السلام عليكم،
أنا شاب في الجامعة عمري 20 عامًا، ومشكلتي هي أني كنت على علاقة بفتاة منذ فترة، ولكن هدانا الله وتوقفت العلاقة، مع العلم أننا كنا على علاقة شبه زوجية ولكن لم نتمها، والآن أنا على استعداد أن أخطب، ولا أستطيع أن أقطع هل أنا فعلا أحبها أم لا، أحيانا أحس أني أحبها وأخرى لا أحس ذلك، وخصوصًا عند بعدها عن عيني.
أنا الآن أتقبلها بعقلي تمامًا وأشعر أنها مناسبة لي جداً وخصوصًا دينها وشخصيتها، ربما لم أحبها 100%، وأنا أيضا لا أريد أن أتزوجها ثم أرفضها تماما، وأخشى أيضا من صغر سني وتغير تفكيري، وأخشى أيضا أن أضيعها من يدي؛ حيث إنني أعتقد أنه صعب جداً أن أجد من هي في دينها وشخصيتها وملاءمتها لي، فهل أنا أحبها؟
وكيف أختبر حبي لها؟ وماذا أفعل؟ أنا أخشى الفشل، وأحيانا أفكر فيمن هي أجمل منها؛ حيث إنها مقبولة الجمال فقط، وأنا واثق في أنها تحبني جدًا جدًا،
وأخشى أن أجد من هي أجمل أو أشعر بالندم بعد الارتباط.
1/3/2023
رد المستشار
في بداية عملي في مجال الشباب كنت أرى أن الحب نفسه أنواع: فهناك الحب الحقيقي، وهناك الحب غير الحقيقي، أي أن الحب معادن: هناك الذهب وهناك الصفيح!
ولكني -بزيادة الخبرة والاحتكاك- اكتشفت أن الحب ليس أنواعًا ومعادن، وإنما المحبون هم الذين ينطبق عليهم هذا التصنيف.. أي أن المحبين معادن، منهم الذهب ومنهم الصفيح، كما كنت أقول عن الحب من قبل، لا تقلق يا أخي.. سأفسر كلامي: العاطفة لكي تحيا وتستمر وتنمو تحتاج لإنسان محترم ومسؤول يعرف كيف يحافظ عليها ويرعاها ويحميها من عواصف الزمن وتقلبات الأيام.
وكم من مشاعر ملتهبة ومشتعلة انطفأت على أيدي أصحابها الذين لم يريدوا من الحب سوى المتعة "والفرفشة"، والذين يريدون غُنمًا بلا غرم، ويريدون حبيبًا بلا عيوب أو أخطاء أو متاعب أو مسؤوليات، وهؤلاء هم "الصفيح". وكم من مشاعر حب هادئة أو إعجاب بسيط قد نما واشتد عوده، وتشابكت فروعه وأغصانه، وذلك بفضل الله ثم رعاية أصحابه له، وتحملهم المسؤولية وحرصهم على بيوتهم، وهؤلاء هم "الذهب". فأي النوعين أنت يا أخي؟! أنت لا تحتاج أن "تختبر حبك لها" كما ذكرت في خطابك، ولكنك تحتاج لأن تختبر نفسك ورجولتك وتحملك للمسؤولية واستيعابك لمعنى كلمة "زواج".
تقول بأنها مقبولة من حيث الجمال، وأنك تخشى أن تحب من هي أجمل، وأقول لك: نعم.. من الممكن أن تحب من هي أجمل! وبعدما تحب "الأجمل" ربما تحب "الأذكى"، وبعدها ربما تحب "الأكثر رشاقة"، وبعدها تحب "الأعذب صوتًا"، وبعدها ربما تحب "الأكثر رقة"، ثم "الأكثر لباقة" .. ولن ننتهي!! تقول بأنها تحبك جدًا، وأقول لك بأن حبها هذا متوقف على حسن معاملتك لها، فإذا لم تفعل فإنها ستحبك بدون جدًا، وعندئذ ستبحث عمن تحبك أكثر! ولن ننتهي!! هناك مشكلة سابقة بعنوان "كلهن يحببنه!!"، وأخرى بعنوان "قلب كبير جدا.. يتسع لكل النساء"، أرجو أن تقرأهما لعلك تفهم ما أريد أن أقوله.
أخيرًا، أقول لك: يا أخي، الكمال لله وحده، لا توجد امرأة كاملة، ولا توجد امرأة بلا عيوب، ولا يوجد زواج بلا مسؤوليات، وأنت عندما تتزوج فإنك تعطي كما تأخذ، وإذا لم تعط فلن تأخذ... وليس عطاؤك هو الإنفاق فقط، وإنما الحب والاحترام والوفاء أيضًا، فإذا بذلت هذه المعاني فستحصد مثلها، وإذا لم تبذل إلا الإنفاق، فلن تحصد إلا الطعام والشراب.
بارك الله لكما، وبارك عليكما وجمع بينكما في خير. وآخر ما أختم به هو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وليسعك بيتك"، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.