بسم الله الرحمن الرحيم..
أرجوك يا دكتورة ألا تهملي رسالتي.. فأنا في قمة الحاجة لنصيحتكم بعد أن ضاقت هذه الدنيا عليّ ولم يبقَ سوى رحمة الله.
أنا إنسانة والحمد لله هدفي في هذه الحياة إرضاء الله، ولقد أحببت شابًّا من أقاربي حبًّا طاهرًا، ولكن المشكلة أنني قطعت اتصالي معه بشكل نهائي خوفًا من الله عز وجل وهو من شجعني.
وإني يا دكتورة أموت في اليوم ألف مرة من حرماني، وأنا أضحي بحياتي من أجل خالقي، ولا أمنن على الله والعياذ بالله.. ولكن طاقتي تكاد أن تنفد وما أريد السؤال عنه هل يستطيع ذلك الشاب فقط أن يرسل لي رسالة كل فترة فقط يطمئنني فيها عنه؟ وأرسل أنا له كذلك؟
وبما أننا سوف نتزوج في المستقبل بإذن الله يخبرني عما جدّ في مشاريعه المستقبلية، مع العلم أنه لا يوجد بيننا خطبة.. هل يجوز لي ذلك؟ أرجوك يا فضيلة الشيخ اعتبرني مثل ابنتك ولا تهمل رسالتي.
أنا مستعدة لأي شيء يرضي الله في سبيل ألا يحرمني الله من هذا الشاب، أقسم بالله أن مجرد ذكر اسمه يذكرني بالله، وأنا لا أريد أن أخسر هذا الشخص.
ملاحظة: ألاحظ أنه عندما أخبره ويخبرني بأخباره ويكون بيننا اتصال لا يغضب الله أن همومنا تزول وتزداد إيمانياتنا، وهذا أيضًا ما يدفعني لمراسلته.. وإذا تحدثت معه ما هي الآداب الشرعية التي يجب أن التزم بها؟ أرشديني فإني في حاجة لحضرتكم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
8/12/2023
رد المستشار
إذا كنت قد أطعت الله سبحانه وتعالى في البداية فلماذا لا تطيعينه حتى النهاية.
ورد في الأثر أنه "من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه"، فلماذا لا تصبرين حتى يمن الله عليك بالارتباط بهذا الشاب، خاصة أنك تؤكدين أنكما ستتزوجان في المستقبل، وإن كان ليس واضحا من كلماتك ما الذي يؤكد لك هذا؟؟!! هل هناك ارتباط بين العائلتين مثلا؟
تقولين إن مجرد ذكر اسمه يذكرك بالله، وأن اتصالكما يزيد من إيمانياتكما، وأقول لك يا ابنتي إنني قد سمعت هذه الجملة عشرات المرات من أصحاب مثل هذه المشاعر، وكأن النفس تزين لصاحبها هذا الطريق فتوحي له أنه يزيده من الله قربا وصلة، وهذا هو نفس منطق الشيطان عندما زين الشجرة المحرمة لآدم وزوجه عليه السلام بأنها هي الطريق إلى الخلد والملك كما ورد في قوله تعالى: (مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ) فأرجو ألا تستدرجي إلى هذا الخطأ التاريخي.
وأذكرك يا أختي أن للشيطان خطوات فالبداية قد تكون بخطاب ثم لقاء ثم.. (لاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ). انشغلي بحياتك ودراستك وأنشطتك لعل الله سبحانه وتعالى يفرج عنك عن قريب بإذنه.