مشكلة في التفريق بين الوساوس والأفكار الطبيعية
السلام عليكم، أنا مريض بالوسواس القهري منذ 6 سنوات تقريبا، ذروتها بدأت منذ بدئي بالالتزام في ديني، حيث كانت تأتيني وساوس في الوضوء والصلاة وأغلب العبادات التي أقوم بها لكن بفضل الله تعالجت منها (أو لنقل تعالجت منها بنسبة كبيرة)، ولم تعد تؤثر في حياتي بشكل كبير لكن ما أعاني منه حاليا قد يكون مختلفا
ما أعاني منه حاليا هو صعوبة في فهم كيف أتعامل مع أفكاري فلأنه تأتيني كثير من "الأفكار الغريبة المتشددة" (التي قد تكون وساوس) في أماكن متعددة، العقيدة، بعض المناطق في العبادات، الأفعال العادية مثل غسل الأواني ... إلخ
كمثال: عندما أغسل إناءا معين، فإني ألاحظ أنني أغسله بشدة أكبر قليلا مما يفعله من رأيته من الناس، المشكلة أنني لم أظن للحظة أنه وسواس حتى لاحظت أن الناس لا يغسلون بطريقتي، مع العلم أن الأمر ليس قهريا فيمكنني ببساطة التوقف عن هذا (وهذا ما فعلته) ومثل هذا يحدث في أماكن أخرى، لا أدري هل هذا عيب في الشخصية أم أنه وسواس قهري، مع العلم أنني شخص يحب أن تكون الأمور مثالية بعض الشيء
مشكلتي أنني لا أعرف هل أتعامل مع كل الأفكار التي تنتابني على أنها وساوس، حتى ولو كان هناك احتمال ألا تكون وساوس لأنه - أثناء محاولتي التخلص من الوسواس في الوضوء - كنت أغسل أعضاء الوضوء بشكل - لنقل - متساهل فكنت لا أركز كثيرا في وصول الماء إلى أعضاء الوضوء
فذات مرة أعدت الانتباه إلى هذا الأمر فاكتشفت أن بعض أعضاء الوضوء حقا لا يصلها الماء، وأنا متأكد من هذا 100 بالمئة.
فمشكلتي بشكل أكثر وضوح،
هو أنني لو كنت سأتجاهل الأفكار التي أشك في كونها وسواسا فإني سأتجاهل أغلب الأفكار التي تأتيني ولو كانت ليس وسواسا
25/7/2023
رد المستشار
الابن المتصفح الفاضل "مصطفى" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
أغلب مرضى الوسواس القهري يحب أن تكون الأمور مثالية (كمالية) بعض الشيء، وهذه سمة من سمات الشخصية في الموسوسين، لا أستطيع الجزم بكونها تكفي لإضافة اضطراب الشخصية القسرية إلى تشخيص اضطراب وسواس قهري أو لا... لكن تواكب الوسواس القهري مع الشخصية القسرية يجعل من الصعب التفريق بين ما هو راجع لاضطراب الوسواس القهري وما هو راجع لسمات الشخصية ربما بالنسبة للمعالج لكن ليس للمريض لأن المفترض أن ما لا يزعجه ولا يراه خاطئا لا يعد وسواسا بالنسبة له... ويظهر ذلك في قولك (المشكلة أنني لم أظن للحظة أنه وسواس حتى لاحظت أن الناس لا يغسلون بطريقتي) ... لكن يبدو أن جهودك في محاولة التعافي من الوسوسة أثمرت وأصبحت تحاول تطبيع سلوكياتك القهرية.
أما الرد على السؤال الذي سألته وتفنيد المثال الذي ضربته، فإن ما يجب عليك ليس التفريق بين ما هو وسواس وما ليس وسواس وإنما المطلوب أن تعرف جيدا ما هو المطلوب شرعا من الإنسان الصحيح في مستوى العلم بتمام الأفعال والتيقن من القيام بها فالمطلوب فرضا في الوضوء والغسل مثلا هو "غلبة الظن" أي أن يغلب على ظنك (بنسبة بين 79%-99%) أن الماء غمر العضو مرة واحدة.... ولا يجب على أحد أن يتحقق من حدوث ذلك وفي رأيي الشخصي أن فرط انتباهك وتفتيشك وتحققك من أن الماء لم يصب مكانا ما كان خطئا أن تفعله منذ البداية، وما كنت تعد مقصرا لكنك تريد أن تصعبها على نفسك.
أنصحك بالتواصل مع طبيب ومعالج نفساني سلوكي معرفي،
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.