السلام عليكم
شكرًا على هذا الموقع العظيم الذي يساعدنا كثيرًا، ما شاء الله.
عمري 18 عاما، ومشكلتي هي أنني عندما كان عمري 16 عاما قابلت شابًّا من خلال الشات وأنا الآن أحبه جدًّا، ولا أحتمل أبدًا ألا يكلمني أو ألا يرسل لي "إيميلا"، وقبل سن 16 كان حب أي شاب شيئا سيئا جدا بالنسبة لي، لكنني وقعت فيه الآن.
أنا أعيش في كندا مع أسرتي، وهو يعيش في موطننا الأصلي، وقد تبادلنا الصور على الإنترنت.. ومشكلتي الآن هي أنه يريد مقابلتي عندما أزور موطني الأصلي في الإجازة، وأسرتي متشددة جدا في هذه الأمور، بل إنهم من المحتمل لو عرفوا شيئًا كهذا أن يقتلوني!
أنا أعرف أن ما أفعله خطأ طبعًا، لكنني أسأل هل هو حرام كلية؟
صعب جدا أن أقطع علاقتي به، وقد حاولت ذلك من قبل وفشلت، إذن كيف أتصرف؟ ماذا تشيرون عليَّ أن أفعل؟
أنا متدينة جدًّا ولا أخرج مع الأصدقاء أو ما شابه ذلك؛ لأن هذا يخالف معتقداتي الدينية.
1/2/2023
رد المستشار
لا تدركين كم سعادتي وأنا أقرأ رسالتك الرقيقة الدقيقة الخفيفة، وكم أحسست بأنك فتاة طيبة وبريئة في مجتمع أبعد ما يكون عن ذلك، لم تخبريني بالطبع منذ متى تعيشين في كندا، كل ما قلته هو أنك مع أسرتك وتعودين إلى موطنك الأصلي في الإجازات .
وكما قلت أنت فإن إقامة علاقة حب مع شاب من خلال الشات وعمرك لم يزل 16 سنة شيء سيئ! ولكنه شعور الحب وقد حدث بالفعل، ليس الحب عيبًا ولا حرامًا في الإسلام ما دمنا سنضعه في إطاره، ومعنى ذلك هو أن حبيبك إن كان يريد أن يراك عندما تعودين إلى موطنك فإن هذا لا بد أن يكون في إطار ارتباط شرعي، ولو حتى تعارف من أجل الخِطبة، أي أن ذلك لا بد أن يكون بعلم أهلك، ومعنى ذلك أيضًا أنه يجب أن يكون شخصًا مناسبًا لمن هي في مثل وضعك ومستواك الاجتماعي.
قلت إن أسرتك متشددة، فهل هم متشددون حتى ولو في إطار شرعي؟ أنا أعرف أنك في كندا وهو في مكان آخر طبعًا، وهذا ما يجعل الأمور أسهل؛ لأن فرصة اللقاء بينكما دائمًا ما ستكون محدودة.
المهم أن مقابلتك له وحدك بدون علمهم لا يمكن إلا أن تكون حرامًا كلية أو "توتالي هارام" كما قلت أنت، وما دمت إذن متدينة جدا كما قلت فإن لديك ما يعصمك من التهور بإذن الله، وعليك بترتيب هذا اللقاء المشروع إذا كان هو جادًّا في التعرف عليك.
وأما بالنسبة لأن تشعري بأنك تحبين شابًّا على النت فليس هذا حراما؛ لأنه في أمر وقوع الحب في القلب لا يجوز أن نتكلم عن الحرام والحلال؛ لأنه فعل لا إرادي وحسابنا عند الله تعالى يكون على أفعالنا الإرادية، ويقول الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-: "عُفي عن أمتي ما حدّثت به نفوسها ما لم تتكلم به أو تعمل به" صدق رسول الله.
ولكن النقطة التي لا بد من الإشارة إليها هي نقطة أن العلاقة بينكما لم تتعد الإنترنت حتى الآن، وهذا ما يجعلني متأكدًا من أنك لا تعرفين من تحبينه ولا هو يعرفك؛ لأن الكثيرين يدخلون النت بذوات غير ذواتهم، وهذه نقطة يجب ألا تفوت فتاة مسلمة واعية مثلك؟
يا عزيزتي، أنا لا أتخيل أن حبيبك هذا طيب مثلك، لكنني بصدق أتمنى أن يكون كذلك، ولكنني أصر على أنك لا تعرفينه، فلا اللقاء على النت ولا تبادل الصور يعني أننا عرفنا بعضنا، بل يلزم لقاء تعارف مباشر بعلم الأهل.
إذن عليك أن تخبريه برأيك هذا وانتظري كيف سيتصرف، وأخبرينا بالنتيجة ونحن معك دائمًا.