تحية خاصة للدكتور وائل.. وشكرا خاصا لجهوده الجلية..
سؤالي يا دكتور وائل:
ألا تكفي الثقة العميقة بالله والقوة المستمدة من الاعتماد عليه كعلاج للأمراض النفسية؟
ثم أليس هناك بدائل غذائية للتخفيف من الضغوط النفسية غير التلبينة التي أوصى بها صلى الله عليه وسلم؟
ولكم الشكر مجددا.
4/9/2023
رد المستشار
المتصفحة الفاضلة "أم محمد" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
بالنسبة للجزء الأول من الاستشارة فإن ما قاله علماء المسلمين الأوائل في نقطة هل يجب على المسلمين العلاج أم لا؟ واقعيا فإن التوكل على الله والرضا بقضائه لا يعني عدم طلب العلاج، ومن يقول إن التداوي خروج عن الرضا بقضاء الله هو على خطأ (إذ ليس للعطشان أن يرفض الماء زاعما الرضا بالعطش الذي قضى الله به)، وقد أمرنا الله بإزالة العطش بالماء.
ويُرد على القائلين بأن العلاج رخصة من الشرع وأن تركه من باب التوكل، فالإمام الذهبي رحمه الله رد على هؤلاء بقوله بأن التوكل هو اعتماد القلب على الله سبحانه وتعالى، وذلك لا ينافي الأسباب ولا التسبب فإن المعالج الحاذق يعمل ما ينبغي ثم يتوكل على الله في نجاحه، وكذلك الفلاح يحرث ويبذر ثم يتوكل في نماء الزرع ونزول الغيث وطلب العلاج من الطب هو من الفطرة كما ذهب إلى ذلك علماء الإسلام؛ لأن المرء مجبول على صيانة نفسه.
الرجوع والتوبة إلى الله لا تكفي للشفاء!
المرض النفسي دور الإيمان والعلاج بالقرآن.
الاستشفاء بالقرآن في الطب النفسي المعاصر
أما عن الذكر والدعاء فهو يحسن من استجابة المريض للعلاج ولا يكفي وحده، أما التلبينة فحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "التلبينة مجمعة للفؤاد تذهب ببعض الحزن" أو كما قال عليه الصلاة والسلام؛ وهي حساء يُتخذ من الشعير كما شرح ابن قيم الجوزية.
فمن الممكن أن يفيد الغذاء في تحسين الحالة النفسية، ولكن يجب اللجوء إلى الطبيب النفساني، ثم التوكل على الله بل إنما نتخذ من هذا الحديث دليلا على أن العقاقير المادية المحسوسة يمكنها أن تعالج المعاناة النفسية اللامادية.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.