وسواس قهري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد أريد أن أشكر هذا الموقع على استشاراته، وأرجو الرد بسرعة فقد ضاعت مني 5 شهور ولدي امتحانات في آخر العام الدراسي وهذا آخر همي كله بسبب يوم واحد غير حياتي
بداية لنعد لسن 15 كانت تلك أول مرة في حياتي ألتزم الصلاة وبعد فترة من الالتزام أصبحت تأتيني وساوس تشكيكية ومسبات كفرية أحيانا ثم بحثت عن الأمر ووجدت أنه وسواس من شيطان رجيم ولا ينبغي لي أن أبالي به فارتحت وأكملت عامين من حياتي نوعا ما مرتاحا من الناحية الدينية
حتى أتى وقت الصيف السابق كنت سأكمل 17 كنت أعيش وحدي في المنزل أو بالأحرى كثيرا ما كنت أقضي الوقت بمفردي في المنزل فبدأت ألاحظ أنه تأتيني وساوس كفرية وازدادت ووسواس يتخيل الله سبحانه وتعالى بطريقة بشعة في ذلك الصيف وبدأت تأتيني ضغوطات نفسية فأحياناً أغضب كثيرا فأبدأ بسوء الظن بالله ثم أهدأ فأستغفر وأطلب من الله سبحانه وتعالى المغفرة
كذلك كنت أسهر كثيرا بحيث أن نومي لم يكن منتظما المهم أتى يوم دمرت فيه حياتي فلا ينفك الوسواس إلا ويذكرني به لدرجة أنني دمرت نفسيا ومرت علي فترة يئست فيها من رحمة الله تعالى وبركاته بسبب هذا الوسواس، المهم مرة كنت ساهرا كالعادة أسهر فينفذ الشحن فأنام وصلت الساعة 2 فجرا ففرغ الشحن وقبل أن أنام بدأت أفكر في كيفية تحسين حياتي وبينما أنا أفكر دخلت في دوامة حيث أنني أصبحت أفكر في كيف أن حياتي مزرية ومظلمة وأنني شخص فاشل خسر الكثير وفجأة تراكمت تلك الأفكار وكأنني أصبحت أفكر فقط في سلبيات حياتي وناسيا نعمة ربي علي
ثم أثناء لحظة الغضب تلك وجدت أنني أقول في نفسي وأكرر أنا من قالها "هل ربي حقا معي أستغفر الله ولم أستوعب السؤال ثم طرحت على نفسي سؤالا آخر أثناء لحظة الضغط تلك بعد أستغفر الله العظيم" هل الله موجود حقا؟ كان أول مرة في حياتي منذ أن ولدت أقول شيئا فظيعا كهذا في نفسي، ما إن قلت هذا السؤال توقفت لبرهة من الزمن حوالي 5 ثواني ثم تذكرت أن هنالك خالقا واحد لهذه السماوات والأرض ربا وحدا لا نعبد إلا إياه ثم تذكرت أنني مسلم موحد وأنه لا إله إلا الله بدأت بالاستغفار ونمت، بعدها حياتي أصبحت جحيما كل يوم تلك الكفريات وأي شيء أقوم به أبدأ بتأويله على أنني كفرت
سؤالي قبل أن أكمل لحد الآن هل وقعت في الردة والعياذ بالله؟ وهل يجب أن أتوب من هذا؟ أرجوكم إقرارا كل الاستشارة حياتي دمرت مستواي الدراسي انخفض كثيرا لدرجة أنني سأخسر عامي لم أعد أستطيع حتى الشعور بحلاوة الإيمان كما تفاقم مرضي وأصبحت كل يوم أشك أنني كفرت
المهم جاوبني على ذلك اليوم بجواب منطقي وصريح فهذا خير لي بحيث أنه إذا كفرا لماذا أو العكس ولماذا؟ أحاول هنا أن أتجرد من مشاعري لكنني لا أستطيع
وشكرا أرجو الرد في أقرب وقت
7/12/2023
رد المستشار
الابن المتصفح الفاضل "م.فاروق" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
كل ما سردته يا ولدي شائع سماعه من مرضى أحد أشكال اضطراب الوسواس القهري نسميه وسواس الكفرية، وهو مرض قهري لا يملك الإنسان له ردا، وهو لذلك يسقط التكليف عن المريض، فلا يمكن أن يكفر بسبب الوسواس وتبقى حالته الإيمانية لا تتغير عما كانت عليه قبل الوسوسة وهي حالة إيمان صريح بالضرورة، أي كأنه بإسقاط التكليف يمنح حصانة ضد الكفر.
ما حدث معك بالمناسبة واستغله الوسواس ليوقعك في فخاخه كان مجرد حديث نفس لا حساب عليه ما لم يؤثر على سلوكياتك التعبدية والرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم يقول (عفي عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتحدث به أو تعمل به) صدق صلى الله عليه وسلم.
أي أن ما تصفه هذه السطور (وفجأة تراكمت تلك الأفكار وكأنني أصبحت أفكر فقط في سلبيات حياتي وناسيا نعمة ربي علي، ثم أثناء لحظة الغضب تلك وجدت أنني أقول في نفسي وأكرر أنا من قالها "هل ربي حقا معي أستغفر الله ولم أستوعب السؤال ثم طرحت على نفسي سؤالا آخر أثناء لحظة الضغط تلك بعد أستغفر الله العظيم" هل الله موجود حقا" كان أول مرة في حياتي منذ أن ولدت أقول شيئا فظيعا كهذا في نفسي) كل هذا حديث نفس لا حساب عليه ما لم تتكلم به في الناس تدعوهم لمثله أو بهدف نقل الشك إليهم، وما لم تترك صلاتك مثلا بسببه.... وأزيدك حتى لو لم تستغفر من مثل ذلك الحديث بينك وبين نفسك.... لأن ما عفى الله عنه لا يلزمك الاستغفار منه..... عساك فهمت الآن كيف استخف الوسواس بعقلك وأوهمك بالوقوع في الكفر.
إذن أجبنا سؤالك (قبل أن أكمل لحد الآن هل وقعت في الردة والعياذ بالله؟) ويبقى سؤالك (هل يجب أن أتوب من هذا؟) لنرد عليه سائلين من ماذا؟ وأنت لا أذنبت ولا تذنب في موضوع وسواسك لغياب التكليف؟ تتوب من ماذا يا ولدي "م.فاروق"؟
المشكلة الآن أن حالتك المؤسفة مع الوسواس ربما زادت عليها أعراض الاكتئاب أو اضطراب الاكتئاب وأثر ذلك على مستواك الدراسي... معنى هذا أن التواصل النصي مع مجانين أو غيره لن يكون كافيا لا لتشخيص حالتك تشخيصا كاملا ولا علاجها وعليك أن تسارع بالعرض على طبيب نفساني.
اقرأ على مجانين:
حديث النفس الكفري يحزنني!
حديث النفس بالسب وسواس!
وسواس الكفرية: عيسى حياتو ومستوى الندم م1
وسواس التجديف الكفري والشك: معنى التكلم به!
وسواس الذنب التعمق القهري و.ذ.ت.ق
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.