السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بدون مقدمات أنا شاب عمري 31، سنة ترتيبي السادس بين إخوتي السبعة، جميعهم متزوجون باستثنائي، حتى بعض تلاميذي وتلميذاتي كذلك تزوجوا.
أنا خجول إلى حد ما، ليس بي عيب من حيث الشكل، ليس لدي رفاق أو رفيقات سوء، ولا أسهر في نواد ليلية، ولا أدخن أو أشرب "أرغيلة" ولله الحمد، أعمل أستاذا بمدرسة منذ 7 سنوات في إحدى المدارس في لبنان والحمد لله ولكن ليست هذه المشكلة.
الحقيقة أنني لا زلت أعزب إلى الآن ولم أرتبط بأي فتاة بالرغم من كثرتهن في العمل وزميلات الدراسة. صراحة ليس هذا ما يزعجني ولكن الذي يزعجني أن المجتمع من حولي لا ينفك يتساءل -إن بجد أو بهزل- لماذا لم تتزوج إلى الآن؟
أغلبية رفاق الدراسة والعمل حتى أقربائي في مثل سني والأصغر أيضا تزوجوا أو خطبوا فتيات، عندما أرى شخصا لديه ابن أو زوجة أقول في نفسي لماذا أنا لا؟ أمي وأبي يقولان لي: تزوج الآن فإن فاتك القطار وتزوجت متأخراً لن ترى أولادك كبارا أو رجالا، وكذلك: ألا تغار من رفاقك... لماذا لم أتزوج إلى الآن؟
والجواب
أول سنة عمل لي أحببت فتاة أصغر مني بسبع سنوات تقريبا ولكن بعد عودتي من الخدمة الإلزامية أي بعد سنة وجدتها مخطوبة لشخص آخر من أقارب والدتها لديه مال، بالطبع البنت في الريف الكلمة في هذا الموضوع ملك لوالديها خاصة أنهم فقراء نوعا ما؛ أما أنا فقد كنت في أول الطريق ليس لدي المال الكافي لأتقدم لخطبتها لم أفعل شيئا سوى أنني تمنيت لها التوفيق حاولت وبصدق أن أنساها والحمد لله نسيتها بعد عناء. إنا لله وإنا إليه راجعون.
يمكن أن يقول أحد ما: هل الفتيات قليلات في لبنان؟ وقد قالت لي إحداهن على النت ذلك أقول لا، ولكن كما قلت كل فتاة تتميز بشيء غير الأخرى.
• فإما أجد فتاة جميلة الشكل ولكن قبيحة الأخلاق.
• أو ملتزمة دينيا ولكنها غير جميلة نوعا ما.
• أو مناسبة لي من وجهة نظري ولكني أجد فيها مشكلة وخصوصا في التعامل مع أمي وأبي.
لقد اشتريت منزلا خاصا بي هذه السنة ولله الحمد، مع العلم بأني أريد أن أتزوج وأعيش مع أمي وأبي من باب البر بهما، مما زاد من وجوب الدقة في الاختيار لأن بعض العائلات لا ترضى بأن تسكن الزوجة مع أهل زوجها خاصة بعد أن شاهدت وأنا صغير معاملة زوجات إخوتي الأكبر مني السيئة لوالدتي.
ملاحظة لقد صارحتني إحدى زميلات الدراسة والآن هي معلمة بمدرسة أخرى بعيدة عن مدرستي بحبها، وهي أصغر مني بعام واحد فقط، فهي ملتزمة ومحجبة ومقبولة من حيث الشكل نوعا ما، ليست جميلة ولا قبيحة، ولكن المشكلة أنني لا أعرف مشاعري تجاهها؛ فتارة أقول هذه هي المطلوبة، وطورا أبتعد مع العلم بأنني صليت استخارة ولم ينشرح صدري ولا أجد اللهفة أو الشعور الذي كنت أجده في حبي الأول.
بعد إصرار أهلي والأقرباء أن أختار فتاة قمت بمحاولات صادقة من أجل اختيار فتاة أحلامي لكن دون جدوى. أكره العلاقات الفاشلة.
أما الآن فالشق الثاني من الموضوع..
هذه أول مرة أكتب عن هذا الموضوع لأنني أريد الذي بيني وبين ربي عامرا، ولا يهم ما يقوله الناس عسى أن أرتدع إن أعطاني أحد نصيحة وأرجو ذلك.
لدي عادة وهي سيئة ومهلكة أرجو إعطائي النصيحة لكي أتخلص منها وهي مشاهدة الأفلام الإباحية بأي طريقة أو وسيلة، سواء تلفزيون فيديو إنترنت... وسائل الفساد كثيرة.
لقد سألت الشيخ منذ عدة سنوات ماذا أفعل؟
قال لي أن أذكر الله سبحانه وتعالى، عملت.. وأعمل بنصيحته ولكن الشيطان اللعين شاطر؛ فما أجد نفسي إلا وقد فتحت المواقع الإباحية وما أكثرها ويأتي الندم والاستغفار بعدها وأنوي عدم المتابعة لكن لا أقدر.
أرجو أن تعذروني على الإطالة فقد ترددت قبل أن أكتب وأرجو أن تدعو لي بالتوفيق،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
9/12/2023
رد المستشار
أنت تضع أربعة حواجز تحول بينك وبين الزواج، والنتيجة هي تأخير زواجك حتى تأخذ الوقت الكافي لعبور هذه الحواجز، ولذلك فإن أمامك اختيار من اثنين: إما أن ترفع بعض هذه الحواجز، أو أن تتحمل التأخير لبضع سنوات أخرى.
وسأعرض عليك الحواجز الأربعة حسب أهميتها -من وجهة نظري- لتفكر مع نفسك عن أيها ستتنازل.
الحاجز الأول هو (حسن الخلق).. وهو -بالتأكيد- شرط حيوي، وأساسي، لا تتنازل عنه، فزوجتك هي المستأمنة على شرفك، وبيتك وولدك.
الحاجز الثاني هو (الجمال)، وهنا أحب أن أوضح لك أن كثيرًا من البنات لا تبدو جميلة لأول وهلة، ولكنك عندما تجلس معها، وتشاركها الحديث مرات متتالية، قد تكتشف فيها جمالاً كامنًا، لذلك أقول لك أعط نفسك هذه الفرصة، وحاول ألا تضع مقاييس جامدة للجمال، وإنما ساعد نفسك أن تكتشف هذا الجمال البسيط الداخلي فيمن حولك من قريباتك أو زميلات العمل.
الحاجز الثالث هو (الحب).. أنت تقول أنك عندما صليت استخارة (لم ينشرح صدرك، ولم تجد الشعور الذي وجدته في حبك الأول)... وهذا لأن الحب درجات: أقل هذه الدرجات هو "القبول" -أي الشعور بعدم النفور- وهذا هو ما حدث لك مع زميلتك، أما أعلى هذه الدرجات فهو "العشق" وهذا هو ما حدث مع تجربتك القديمة.
وأنت إذا اشترطت أن تشعر (بمشاعر اللهفة) التي شعرت بها من قبل، فهذا يعني أنك تضع حاجزًا جديدًا، وأن عليك أن تنتظر (قلبك) حتى يدق من جديد!! وهذا لا يحدث إلا في 5% من الزيجات.
إذا أردت أن تنتظر فافعل!! أما إذا شعرت أن الانتظار تجاوز الوقت فعليك أن تكتفي بهذا القدر من (القبول) على أمل أنه سيزداد بالتدريج مع حُسن العشرة والمعاملة.
أما الحاجز الرابع، فهو اشتراطك أن تقيم في بيت أهلك، وهنا أريد أن أوضح لك نقطة مهمة: ليس بالضرورة أن زوجات إخوتك الأكبر كن يعاملن والدتك معاملة سيئة؛ لأنهن شريرات، ليس هذا هو التفسير الوحيد، فربما يكون السبب هو (طبع) مرهق أو متعب في (والدتك)، وربما يكون السبب هو (إخوتك) أنفسهم، فربما هم لم يكونوا حكماء، ولم يستوعبوا الغيرة الطبيعية التي تحدث بين النساء، وربما لم يتوازنوا بين إرضاء الأم والزوجة.
وربما يكون السبب هو "الفطرة" التي تسكن داخل كل امرأة، وتجعلها تتمنى أن تكون لها حياتها "المستقلة" بعيدًا عن أهلها أو أهل زوجها، وأن هذا لا يتعارض مع برهم والإكثار من زيارتهم، وخدمتهم في أيامهم الأخيرة.
حاول أن تراجع هذا الشرط مع نفسك؛ لأن "الدقة" في اختيار شريكة حياتك لن يكون "ضمانًا" مؤكدًا لعدم حدوث مشاكل، فالمشاكل قد تكون سببها "أنت" أو "والدتك" أو "الفطرة" التي تفضل الاستقلال.
والآن.. حاول أن تراجع الشروط الأربعة لعلك تتنازل عن بعضها أو تظل منتظرًا.
أما عن المواقع الإباحية فيمكنك أن تعود إلى استشاراتنا حول هذا الموضوع، فاقرأ على سبيل المثال:
فخ الإباحية قبل الزواج وبعد الزواج!
الأفلام الجنسية: استبصار فقرار فتنفيذ!
الإباحية والعادة السرية: شكوى الملتزم وغير الملتزم!
إدمان المواقع الإباحية: تجربة شخصية!
يموت في المنتديات، يشدُّ على الشاشات!
وأخيرًا أسأل الله تعالى لك كل الخير والسعادة.