيشها وكأنها واقع وأتكلم مع نفسي ولكن بدون أن يُلاحظني أحد) لا أستطيع التوقف عن هذا إلا عندما أقرأ الكتب.
بالإضافة إلی حالة من الضياع وعدم الانتماء أشعر أنني لا أنتمي لأي شيء هنا أبداً وأنني لست في المكان الصحيح والشعور يتعاظم يوماً بعد آخر وأحزن لذلك كثيراً. وأيضاً لم أعد أتحمل أحد، سيطرت علي الوحدة والعزلة بشكل كبير حتی أنني أشعر أن طاقتي استُنزفت إذا طلعت من البيت، حياتي صارت مو طبيعية وحالتي النفسية مو محتملة (ملاحظة : مريت بظروف صعبة علی جميع المستويات ومشاكل عائلية من الطفولة إلی الآن كنت ضحيتها)
وأشعر أنني سُلبت طفولتي ولم أعشها كما يجب وأشعر أنني تحملت أشياء أكبر مني (لا أشعر بل أنا متيقنه لأنني تحملت مسؤوليات لا أحد من جيلي احتملها)، أتمنی أن تُشخص حالتي وأعرف إيش فيني؟ وكيف أقدر أطلع من كل هذا؟
مشاكلي النفسية كثيرة وأفكاري مش عادية (إجرامية نوعاً ما) وأحس أني مكتئبة وفيني أمراض نفسية كثيرة
وأنا عبارة عن مزيج من التناقض والتضاد أحمل الشيء وعكسه، أعتذر عن الإطالة
16/1/2023
رد المستشار
صديقتي...
بما أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، فكل ما مررت به وتمرين به هو في حيز استطاعتك على التعامل معه.
الخيال وأحلام اليقظة شيء مفيد جدا إذا ما وجهته توجيها سليما وصحيا... مثلا، كل من يريد أن يصل إلى شيء أو يحقق هدفا يبدأ بتخيله أولا ... وكلما كان التخيل واضحا وقويا وكأنه حقيقة، كلما ازدادت احتمالات النجاح على شرط اتخاذ خطوات فعلية وعملية نحو الهدف... الخيال عامل مساعد أساسي في النجاح في أي شيء ولكن لا يمكن أن نعتمد على الخيال فقط ونعتقد أن هذا يكفي.
بعض الأشياء التي نتخيلها لا تكون بسبب أننا نريد تخيلها وإنما تحدث بسبب أفكار عابرة وبعضها قد يكون عنيفا أو إجراميا أو حتى كفرا... هذا شيء طبيعي ومن الطبيعي أيضا أن لدينا المقدرة على توجيه الخيال وإعطاء أي فكرة الكم الذي نختاره من التركيز والأهمية... الأمر يعود لاختيار الإنسان ومع الاستمرارية تصبح الدوافع أكبر... يمكن توجيه الخيال نحو النجاح أو الفشل، نحو السعادة أو التعاسة، نحو البناء أو الهدم، نحو الطيبة أو الإجرام.
كلنا مزيج من المتضادات ونحن الذين نختار أي طريق سنسلك... في سورة الشمس دليل على هذا: "ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها"
الاكتئاب إن لم يكن سببه خللا كيمائيا يحدث بسبب أفكار سلبية تركناها تتفاقم، أو غضب نحو النفس بسبب غضب نحو الله أو الأهل أو بسبب قرارات معلقة، أو طاقة إبداعية مهملة ولا تستعمل استعمالا جيدا، أو أسلوب حياة راكد ... وغالبا ما يصاحب هذه الأمور حوار داخلي سلبي أو حديث سلبي مع النفس.
يمكنك تغيير كل هذا بالتركيز على الحياة التي تريدينها لنفسك والمضي قدما إلى الأمام في تحقيق ما تريدين عن طريق خطة عملية وخطوات فعلية ولو كانت في منتهي البطء والصغر... ما حدث في الماضي أو لم يحدث لا يشكل أهمية حقيقية في صنع مستقبل أفضل.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب