التفكير السلبي
السلام عليكم، أعاني من مشكل أثر على مجرى حياتي وسيطر علي.
سأعطي نبذة عن نفسي، تربيت في عائلة محافظة بدون أب وأمي كنت منذ الطفولة، أخاف أن أتحدث معها لأنها صعبة وتهتم كثيرا بالناس وكثيرة المقارنة وكانت شخصيتي حساسة، تعرضت للتحرش في المدرسة ولم أخبر أحدا وكنت أشعر بالذنب والخوف من أن تكتشف أمي الأمر وتعاقبني. فعشت في خوف من المستقبل والخوف من الفضيحة وكان عقلي يصنع سيناريو وأفكار سلبية. وكنت أيضا أعيد الوضوء والصلاة لأن لدي وسواس العبادة.
وعندما أصبحت في مرحلة المراهقة تلاشت هذه الأفكار وعشت طبيعية وكنت اجتماعية ولكن تغير الأمر عندما مرضت بالقولون وأصبحت منعزلة وتدهورت دراستي وفقدت علاقاتي وكان هذا في رحلة الثانوي وأصبحت ثقتي بنفسي متدهورة ... وفي يوم ما قرأت في مقال أن التثاوب معدي ومنذ ذلك الحين أصبح عقلي يفكر في هذا الموضوع ليلا نهارا وأصبحت عندما أجلس مع الناس أشعر بالنعاس فيشعرون هم بالنعاس أيضا. فزادت وحدتي وأصبحت أخشى الاجتماعات أو العلاقات الاجتماعية لأنني أعتبر نفسي مسؤولة عن ما يحدث معهم وبالرغم من معرفتي بمدى تفاهة تفكيري إلا أنني أعيش في دوامة من الأفكار وتوتر وخوف من الناس ومن نظرتهم لي. واستمر هذا الأمر 10 سنوات.
جربت أيضا ولمدة عام علاج طبي بدواء الوسواس القهري من قبل طبيبة ولم يعطي فائدة ... واكتشفت مؤخرا أن الأمر يستحق فهم المشكل من الأول وأنني لست بحاجة إلى دواء، اكتشفت أنني لم أشعر منذ صغري بشعور الأمن والحماية وعرفت أنني أعاني بمفردي ولا أتحدث مع أحد وأنني تربيت على أهمية آراء الناس والعمل على رضاهم ولم أهتم يوما بي ولم أشعر يوما بأنني كافية وأني أستحق أن أعيش حياة عادية وأنني عادية، لقد تعودت العيش في توتر وكثرة الأفكار لدرجة أنني لا أتحكم في عقلي، لدرجة أنني لا أستطيع الاستمتاع باللحظة ولا أستطيع التركيز. لقد كتبت هذه الرسالة لأعلم مدى سخافة أفكاري. وأنني لا أستحق هذا. أنا آكل بطريقة صحية وأمشي كل يوم وأكتب مذكرات وأستحضر المواقف وأحاول الالتقاء بالناس والتعامل معهم بالرغم من شعوري بموجة من الأفكار وعدم إحساس بالراحة.
أعترف بأن تفكيري سخيف ولكن مهما حاولت لا أعلم ما الحل؟
للخلاصة أنا كثيرة المقارنة مع غيري وأشعر أنني لا أستطيع أن أحلم أو أكون علاقات لأنني أقل شأنا. عندما أكون في وجود أناس لا أعرفهم تسيطر علي كومة من الأفكار السلبية: مثلا عند رؤية شخص حزين أقول إنني السبب وعندما يحدث شيء سيئ أمامي أقول إنني السبب وعندما يمرض أحد أقول إنني السبب مثلا لأنني تحدثت معه ... هذا إلى جانب تفكيري الدائم في النعاس والنوم وعندما يتثاوب أحدهم أقول إنني السبب... ولهذا أخاف تكوين علاقات لدرجة أصبحت أشعر بوحدة رهيبة وعندما تأتيني هذه الأفكار أشعر بالتوتر والخوف من الناس ومن كلامهم عني.
أريد حقا نصيحة للتعامل مع الأمر لأنني يئست الحياة
وشكرا .
9/12/2023
رد المستشار
واضح من رسالتك أن الأفكار الوسواسية تحتل جزء كبير من أفكارك، صحيح أنك مررت بتجربة الوسواس القهري فيما سبق لكنه تلاشى مع مرحلة المراهقة.
تعتقدين أنك مسؤولة عما يحدث للآخرين بينما في الحقيقة ما تفكرين به هو من بنات أفكارك السلبية والتي وصفتيها بأنها أفكار سخيفة.. يعني أنك مدركة لطبيعة تفاهة وسخافة الأفكار (مثل أفكار التثاؤب أو رؤية شخص حزين) وتأثيرها عليك وعلى الآخرين.. هذه الأفكار هي أفكار وسواسية حتى وإن تخللتها شكوك خفيفة، ولهذا كان بعدك عن الناس وأصبحت منعزلة، وزادت وحدتك مما جعلك بعيدة عن الآخرين.
ما أريد قوله لك أنك تعانين من حالة التوتر والقلق وعدم الشعور بالطمأنية أو الراحة.. أيضا الاكتئاب واضح من خلال العبارات التى وردت في رسالتك.. التحرش وأثره على طفولتك المبكرة والذي تعشعش في نفسك، ذلك له أثر كبير في حياتك.. لك أن تتناسي هذا الأمر وليس ذنبك فيما حدث.. ما أود أن أنصحك به هو مراجعة طبيب نفساني أو اختصاصي نفسي .. لا تتأخري بالذهاب.
واقرئي أيضًا:
سؤال مهم، تحرش وعواقب!
عواقب التحرش الجنسي: كلها مؤلمة!
عواقب التحرش: الخوف من الزواج!
عروس ترفض الدخول: عواقب التحرش!
عواقب التحرش من ضحة إلى مجرم!
مضطربة: عواقب التحرش الجنسي!