السلام عليكم..
أعرفكم بنفسي.. أنا آنسة أبلغ من العمر 30 عاما، متوسطة الجمال والمستوى المادي..
مشكلتي هي إحساسي بأني غير مطلوبة أو مرغوبة.. فحتى الآن لم يتقدم أحد للزواج بي، أحس بأني أقل من الأخريات؛ فقد تزوجت جميع صديقاتي وقريباتي والذين هم في مثل سني وأصغر مني، حتى أختي التي تصغرني بـ7 سنوات تزوجت!!.
رشحتني إحدى الصديقات إلى شخص ما، إلا أنه بعد رؤيته لي ذهب ولم يعد، وتكرر معي هذا الموقف 3 مرات، بعدها فقدت ثقتي بنفسي، أصبحت لا أحب الخروج والاجتماعيات لإحساسي بالنقص!!.
أريد أن أحس بأني مرغوبة.. فأنا مشهود لي في عملي ومجتمعي بالأخلاق والأدب.
أعلم أنه ليس لي إلا الصبر، ولكنى تعبت من الصبر،
هل صحيح أن هناك شيئا اسمه أم الصبيان، أو الحسد يكون سببا في ذلك؟
13/12/2023
رد المستشار
ابنتي، هل أحيلك إلى كلام سابق فأوفر على نفسي الحديث، أم أتحدث إليك على أساس أن هذا النوع من عدم الثقة في النفس نتيجة تأخر سن الزواج الذي بدأ ينتشر بين الفتيات.. أي إنك لست وحدك على هذا الحال؟
ابنتي، هل تعلمين علم اليقين أن الزواج نصيب؟ وأنه رزق مكتوب في لحظة معينة لا ولن تتغير؟
هل لديك يقين بأن الله هو الحكيم الخبير، وأنه لا يكون في ملكه إلا ما أراد، وأن ما يريده إنما هو لحكمة لا يعلمها سواه؟ قد يكشف لنا عن بعضها أحيانا ولكن تظل حكمته سرا إلهيا علينا قبوله والتعامل معه!!.
إذا وصلتِ إلى هذا اليقين فستخف حدة انطوائك وألمك، ولا أقول ستختفي؛ لأن الزواج مطلب طبيعي لكل إنسان.. ولكنى أقول: ستكون أقل وطأة ولن تراود ذهنك إلا مع وصول طالب للزواج أو في فرح أحد المعارف.
كم من جميلة فاتنة لم تحظَ بزوج، أو حظيت به ثم طلقها غير آسف، وعاشت تعيسة تتقاذفها الزواجات أو الارتباطات ولم تستطع أن تستقر في بيت مع زوج وأولاد؟ فليس بالجمال وحده يتم بناء البيوت وتكوين الأسر... فاخلعي من ذهنك هذه الفكرة تماما.
يا ابنتي، إن الجمال شيء نسبي لأقصى درجة، ولا يستطيع أحد أن يحدد مقاييسه ومعانيه إلا إذا حصل على عيون الآخر، فكم توسطت بين من تصورتها فاتنة وبين طالب لزواج، وأجده يصفها بأنها غير مقبولة!!.
فكون ثلاثة لم يعجبوا بك ليس دليلا على أنك لن تعجبي أي رجل، وأنك لست مطلوبة، ربما لم يعودوا لأسباب كثيرة أخرى، فقد يكون خجلك الشديد أو انفتاحك الشديد.. ربما كنت أطول بكثير مما يتخيل أو أقصر مما يريد.. وهكذا.
اقرئي كلامي السابق جيدا، وإذا كانت رغبتك في الزواج بكل هذه القوة فأنصحك بالدعاء في القيام -أي قبل الفجر- بعد الإكثار من الصلاة على رسول الله، وقراءة سورة يوسف بنية العفاف. وعلى فكرة.. هذه لا أصل لها في سنة أو سيرة، ولكنها وصفة مجرب.. وأرجو ألا يعتبرها أهل الشريعة من بدع النار؛ فأنا أعرف شعور المكروب الذي يتعلق بكل شيء وأي شيء، وهي مجرد صلاة على رسول الله وقراءة للقرآن ودعاء.
واقرئي أيضًا:
تأخر الزواج: سحر البوال ووقف الحال!
تأخر الزواج: عزوف الشباب عن الحلال!
مثل باقي البشر: هل يحق لي؟
تأخر الزواج: والأخذ بالأسباب!
أحزان حائرة تنتظر شريك الحياة!