السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
الدكتور أحمد، أرسل لكم تحية عطرة مع دعائي لكم بالتوفيق كل صباح وأنا أقرأ ردودكم الهادفة والمفيدة ودموع الخد تملؤها... سأروي قصتي علها تكون عبرة لمن اعتبر، وأنا لا أطلب حلا أو نصيحة؛ فالحل من عند الله سبحانه وتعالى، هو وحده القادر على أن يزيح الغمة ويفرج الكربة.
أنا سيدة متزوجة منذ 22 عاما، ولي عدة أطفال من مختلف الأعمار، أعيش في الغربة من فترة بعيدة، مثقفة وأعمل بشكل جيد، وأدرس الماجسيتر الآن، لا تقولوا إنني أمدح نفسي الآن؛ فلا والله ما هذا القصد أبدا، ولكني أقول لكم إن الفراغ وقلة العلم ليست هي السبب الدائم وراء مشاكلنا... دكتور أحمد، حياتي الزوجية لم تكن موفقة، وكان هناك كم من المشاكل، ولكنني تعاملت معها دوما بأن من يقنع بالنصيب يرضَ باليسير، وبأنني سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري، وتنازلت كثيرا لأبقي دفة المركب تسير بالمنزل والأولاد، ولكن ما تقدمه اليوم من طيب خاطر يصبح حقا مكتسبا للطرف الآخر، ويقول هل من مزيد؟!
في يوم من العام الماضي كانت حالة الضيق قد وصلت إلى أوجها، وإذ بابني يقول لي إن أهلي في غرفة الشات يريدون الحديث معي، جلست لأرى ما هذا الذي يقضي به الأولاد الساعات، فوجدتها طريقة مجانية للكلام مع الأهل وتبادل الأشواق، وانجذبت إليها، وإذا بشخص يكلمني من نفس بلدي فكلمته في حديث عام، وصرت كل يوم ألتقي بأهلي وبه أيضاً، لن أزج الدعوة إلى الله وأضع هذا الستار لعملي فما هنا مكان للدعوة، ولا هذه طريقتها؛ فالحلال بيِّن والحرام بين، كل ما هناك أنني ارتحت نفسيًّا عندما بدأت أتكلم عن مشاكلي التي لا يعلمها إلا الله؛ خوفا من كلام الناس، وهذا شخص غريب عني، والحق كان بارعا في إدارة الحديث والتدرج به، وأنا كنت قمة في السذاجة، وخلال 15 عشر يوما وجدت نفسي أطلب الطلاق، وفعلا طلقني زوجي الطلقة الثالثة، وكنت أسعد إنسانة؛ فقد تخلصت من الكابوس المسيطر على حياتي، وعشت -كما ظننت- قصة حب جميلة سافرت فيها إلى بلدي، وتعرفت على الشخص الذي أحببته وأحبني.
ولكن المشكلة بدأت مع ظهور الحقائق؛ فهو يصغرني بعشرة أعوام غير متزوج ولن يتزوج يوما ما مثلي (أمّ أطفال مطلقة، وأكبر منه). وفّر على نفسك كلام اللوم... فالندم سياط تجلدني في كل لحظة أقف فيها بين يدي الله، وفي كل لحظة أنظر إلى أطفالي الأمانة التي أضعتها في لحظة... خسائري اليوم مطلقة من زوج أخذ تعب العمر كله براتبه ومقدم الصداق ومؤخره... فقط حقيبة ملابس بعد 22 عاما... هذا الذي حصلت عليه من كل هذه السنين!!
فضيحة بين الأهل والأولاد بعد أن أبلغ الجميع أنني أحب شخصا من الشات. شخص تنصل مني وفر هاربا فكل ما كان يريد اللعب والحب المجاني، سمعة أضعتها بعد تعب كل هذه السنين... وأخيرا.. أطفال في رقبتي يرفض والدهم الإنفاق عليهم، ولم يوفر لهم حتى منزلا يؤويهم، وأنا في بلد الغربة حيث يرفض الحجاب تماما، أبحث عن عمل إضافي لأستطيع ستر نفسي وأولادي بالحد الأدنى.
كل ما أريد أن أقول إنني أشكو همي وبثي إلى الله تعالى من هذا الشات اللعين، ولا أدري إن كان هو الملوم أم نفسي الأمارة بالسوء؟ أم أشباه الرجال الذين أضاعوا الأمانات الواحدة تلو الأخرى؟ أم انقيادنا الأعمى لكل درن الغرب؟
أما بالنسبة للشخص الذي أحببته فأحب أن أطمئن كل فتاة في عالمنا العربي أنه قد وجد حواء أخرى يلعب بها وبنفس الطريقة ونفس الكلام الذي بدأه معي، وأعلم هذا من بريده الذي لا يعلم أنني أعلم كلمته السرية؛ فهنيئا لي بهذه الخسارة وبهذه النهاية، ولكن عسى أن يكون فرج الله قريبا.
20/4/2023
رد المستشار
الأخت الحزينة... قصتك المؤلمة من القصص النموذجية في الكشف عن المأزق الذي تورطنا فيه حين تعاملنا مع الإنترنت دون أن نعرف ما هو، وما هي الآثار التي يمكن أن تتركها هذه الشبكة على حياتنا.
وهي قصة نموذجية لمعرفة حصاد حياتنا الأسرية المهددة بفعل الإهمال العاطفي وغياب التفاهم والانسجام بل العدل والإنصاف والحوار والمصارحة.. ما زلت أقول: إن نظام الأسرة عندنا قد أصبح في خطر شديد؛ لأن أسلوب ترك المشكلات لتحل نفسها بنفسها، أو حتى ننساها أو نتعود عليها لم يعد ينفع.. ورغم أنك لا تطلبين حلا فإن العبرة لا تكتمل وتنفع إلا إذا حاولنا تحليل ما حدث لنفهم مواطن الخلل، وتعالي نستعرض فصول القصة:
تدرسين الماجستير وأنت تعيشين في الغرب، وعندك عدة أطفال، وبين الغربة والدراسة والبيت تحتاجين إلى دعم معنوي وتشجيع وإشباع عاطفي وجنسي، وربما تضغط الغربة على هذه الحاجات فتصبحين أكثر انتباها لآفاق المشاعر وأنواع المتع الحسية والنفسانية، وهذا كله كان يتطلب تفهما من زوجك، وكذلك منك قبله.
كان من المفترض أن تفهمي ويفهم زوجك أن هذا النموذج الغربي بثقافته وأساليب تفكيره وتعبيره يضغط في مناطق بعينها بداخل الإنسان، ولا يقتصر هذا الضغط على من يعيشون في الغرب فقط، بل يمتد ليشمل كل من يتعرضون لهذا النموذج المتاح عبر الإعلام والدعاية، والثقافة والترفيه، وأنماط الحياة الشائعة في العالم كله، وهذه الضغوط من شأنها تغيير المفاهيم والتصورات والإدراكات لما هو عاطفي ولما هو حاجة معنوية، بل وتغيير مفهوم الحب، وصور العلاقة بين الرجل والمرأة، وهذا التغيير يستدعي الانتباه، ثم التعامل معه بشكل ينتبه إلى الكوامن النائمة التي تستيقظ في النفس، والحاجات الجديدة المتزايدة التي تنشأ وتنمو فيها.
ومن الحماقة أن نواجه كل هذا بمنطق "من يقنع بالنصيب ويرضى باليسير"؛ لأن الرضا بالنصيب والقناعة باليسير هي روح الثقافة التي تعيشين فيها؛ ولأن هذا اليسير المطلوب نفسه يتغير كَمًّا وكيفا، ونحن بدلا من أن نفهم أننا نعيش في عصر يفرض علينا تحديات بهذا العمق، وأن الحفاظ على إسلامنا يتطلب منا ما هو أعمق من ارتداء الحجاب الشرعي، أو ممارسة أشكال العبادة، وأن تعميق إيماننا بالله وفهمنا للدين يبدو بالنسبة لنا مسألة حياة أو موت.. بدلا من أن نفهم هذا نتجاهله، أو نغيب عن إدراكه بطفولية ساذجة تكون مقدمة لمثل ما حدث لك ولأسرتك.
لذلك فإن الحديث عن الفراغ وقلة العلم ينبغي أن يتطرق إلى فراغ النفس من الإيمان العميق الفاعل الذي يتورع صاحبه عن أنواع المغريات، ولا يتهاون في حقه الشرعي الذي مصدره هنا الشريك في العلاقة الأسرية، وسبحان الله فبدلا من الشجاعة والإقدام والتفاهم والمصارحة والعتاب والتعاون مع الشريك نمل سريعا، ونرفع الراية البيضاء يأسا أو قناعة "زائفة"، وننسحب لنتوجه خطوة بخطوة نحو آفاق أخرى لا تروي ظمأ ولا تصلح نفسا، ولا ترضي ربا ولا رسولا.
كالعيس في البيداء يقتلها الظما *** والماء فوق ظهورها محمول
وللذين يحبون رصد الهزائم؛ فإن هذه الهزيمة الحضارية هي من أخطر الهزائم وأخفاها، وقل من ينتبه إليها ويعترف بها ويسعى للوقاية منها في نفسه وأهله، وأرجو أن يكون كلامنا هذا مقدمة لاستشعار الخطر الداهم الذي نعيشه على هذا المستوى؛ لأن حياة أغلبنا الزوجية ليست مثالية؛ وبالتالي فإن زوجات كثيرات في حالة تجعلهن ضحايا محتملات لما انزلقت إليه أقدامك يا أختي.
وقد أحسنت بانتباهك -ولو بعد أن حدث ما حدث- إلى أن إقامة علاقة إلكترونية واتصالا بين طرفين ذكر وأنثي ليس هو أسلوب الدعوة، وليس النطاق الآمن لعلاقة الأخوة في الله أو التواصي بالحق والتواصي بالصبر، وإن استخدام هذه الوسيلة لتحقيق هذه الأهداف -وإن صحت النوايا وخلصت- هو من قبيل الخلط أو التشويش والالتباس، وكأننا قادرون أصلا أن نتحمل المزيد منه!! إنه مثل الأعرابي الذي جاء يبول في المسجد، فهاج عليه الصحابة، ونهاهم الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-، وترك الأعرابي حتى فرغ من بولته، ثم أتوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: "ما جعلت المساجد لهذا، وإنما جعلت للتسبيح والتهليل والذكر والصلاة". فقال الرجل: "اللهم ارحمني ومحمدا، ولا ترحم معنا أحدا"، والقصة معروفة.
وهي فرصة لأقول لأخواتي وإخواني: إن الاتصال الإلكتروني بين ذكر وأنثى ليس هو الوسط الملائم لاستعراض العواطف أو الأفكار، أو الحديث عن الذات أو المشكلات، وإن المعيار هنا ليس هو براءة الأسلوب والمفردات، أو سلامة النية والقصد؛ لأن الأعرابي كان يقضي حاجته الإنسانية المشروعة، ولم يكن مقصده سيئا بالتأكيد، ولكنه اختار المكان الخطأ تماما، فظهر فعله بكل هذا الشذوذ، رغم سلامة قصده وبراءة دافعه... ولعلك قد عرفتِ ولعلنا نتعلم منك ومن قصتك أن وسيلة الاتصال بالإنترنت ليست مجانية أبدا، إذا استخدمناها في الميدان الخطأ، وأن فاتورة الحساب كانت ثقيلة جدا في حالتك.
تقولين: إنك كنت في قمة السذاجة خلال علاقتك بهذا الشاب، ولكنه اضطراب نفسي عميق يصيب المشاعر والتفكير والإدراك واللغة والتركيز والنوم حتى يمكن الحديث عن خلل في الوعي وتقدير الأمور، ويمكن الحديث عن نوع إدمان لهذا النوع من الاتصال، ولا تعفي هذه التوصيفات من المسؤولية بمقدار ما تصف أبعادها.
ولم يكن هذا الشاب بارعا إلا بمقدار ما كانت لديك أنت القابلية للاستجابة له على خلفية ما يتراكم لديك من إحباط وشعور بالفشل في حياتك الأسرية.. من الخطأ أن تتصوري أو يتصور أحد أن ما حدث قد حدث فجأة أو في أسبوعين -كما تقولين أو تتصورين- إنما حدث تراكم مستمر لمشاعر الاكتئاب واليأس من الشريك والحاجة للتقدير والعاطفة والشعور بالصغار والضآلة والإحباط الخاص وربما العام، وتضافر ذلك مع زيادة الحاجة، وتغير المفاهيم بفعل الثقافة المستوردة الفاعلة فينا، وتحالف هذا كله مع استمرار غفلة زوجك عن كل هذه التغيرات، وغفلتك أنت عن أهمية أن تحصل وقفة قبل المنحدر أو بدلا من الانهيار الذي لم يحدث فجأة، ولكنها كانت كلها مسارات موجودة اجتمعت في نقطة أو مساحة تكثيف هائلة بفعل المناخ أو البيئة النفسانية والشعورية التي تخلقها الإنترنت؛ فكانت هذه القفزة إلى الهاوية، لكن الوصول إلى الحافة إنما كان تتويجا لخطوات استمرت سنوات وسنوات.
لم توضحي كيف عرف زوجك بهذه العلاقة؟ ولدي تردد شديد في تمرير موقفه رغم إدراكه لحجم الخطأ الهائل الذي وقع منك، ودعينا نسأل ونشترك جميعا في الرد والمشاركة: ماذا يمكن أن يفعل زوج علم أن زوجته وأم أولاده قد انزلقت إلى علاقة إلكترونية على خلفية حياة زوجية غير مثالية؟ ولا توجد حياة مثالية!! هل الانفصال هو الرد الأنسب أو الحل الأوفق، ولو طلبته الزوجة بنفسها؟ وهل الاستمرار في العلاقة الزوجية بعد حصول مثل هذه الورطة هو من قبيل الترقيع لعلاقة فشلت؟ أم يمكن أن تكون هذه اللحظة الرهيبة كاشفة لأخطاء يمكن حلها؟
وما ذنب الأطفال في خطأ الأم أو إهمال الأب أو الجهل بالإنترنت...إلخ؟ وهل خطأ الزوجة هكذا يبرر حرمانها من نفقة الأولاد؟ وهل يعطي الحق الشرعي في فضحها بين الناس والأولاد؟ أين العدل في الرضا والغضب؟ أين الانتقام الأعمى؟ وأين ما يرضي الله ورسوله؟ وهل إجرام طرف يعني أو يعطي الحق في ظلمه؟ لا أجد في نفسي أي رغبة في جلدك بسياط الندم؛ لأن حصاد رحلتك يكفي في هذا وزيادة، فقط أقول: إن ما ضاع لم يضع بلحظة، وإن الخطأ الأفدح ليس بالضرورة هو الخطأ الأوحد دون أن يبرره أو ينقص من قدره أو حجمه شيئا، وإنما نريد رؤية الصورة كاملة... هل حياتك مع زوجك كانت غير مثالية أو موفقة.. كانت هي الكابوس والقيد والسجن، أم أن الكابوس والسجن هو ما أنت فيه اليوم؟
هل الجهد الذي كان مطلوبا في إصلاح علاقتك بزوجك أكبر أم الجهد الذي كان ممكنا للتخلص من تلك العلاقة الأخرى "الوهمية"؟ أم الجهد المنتظر منك حاليا لتتماسكي وتعيشي وتستمري من أجل نفسك وأولادك؟!
أخطأت يا أختي أخطاءً مركبةً متراكمة بعضها فوق بعض، وتستحقين عقابا يوازي حجم هذه الأخطاء والخطايا، ولكن الذي حدث معك لم يكن عقوبة بل كان ذبحا بسكين بارد أعطيته أنت لزوجك؛ فما تردد، وفعل مطمئن القلب مستريح الضمير.. وجزاء ذلك عند الله العادل، وجزاء الآخر اللاهي الذي تلاعب بضعفك، وما أحبك إلا مثل ما يحب الصياد الفريسة حتى تقع.. هو أيضا جزاؤه عند الله، وما كان ربك نسيا، علم ما حدث كله عند الله لا يضل ولا ينسى؛ فثقي في عدله، واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين.
الأهم اليوم أن تتماسكي؛ فإنه ابتلاء الحياة يا أختي الذي خلقه الله؛ ليعلم أي الناس أصبر وأحسن عملا، وهو يفرح بعودة عباده إليه منيبين تائبين، وهو عند حسن ظنهم. فالتزمي بابه يبدل سيئاتك حسنات، ويبدل ضعفك قوة؛ فكوني قوية بالله تائبة إليه معتصمة به، وأكبر الكبائر أن يقنط الإنسان من رحمة الله؛ فلا يخدعنك الشيطان هذه المرة أيضا، ولا تغلبك نفسك في هذه الموقعة كما غلبتك من قبل.. وبعد الله سبحانه فإننا معك أنا وكل الذين يحبون أن يجبروا عثرات الكرام، وبفضل الله فإننا يمكن أن نقدم لك الدعم المعنوي، ولن نسلمك أبدا غنيمة للشيطان أو الاكتئاب أو الغرب البارد الذي يريدك عارية من حجابك ومن دعم إخوانك وأخواتك.
أنا معك في كربتك، وثقي أن العشرات سيكونون معك بقلوبهم وربما أكثر، وترتسم أمامي حروف جوامع الكلم الذي تركه لنا الحبيب المصطفى "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله"، "والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه"، و"من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة، ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة".
والله لن نظلمك يا أختي، ولن نسلمك. فكوني على صلة بنا نواسك ونتفاهم جميعا كيف تخرجين من هذه الهاوية، والله معنا.
أعتذر عن تأخري في الرد عليك، ولم يكن هذا لأسباب أنك طلبت إمكانية عدم الرد، ولكنها مشاغل وأحوال وأحزان وهموم يعلم الله أن رسالتك ساهمت في إخراجي منها، فجزاك الله خيرا، وفي انتظار رسالتك القادمة.
ملاحظة أخيرة، وقد جعلتها في النهاية لأهميتها، وهي أنك يمكن أن تحتاجي لمعونة طبية نفسانية متخصصة إذا كان لديك بعض من أعراض القلق أو أعراض الاكتئاب التي أسهبنا في وصفها من قبل.R03;
ويتبع>>>: خانته فذبحها: شبكة كشف العورات... مشاركة