السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
فقط أردت أن أسأل هل بالفعل اختلاف الثقافات (اختلاف الجنسيات) عائق بالأغلب لحياة زوجية سعيدة؟
وهل عدم رضا الوالدين له تأثير كبير على كلا الطرفين عند الزواج؟
وهل عند الزواج يجب أن تكون المرأة مقتنعة تماما على أنها وجدت من كانت تريد؟
وهل وجود الشك والقليل من عدم الرضا شيء طبيعي؟
أعتذر لتعدد أسئلتي وشكرا لكم.
26/8/2023
رد المستشار
الأخت الكريمة، السلام عليك، وشكرًا على أسئلتك.
رأينا في اختلاف الثقافات وعلاقته بنجاح أو فشل العلاقة الزوجية معروف، وخلاصة ما توصلنا إليه أن التعويل إنما يكون على مرونة الطرفين وقدرتهما على توظيف الاختلاف الثقافي بوصفه عنصر إثراء وتكامل، ووعيهما بحتمية التنازلات المشتركة أحيانًا، وبضرورة التفهم والتفاهم، والتعامل بروح الانفتاح وليس الإصرار على عادات أو تقاليد بعينها بوصفها الصواب، وغير ذلك خطأ.
أما رضا الوالدين، فالأصل أن الزواج في الإسلام ليس علاقة بين رجل وامرأة فقط، بل هو علاقة "مصاهرة" بين عائلتين؛ وهو ما يستلزم موافقة الوالدين ومباركتهما؛ لأنهما من قبل ومن بعد شركاء على نحو ما في إنجاح أو إفشال هذه الرابطة والأسرة الوليدة، وذلك بالعون المباشر وغير المباشر، أو بالتعويق المباشر أو غير المباشر، ولكن قد تحدث ظروف قاهرة تجعلنا مضطرين لمخالفة هذا الأصل.
أما سؤالك الثالث والأخير، فنقول فيه إن مستوى نضج الفتاة وقدرتها على معرفة احتياجاتها بشكل حقيقي وواقعي، ومعرفة إمكانياتها دون تضخيم أو تقليل، ومعرفة ظروفها الحالية، وأهدافها المستقبلية، وكذلك ظروف وعيوب الطرف الآخر؛ هذا النضج وتلك الحكمة في التقدير هي التي يمكن أن تجعلنا نثق معها في اقتناعها، أو نتردد معها حين تشك، وإلا فإن عدم الاقتناع أو عدم الرضا غير المبني على نضج وحكمة؛ يغدو خفيفًا في ميزان الحقيقة.
اقرئي على مجانين:
زواج الثقافات: جدل الشمال والجنوب!
زواج الثقافات: أهم من لون الجلد!
زواج الثقافات: التعميم مضلل، والناس معادن!
زواج الثقافات، ونظرات الشك المتبادل!
رأي الوالدين استشاري، والليلة ليلتك يا عمر!