السلام عليكم
أرجو أن تساعدوني، أنا فتاة في العشرينات من عمري حالتي النفسية سيئة للغاية إلى الآن لم يتقدم لخطبتي أي شاب جميع زميلاتي تزوجن في عمر صغير إلا أنا هل يرجع ذلك إلى الجمال أنا طولي 148/ وزني 48 وأنا الصراحة أحس إني معقدة من طولي أحس أنه السبب في عدم زواجي الكل ينظر إلي على أنني صغيرة في العمر لا يعرفون عمري الحقيقي فالذي ينظر إلي يظن أنني في الخامسة عشر من العمر
ماذا أفعل بالله عليكم صرت أبكي كل يوم وأندب حظي التعيس لا أظن أنني سوف أتزوج وأنا بهذا الشكل الصغير، أصبحت جالسة في البيت أخجل من الخروج الكل يعايرني على طولي
شكرا لأني أطلت عليكم.
6/12/2023
رد المستشار
كلماتك يا أختي، جعلتني أبتسم من قلبي.
وتذكرت ما ورد في الأثر: "لا حيلة في الرزق"
الزواج رزق يا أختي، ولا حيلة في الرزق، ولو كان في الوقت متسع، لذكرت لك عشرات القصص التي تؤكد هذا المعني، فتودع في قلبك السكينة والطمأنينة، وتدفعك للكف عن (البكاء كل يوم)، (ندب الحظ)، والولولة والنحيب، وستعلمين أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك، لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وأنك إذا جريت كجري الوحوش في البرية، فلن تنالي غير رزقك.
فكم من قصيرات وطويلات وبدينات ونحيفات تزوجن وأنجبن، وكم من قليلات الجمال كانت حظوظهن أفضل ممن هن أكثر جمالا، وكم من فتاة تأخر زواجها قليلا، ثم زرقها الله تعالى بالزواج الصالح، والذرية الطيبة، وكم من فتيات تزوجن مبكرا، ولم تنجبن، أو عشن حياة تعيسة.. وكم وكم وكم.
فارض بما قسم الله لك من جمال الشكل، يعوضك خيرا بإذن الله، واطمئني من داخلك، واعلمي أنك لو كان لك نصيب في الزواج فإن زوجك الآن – واسمه (فلان بن فلان) يعيش في مكان ما، وينتظر اللحظة التي يأذن الله فيها ليتقدم لك ويتزوجك.
وبالمناسبة، فهو ربما يكون قصيرا هو الآخر، ويبحث عن فتاة قصيرة، وربما تتزوجون وتنجبون أطفالا قصارا أو طوالا!! وسيتزوج أطفالكم أيضا بإذن الله.
يا أختي، لا تجلسي في البيت، ولا تخجلي من الخروج، ولا تهتمي بمعايرة أحد لك (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسامكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم).
وقديما شعر الرسول صلى الله عليه وسلم أن بعض أصحابه يسخرون من نحافة ساقي ابن مسعود، عندئذ أخبرهم صلى الله عليه وسلم أن هاتين الساقين أثقل عند الله من جبل أحد.
فاخرجي للحياة، ومارسي حياتك بشكل عادي، وامتلئي شعورا بأنك لست أقل من غيرك ،واحمدي الله تعالى على رزقه أيا كان، يبارك لك.
وأخيرا أقول لك يا أختي: املئي حياتك بالحركة والخطط والأهداف، في العمل والدراسة والهوايات، ولا تجعلي من نفسك ضحية للفراغ، ولا تجعلي من الزواج محورا تدور حوله كل حياتك، وأقول لك: "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه".
ومن فضلك طالعي الروابط التالية:
قصر القامة ففشل الهوية فسمات الحدية!
النحافة والعزلة
قصر القامة والمدح السلبي والانعزال