السلام عليكم ورحمة الله
الأخوة الأفاضل، بعد التحية فإني أود أن أشكركم على هذه الصفحة؛ لست أدري ما أهمية ذكر الأسماء، لكنني على أي حال أرجو منكم ألا تنشروا اسمي مع سؤالي.. أنا إنسانة جامعية ملتزمة والحمد لله، أحببت شابًّا معي في الجامعة، العجيب أني أعرف سبب ذلك الحب فهو يعود إلى طبيعتي الفضولية رغم تديني، الغريب أنني لا أستطيع أن أصفه؛ لأنني لا أعرف ملامحه، فإن له هيبة كبيرة في قلبي،كما أن هناك نقطة أخرى أذكت الموضوع ، هي أنني ظننت الموضوع مجرد احترام عابر كذلك الذي اكنه لكل شاب ملتزم، فضلا عن أنه يعتبر مثل "أخينا" في نظر جميع الفتيات بالجامعة لما يتمتع به من صفات، أريده أن يعلم حقيقة مشاعري دون أن أضعه ونفسي في موقف محرج، في الوقت نفسه فإن فكرة الاستعانة بالنساء في هذا الموضوع مستحيلة، أريد أن أعرف هل أكون مجرمة أن أحببت؟!
أريد أن أعرف حقًّا جواب ذلك؛ لأنني لا أستطيع التظاهر أكثر من ذلك، في كل الأحوال أعرف أنني أحببت رجلاً، ولكني لا أستطيع أن أقول بملء فمي: هذا هو الإنسان الذي أحبه! لا لشيء إلا لأنني أخشى عليه من ألسنة الناس، لا أحد سوف يفهم أنني حين أحبه؛ فإنني أحب روحه وشخصيته، فكل إنسان سيفسر الأمر على هواه.
أرجو أن تنظروا إلى الموضوع من كل النواحي، بقيت نقطة هي أنني أريد ممن يجيب عن سؤالي أن ينظر إليّ كأخته؛
وليجب عن سؤالي بنفس الطريقة التي سيجيب بها أخته.
11/5/2023
رد المستشار
الأخت الكريمة، أعتقد أننا أجبنا عن هذا السؤال مرارًا وتكرارًا فيما يتعلق بأن الحب في ذاته ليس شيئًا شاذًا ولا مشينًا، بل هو من طبائع النفس الإنسانية، وليس على القلوب سلطان إلا سلطان الله سبحانه.. وهي بين إصبعين من أصابعه -جل وعلا- كما جاء في الحديث الشريف، وطالما أن حبك هذا لم يؤد إلى الوقوع في معصية فليس فيه عيب ولا حرام.
وأعتقد أننا قمنا بتوضيح هذا في أكثر من موضع، وأحسب أن هذا ليس سؤالك الأهم.. في الحقيقة أنت تسألين: كيف تخبر الفتاة شابًا أنها راغبة فيه زوجًا لها؟!! وهذا يتم تدريجيًا بوسائل شتى أفضلها الوسيط، وأفضل وسيط امرأة ثقة وكبيرة في السن – حتى لا تطمع هي فيه، أو يسيء هو فهمها – وهذه المرأة قد تكون عمة أو خالة، أو صديقة للوالدة، وقد تكون أستاذة في الجامعة التي تدرسين فيها.
ويمكن أن يكون الوسيط رجلاً موثوقًا به، أو غير ذلك، شريطة توافر عنصر الثقة. والهدف من الوسيط هو استطلاع رغبة "أخينا" في الزواج حالياً من حيث المبدأ، ثم رغبته في فلانة هذه تحديدًا بشكل غير مباشر، ويلزم أن يعرف الوسيط القدر الكافي من المعلومات عن الفتاة الراغبة، ويكون دوره حين يوافق على الوساطة أن يزين لأخينا الزواج من أختنا التي تحبه.. وكل هذا ليس صعبًا مع بعض الحكمة والتدبير، والإخبار المباشر لا يوجد فيه مانع شرعي، ولكنه محرج للطرفين.
المشكلة يا أختي تكمن في فضولك الزائد، فهذا يمكن أن يوردك مهالك كثيرة، أبسطها التعلق العاطفي، والحب من طرف واحد جحيم، كما يمكن أن يؤدي إلى مشكلات لا حصر لها، وسيصعب عليك التخلص من هذا الطبع كلما مر الوقت، وتمكن من نفسك أكثر.
والنقطة الأهم فيما يتعلق بأخينا أنك لا تعرفين عنه سوى طلعته المهيبة، وسلوكه في الجامعة، ولو كنت تودين الاستمرار كزوجة في بيت واحد مع هذا الزميل أو غيره فإن هذا القدر من المعلومات غير كاف لاتخاذ مثل هذا القرار المصيري.
الإعجاب شيء يختلف عن الحب، والحب لا يستلزم شروطًا مثل الزواج، وتابعي صفحتنا هذه في إجابات كثيرة سابقة لتعلمي الفروق بين الثلاثة، ولا تتسرعي في إخبار الشاب بشيء حتى تتأكدي من حقيقة ما في قلبك تجاهه، وحتى تعلمي عنه وعن ظروفه الأسرية والاجتماعية والوظيفية.. إلخ ما يشجعك على الارتباط به؛ لأنه سيكون قوامًا عليك، وصدق م المصطفى –صلى الله عليه وسلم – الذي قال: "الزواج أسْر، فلينظر أحدكم إلى من يأسر ابنته"
ونحن نضيف، ولتنظر كل امرأة لمن ستأسر نفسها قبل أن تندم بعد فوات الأوان بسبب سوء اختيارها أو تسرعها أو قلة خبرتها بالحياة.. وآسف على التأخير في الرد.. فالمشاكل التي تصلنا قد زادت جدًّا في رمضان، وكنا نظنها ستقل!!
كل عام أنتم بخير، وفي انتظار رسالتك القادمة.