السلام عليكم،
كنت أستفيد من تصفح ردودكم في البحث عن مخرج، واليوم وجدت باب الاستقبال مفتوحا صدفة، ودون قرار مني أكتب لكم... وها أنتم تسمعون مني بعد أن كنت طوال سنتين أسمع لكم.
والحقيقة أنني ما كنت أكمل قراءة استشارة واحدة؛ لأني كنت أبحث بين السطور فما أجد في نفسي اقتناعا. أكثر ما أقرأ للدكتور عمرو أبو خليل صاحب الكلمات الجامدة.. وأستغرب من د.أحمد عبد الله كيف يستنكر على الملتزم أن يقع في أخطاء الحب!!.. وأساله: ما معنى أن يكون المرء ملتزما؟.. هل يرتقي إلى درجة ملاك؟ أم يستثنى من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "كل ابن آدم خطاء..."!! نحن نحب الله ورسوله وكتابه وأنبياءه، ونعمل جادين لنصرة الإسلام والمسلمين.. لكن تغلبنا أنفسنا ويغلبنا شيطاننا في أحيانا كثيرة.. فهل تمحى أسماؤنا من قائمة الملتزمين.
الآن أدخل في مشكلتي، ولن أستعرض الأحداث العائلية حتى لا يظن ظانٌّ أني أبحث عن مبررات.. واعفوني من ذكر صور ومشاهد من حياتي الزوجية تقنعكم بأني على حافة الانهيار.. وأتمنى ألا أتهم أني لم أحاول الإصلاح وبذر بذور الحب في بيتي! فوالله صمدت وحاولت، والآن استسلمت للواقع لاعتبارات كثيرة.
أنا يا سيدي -والكلام موجه للفاضل د.أحمد عبد الله - امرأة تقف على أعتاب خريف العمر حصلت على الثانوية، وتزوجت من ابن الحسب والنسب منذ أكثر من 15 عاما، وكان عمري وقتها 18 عامًا، طفت معه العالم وعشت ليالي ألف ليلة وليلة.. في ليلة الزفاف "الأسطوري" لم يرَ الدم، ولم يستطعْ هو الإيلاج إلا بعد معركة دامت أسبوعين أصيب في أثنائها بارتخاء وبعد استخدام "الجل" تم المراد! كانت حياتنا الجنسية في أشد توهجها؛ إذ لا نعرف شيئا في حياتنا إلا هذا اللقاء الليلي. بعد 5 سنوات من زواجي وقد أنجبت 4 أبناء تعرضت لهزة نفسية شديدة، ووجدت زوجي يحقق معي في عز المحنة عن دماء ليلة الزفاف!!
وهنا بدأت اللقاءات الليلية تفقد جاذبيتها إلى أن انتهت.. كنت في أشهر الحمل الأخيرة حينما توفي والدي؛ فكبت حزني ومنعت دموعي من أن تخفف عني حزن نفسي.. وفجأة دون مقدمات وجدت أني أخاف من كل شيء، من أن أموت.. من أن يتعب قلبي ويتوقف عن النبض من أن أخنق ولدي.. من أن أرمي بنفسي من شرفة غرفتي.. من السكين.. من الليل.. من البحر.. من الشارع.. كنت أعيش في دوخة مستمرة، كان ظهري منثنيا وأنفاسي تلهث، كنت أخاف من ومن ومن و.. إلخ.. كنت أخاف أن ينتهي الحال بي إلى الجنون، رجوت زوجي أن يصحبني إلى طبيب نفساني، لكنه رفض، بكيت وشرحت له العذاب الذي أعيشه، فقال لي: إن الأطباء النفسيين هم من بحاجة إلى المهدئات! وأضاف دون أدنى اهتمام "أزمة وتعدي"!!
كيف عشت تلك الأيام؟ لا أدري كل شيء خفت وبهت في حياتي، وأصبحت أسيرة خوف لا يخفت ولا يبهت. وكنت وقتها في الخامسة والعشرين انزويت في غرفة بعيدة عن غرفة النوم مع أولادي الذين أخاف أن أموت وأتركهم في الغرفة، ولا أحد يدري عنهم. وأعاني من خوف ودوخة وألم بالمعدة وأرق مزمن وهزال وانعزال، جمعت عزمي وإصراري على انتشال نفسي من دائرة الخوف، وزرت طبيبتي -طبيبة أمراض نساء وولادة- فشكوت لها ما أجده في نفسي فأعطتني عقارا مهدئا بجرعة بسيطة جدا لمدة شهرين.
وأتبعت العلاج بعمل حكومي، وآخر تطوعي أعاد لي توازني النفسي، وأعتقد أن ماضي المرض ما زال يختبئ في نفسي يصحو بين فترة وأخرى، ولا أدري إن كان يتحتم علي بسبب ما أجده من أعراض الآن زيارةُ طبيب مختص أم لا؟ مرت أيام وشهور وسنون.. أذكر تفاصيلها، عدت لحياتي الاجتماعية بعد أن كنت موضعا لكلام العائلة ونظراتهم واستهجانهم دون مد يد العون من أحد منهم، وحققت مكانة متيمزة في عملي.. ووجدت زوجي يتنصل من جميع مسؤولياته الأسرية إلا أنه عاد يحن للقاءات الليلية وهنا عرفت أن الروح غير الجسد.. فكنت حجرا بين يديه يتمنى أن يرمي به خارجا من شباك غرفة النوم.
فعرضت عليه الزواج من فلانة أو فلانة، وهو الشاب المقتدر جسميا وماديا على التعدد وما زلت أقنعه؛ لأني قررت أن يعفيني من واجبات الجسد إن كان لا يقدر أن للروح نصيبا وفرضا من الإشباع.. بعد عملي التطوعي اقتربت من نماذج لرجال أكدوا لي أن زوجي صورة باهتة لا ملامح لها، كنت قد عاهدت نفسي أن تبقى مكانتي عند خالقي "تقية" طاهرة.. بدأت أنجذب لأحدهم في بعض اللقاءات المكتبية والأبحاث والمناقشات، وأجد نفسي فيها تعوَّض ما فاتني من العلم بخسارتي الدراسة الجامعية.. وجدت أني أعيش في عالمه وأحلق في فضائه وأصبح لي عالمي الجميل الذي التقطت فيه أنفاسي، وهيهات أن يستمر الجمال في عالم انفصل فيه الجسد عن الروح؛ فكيف أعاشر زوجا يرفضه عقلي وقلبي وحواسي الخمس؟! وكيف أعترف للثاني بحبي إن اعترفت له سقطت من عينيه وأغضبت ربي، وانتفت عني صـفة الحافظات أزواجهن بالغيب بما حفظ الله.. وما أكنه في قلبي لهذا الرجل أكبر من إفراغ شهوة بطرق تشمئز لها نفسي.. وأكبر من أن تطفئه دقائق مع زوجي أو حتى ساعات في غرفة النوم، كم مضى من أيام بل من سنوات وأنا أكتوي بنار الحرمان ولا رغبة لي في أي سلوك شاذ يعوض ذاك الحرمان، وأقسم إنني كل ما أملك هو أمنيات وأحلام يقظة وواقع أليم يحيطه الحرمان ويمنعني الحرام.. فأبكي بقدر مخزون نفسي من الظمأ.
د.أحمد عبد الله، آسفة أني خذلتك، وآسفة أني خدشت التزامي باعترافي له بحبي.. بعد الاعتراف صدني بأسـلوب راقٍ وطبب علي، مع الأيام وجدت في عيونه كلاما آخر وإن أبدى لي في كلامه قوة وتعقلا، إلا أن عيونه تفشي أسرار قلبه وهو الغريب المغترب.. لا صمود أمام إغراء حواء العطشى!! كم سأحتقر نفسي أن تسببت في هلاكه، اختفيت من أمام عينيه لأمحوه من قلبي، وأحفظ نفسي من الزلل.. وهيهات إن اختفيت من أمام عيونه؛ فمن يخفيه عني في عالم أصبحت فيه وسائل الاتصال تجمعنا رغما عنا بذكريات وآلام الأمس.
مر على هذه الحكاية أكثر من 4 سنوات.. يجتاحني الأرق في ليالي الرغبة؛ فلا أجد إلا كلمات خُطت بيده تخفف علي وطأة الحرمان، أغمض عينيَّ وأستسلم لشريط عذب من الاشتياق والحنين وذكريات تلك الأيام.. أيام اللقاءات المكتبية.. سأعيش على حلم أن يأتي يومًا ويضمني بين ذراعيه، وأتمايل معه على أنغام الموسيقى الهادئة
لا تسألوا عني زوجي.. فأنا أعطيه حقه وافيا كلما طرق علي باب غرفتي!!
شكرا لأنكم سمعتوني لمرة واحدة.
10/4/2023
رد المستشار
الأخت المرسلة أنا مدين لك باعتذار مسبق عن أي ضيق قد تسببه لك أية كلمة من كلماتي، وأنا بالطبع لم أقابل زوجك والصورة التي ترسيمنها له لا تحتاج إلى تعليق، وإن يكن صادقا في شيء ففي قوله إن الأطباء النفسانيين هم بحاجة إلى المهدئات وإن كنت لا أدري مقصده الحقيقي من هذه الكلمة!!
جلست جلسة طويلة مع والدي -أكرمه الله- حين أردت أن أتخصص بالطب النفسي -وهو محاور بارع- وأشهد أنه استخدم كل ما لديه من إمكانيات ليقنعي بالتراجع عن اختياري، ولكنني حسمت أمري، وما أدراك بشاب في مطلع العشرينيات، ويحمل وجهة نظر تجاه العالم وتغييره، ويعتقد أن المسألة مسألة وقت!! ولكنني من آن لآخر يطرق باب تفكيري سؤال: ألم يكن والدي على حق!! يا ألله ما الذي ستفعله بي صفحتكم هذه؟ ولماذا اخترتني أنا تحديدا لتتوجهي إلي الكلام والسؤال؟ وهل تعرفين موقفي من ظلم بعض الرجال للنساء؟!
تأخرت عليك بالرد فمعذرة، وكدت ألا أرد فلم تطلبي ردًّا -فيما أحسب- ولكنك كنتِ تكشفين لنا وللجميع جانبا مخفيًّا من أسرار الحياة لنوقن بما يعرف الحكماء بأن ما يعرفونه عن الإنسان ليس سوى قطرة في بحر محيط من الجهل بهذا المخلوق العجيب، والحمد لله أن القوائم كلها قائمة الملتزمين والمظلومين والأتقياء الأطهار والعصاة الخاطئين كلها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى، وهو وحده -وحده يا سيدتي- يحاسب البشر.
أما نحن فغاية مرادنا أن نحاول الفهم ونتملس طريق الرشاد، تستغربين أنني أستنكر أن يقع الملتزمون في أخطاء الحب، ولا أدري أين قرأت لي هذا؟ وإن كنت قلته فقد أخطأت، وبالأمس كان جانب من فريق صفحتنا يتحدث عنها في برنامج "حديث الساعة" على قناة "اقرأ" الفضائية، ولعل الحلقة تذاع قريبا، وفي نهايات الحلقة قلت: إن هذه الصفحة أسقطت الوهم، وكشفت لنا أننا جميعا بشر نصيب ونخطئ، لا فرق في ذلك بين ملتزم وغيره من هذه الناحية.
نعم كلنا نصيب ونخطئ؛ فهل المطلوب أن يستوي لدينا الخطأ والصواب فلا تحزن للأول أو نبتهج بالثاني؟! الإنسان المؤمن قد يضعف، ولكن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، كما يقول الطبيب الحكيم الأول بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.. نعم أختي، الله هو الذي خلقنا وهو القائل "وعلم أن فيكم ضعفا" وأنت وأنا وجميعنا نخطئ.. فهل ينبغي أن نشنق أنفسنا بعده؟ وهل البديل لوهم "ملائكية الإنسان" أن نطرب لضعفه أو نصفق لأخطائه؟ ونقيم الاحتفالات لذلك أم أننا فقط نعذره، ونسأل الله له ولنا العفو والعافية؟
أختي، لقد اقتربت مني وخاطبتني قاصدة، وأدعو الله أن أكون عند حسن الظن، فالرد الأمثل على هذه الثقة هو الصدق وتحري الحق والإنصاف، وهي كل بضاعتي هنا ولعلها تكفي... منذ بضعة أيام كنت أقرأ عن نتائج أو خلاصة كتاب جديد يقول بأن جنس الذكور سينقرض، وإنه لن يبقى في العالم إلا الإناث والكتاب من متخصص، ويتنبأ أنه يحدث هذا في غضون 125 ألف سنة من الآن.
ومن أكثر ما لفت نظري في التعليق على الكتاب استعراض عن توقعات لصورة العالم وحالة النساء دون رجال، ومنها أن جمعيات الدفاع عن حقوق المرأة ستغلق، وأن النساء لن يحتجن للثياب الضيقة والعارية لإغراء الرجال، والأهم أن النساء سيصبحن تعيسات فعلا أنه لن يوجد رجال يتحملون مسؤولية تعاستهن.
تأملي قصتك التي كتبتها هنا لتجدي أنك مثل أغلب النساء العربيات تقولين زوجي: فعل وفعل، وتصفين لنا الضعف والظمأ والإهمال والشهوانية والاهتمام بالجسد على حساب الروح... إلخ. وهذا كله مفهوم ومعروف لمن يدرك إنسانية الإنسان؛ فهل يمكن القول بناء على كلامك إن الإنسان هو حصاد ما يفعله به الآخرون؟ وإن الرجل البارد (مطموس الملامح) والرجل اللطيف (فارس العالم اللطيف) هما الدوافع والمبررات وراء موقفك هذا بصده وإعراضه والآخر بجاذبيته وكلماته؟
هل المرأة عندنا هي هذا المخلوق الهش القابل للكسر؟ وهل هذا هو معنى "القوارير"! وهل كان حبيبنا المصطفى يقصد معنى الهشاشة والضعف أم كان يقصد معنى الحساسية والرقة، وربما الصفاء والشفافية حين قال لأحدهم "رفقا بالقوارير"؟!
هل نمرر المقولات المتحيزة ضد المرأة التي تقول بأنها ناقصة الأهلية بل وتعرض لهذا غالبا ديباجات دينية من آثار ونصوص تلوي عنقها لتخدم هذا المفهوم؟ لا أدري هل سيكفي كل امرأة من نسائنا تمتنع عن طلب العلاج النفسي أو تكتم رفضها لزوجها أو تغرق في عالم غيره بمشاعرها ورغباتها أو تعتمد معادلة "لزوجي وحده الجسد، وللآخر حبي ومودتي"، أو تتحايل على جدب علاقتها الزوجية برافد خارجي؛ ماؤه الكلمات والأشواق، ولو بقيت بسبب ما تحمله أو يحيط بها من ضوابط وكوابح عند حدود معينة، هل سكيفي هذا كله أمام الله سبحانه يوم العرض العظيم؟ هل سيكفي الاستسلام لدور المغلوب على أمره لتنتقل الأوزار من كفة ميزان المرأة يوم القيامة إلى الرجل الذي ظلمها في الدنيا زوجا أو أبا أو غير ذلك؟! لم أكن يوما امرأة، ولن أكون إلهًا؛ ولذلك ستظل إجابتي هنا: لا أدري.
أعرف أن يوم الفصل سيكون صادما للكثير من الرجال الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعا ويتقون الله في النساء، كما أوصى الحبيب صلى الله عليه وسلم، وهو منهم بريء، وهم عنه وعن الله سبحانه وتعالى أبعد ما يكونون، ويحسبون أنهم يحسنون صنعا!! اللهم احفظنا وارحمنا وارزقنا العدل والإنصاف ونسألك أن ترزقنا الرحمة، ولا أدري أيضا هل تعتبرين ما جرى لك ضربة من ضربات القدر لا دخل لك فيها؟ أم مسارا قهريا دفعك إليه زوجك بسوء معاملته لك؟ أم خطأ من أخطاء وقعت رغم ما تصفينه من التزامك؟ أم مغامرة محسوبة دخلتها وخرجت منها دون خسائر تذكر؟ وهل تعتقدين في أن عاطفتك تجاه زميلك كانت هي الحب الرومانسي الخالص الذي بقيتِ محرومة منه مع زوجك؟ وهل يرتوي الإنسان من السراب؟ أم أنه عند البعض يبقى أفضل من الجنون أو هو خير من لا شيء؟ وهل الوهم ألذ دائما من الحقائق؟
هل تجردين مشاعرك تجاه زميلك من رغبتك بالانتقام لكرامتك وأنوثتك وشرفك وتجاهل زوجك لمشاعرك بل ومعاناة مرضك؟ هل تجردين عاطفتك هذه من رغبتك في التحقق خارج بيتك لأنك فشلت بالتحقق داخله بعد محاولات توقفت لأنه لم يعد هناك أمل من وجهة نظرك؟
حقيقة ليست لديَّ إجابات.. هل اندفاعك تجاه هذه العلاقة الجديدة حدث بمعزل عن محاولاتك لإثبات أنوثتك وأنك ما زلت مرغوبة ولو بعد مجيء الأطفال، وعلى أبواب خريف العمر؟ وهل الاختيار الأمثل لكل امرأة محبطة مفتوحة الجراح من فشل زواجي أو تأخر دراسي هو أن تلقي بنفسها في غمرة الأماني الجميلة وأحلام اليقظة وشرائط الاشتياق والحنين؟
وهل البدائل التي تكون أمام المرأة في هذا الموقف محدودة ومحصورة في الخيانة أو الجنون أو عالم الخيال؟ وهل تستطيعين تجريد موقفك من الرغبة في الحصول على الحب مع الإبقاء على الأطفال والزواج الصوري؛ فتكسبين المعادلة الصعبة أو هكذا تتصورين حيث لا خيانة كاملة ولا سقوط كامل مع بقاء الشكل الاجتماعي؟ أم أن كل هذه تلابيس من إبليس وخداع من خداع النفس؟
وأسالك -وليس عندي إجابة قاطعة- ما هي الخيانة؟ وهل الخيانة هي خيانة للزوج أم للزواج؟ أم تكون الخيانة للذات وللصراحة مع النفس وللصدق مع الله؟! وهل الخيانة أن تضاجع المرأة رجلا غير زوجها؟ أم أن الخيانة أن تبقى زوجة معه وقلبها مع غيره؟
وإذا كان الرجل يمكن أن يتعامل مع موقف كهذا حين يحب أخرى بالزواج الثاني فكم من النساء والرجال يعرفون أن مقابل إباحة الزواج المتعدد لرجال فإن نفس الحق مباح للمرأة، ولكن بالشكل المناسب لطبيعة موقعها في العلاقة الزوجية وبنية الأسرة وذلك بأن تنطلق برغبتها وتتزوج من تريد بعد ذلك؟
بقاء زوجة كارهة في كنف زوج تكرهه ولا تطيقه.. أليس في حد ذاته خيانة لنفسها وشرفها وحريتها؟ وإقامة علاقة غامضة دون سقوط كامل أو خيانة كاملة أليست حيلة للمراوغة والتحايل للوصول إلى صيغة توفيقية أو تلفيقية للإبقاء على صورة متماسكة أمام الذات واجتناب المواجهة والاتهامات بالخيانة أو نكران الجميل أو غير ذلك مما يمكن أن تواجهه امرأة تطلب الطلاق دون سبب ظاهر أو بسبب أنها تحب رجلا آخر؟
أليست كل هذه العبوة مزرية ينأى العاقل بنفسه عنها لأنه حتى أزاهيرها تأتي مختلطة بطحالب وأعشاب شيطانية في مستنقع أو على حافة هاوية سحيقة أوشكت أن تقعي فيها لولا تماسك زميلك الذي ربما أشفق عليك في لحظة ضعفك أو المخاطرة؟ والحمد لله أن الأمور توقفت هنا.
أختي الكريمة، أريدك أن تردي عليَّ لأفهم أكثر، وأعتذر مجددا إذا كنت قد ضايقتك، لكن أسلوبك البلاغي الجميل، ومنطقك العقلي المتماسك يدفعان بي إلى أن أهمس في أذنيك من القرب الذي وضعتِني فيه وأرجو أن أكون جديرا به أقول لك: إذا كان زوجك كما تصفين فأنت الأهم في المشهد كله، أهم منه، ومن زميلك، فلا تترددي في طلب العلاج المتخصص إذا احتجت إليه؛ ولهذا طرق مختلفة كما تعرفين وتحتاجين إلى إعادة حساباتك كلها ونظرتك لنفسك ومستقبلك، وليست لدي نصائح محددة أكثر مما حاولت تحليله، ولعله يفيدك الاطلاع على إجابة سابقة: خانته فذبحها: الإفك الإلكتروني، وموقف صاحبتها مشابه لموقفك، ولكن اختيارها كان مختلفا وكوني على صلة بنا وتابعينا بأخبارك.
ويتبع>>>>>: على أبواب الخريف: غضبة مؤنثة.. مشاركة