السلام عليكم..
أنا سيدة متزوجة لدي 3 أطفال وعمري 35 سنة، منذ 12 سنة كانت عندي حالة من الاكتئاب والتشاؤم وأيضا رهاب من المرض والموت، حيث كنت أتوقف عن الطعام وأشعر بفقدان القوة بجسدي وذلك بسبب ضغوط نفسية.
الحمد لله استطعت أن أتغلب على هذه الحالة ودون اللجوء إلى الأدوية.
هذه الحالة عاودتني منذ 4 سنوات، أي فقدان الشهية والإحباط والاكتئاب، وذلك بعد وفاة جدي وحدوث بعض المشاكل. ولكن لم تبق معي إلا حوالي 3 أسابيع، ولكني كنت قد بدأت بالتحسن بعد 10 أيام.
في منتصف شهر أغسطس الفائت ودون أي سبب (علما بأني منذ زمن عندما أغضب أو عندما يزعجني شيء تذهب شهيتي وأشعر بأن لا قوة في جسدي) وكما قلت في منتصف أغسطس وبلا سبب استيقظت وشعرت بالبرد قليلا، وعادت نفس الحالة معي فقط ليومين.
علما بأن نفسيتي تتعب جدا عندما تذهب شهيتي لأني بحاجة لقوتي للقيام بواجبي المنزلي تجاه عائلتي. والشهر الفائت أيضا قبل الدورة الشهرية بيومين تكررت نفس القصة.
لا أدري ماذا يجري علما بأني عندما أكون في هذه الحالة أشعر بأنه ربما علي مراجعة الطبيب لأني أشعر وكأني في حفرة لا أستطيع الخروج منها وأشعر أنه اكتئاب.
هل ممكن أن يكون اكتئابا؟ ولماذا أشعر به يومين ويذهب سنين؟
أريد فقط إعلامكم أني امرأة نشيطة وأضحك دائما ومرحة..
لكن هذه الحالة عندما أتتني الشهرين الماضيين ودون سبب أقلقتني؟؟!! هل هي بسبب الدورة الشهرية؟؟ لم الآن فقط؟؟
أرجو الإفادة!
10/12/2023
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحمد الله حمدا كثيرا كما ينبغي لعظيم شأنه، ونصلي ونسلم على خير الأنام، ونسأله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا.
عزيزتي كيف شفيت من الاكتئاب والرهاب قبل سنوات؟ هل تابعت جلسات معرفية وسلوكية مع أحد المختصين؟ والعلاج المعرفي فعال في كثير من الحالات منفردا ولا غنى عنه في العلاج النفسي الصحيح مع الدواء.
ربما أنت تعانين مما يعرف بالنوبات الاكتئابية وتحتاجين لمتابعة أكثر تفصيلا مع مختص كي يساعدك في تشخيص العوامل المهيئة لها، أي التي تسبق ظهور الحالة.
ومن ناحية أخرى لن نصف شعورك بالضيق أو فقدان الشهية ليومين فقط كمرض، ففقدان الشهية لفترة بسيطة قد يكون لأسباب عضوية مثل الإمساك مثلا أو عوامل بيئية مثل شدة الحر أو كثرة الضغوط، وفقدان الشهية لفترة بسيطة لن يؤثر عليك من الناحية البيولوجية كما تخشين، ولكن من الواضح أنه يشغل حيزا من تفكيرك؛ فلا بأس إن استعنت بطبيب كي يطمئن قلبك وتبعدي عنك وساوس المرض أكثر من الأمراض نفسها، فليست كل حالة من الحزن والضيق تكون اكتئابا، خصوصا إن كان هناك ما يبررها من أحداث، كحالة الوضع العام لديكم ووفاة جدك، وقد تكون مجرد حالة عارضة من التعب نتيجة ضغوط الحياة العادية والتي تحتاجين للتعامل معها للبحث عن مصادر تجدد طاقتك وقدرتك على العطاء في الحياة.
وكما ذكرت، ليس كل حالة ضيق اكتئابا، فلتشخيص المرض نحتاج لأن تستمر الأعراض لفترة محددة يعرفها طبيبك، ولأن تتوفر مجموعة من الأعراض، كذلك اقرئي ما سبق مرة أخرى لتتأكدي من أنك تعانين من حالة تستدعي مساعدة مختص، أو أنها مجرد أعراض متفرقة يتعرض لها البشر بشكل طبيعي، مع تمنياتي لك بحياة نفسية سعيدة وهادئة.
واقرئي أيضًا:
اكتئاب ونظرة سوداوية للحياة!
التعامل مع الاكتئاب (1-2)
خطة علاج الاكتئاب الأولية