تحاشي النجاسة: وسواس نجاسة الخنزير م
الوسواس القهري
السلام عليكم أستاذي، أنا أعاني من الوسواس القهري في النجاسات منذ أكثر من 23 سنة بدأ 1989، بدأ وأنا في عمر 16 سنة بتكرار الوضوء والصلاة حتى أتت فترات توقفت عن الصلاة نهائيا نظرا للعذاب الذي كنت أتكبده عقب كل آذان وانتقلت الأفكار الوسواسية من منجس لآخر حتى استقرت وتفاقمت في موضوع مشتقات الخنزير من جيلاتين ودهون مضافة إلى كل شيء تقريبا من مأكولات ومستحضرات تجميل حتى مساحيق الغسيل، وأصبحت أفتش وأقرأ مكونات كل شيء ونادرا ما أستهلك شيئا من المصنعات بل وإني لا آكل إذا الطبخ في آنية أو قلاية أو مشواة مستعملة قادمة من أوروبا خشية أن يكون عليها آثار طهي الخنزير مع العلم أن استعمال هاته الأواني جاري به العمل عند أقاربي وأهل زوجي من ما يجعلني أجد حرجا شديدا.
في 2010 إحدى صديقاتي في العمل قالت إن البقال أخبرها أن أحد المنتجات المستوردة من إسبانيا تحتوي على دهن خنزير وقد قرأها في الكرتونة وهي عبارة عن رقائق من البطاطس والنشا تنتفخ عند قليها في الزيت وبما أني لا أستهلك المصنعات لم أعر ذلك اهتماما، بعد ذلك بمدة قصيرة ذهبت لزيارة أهلي وإذ بي أجد الوالدة قد أعدتها لصديقاتها وكن يأكلن ويلمسن كل شيء من هاتف أرضى ومذكرات الهاتف والمقابض ناهيك عن مفاتيح النور والأواني، بالنسبة لي كموسوسة كل شيء قد تنجس لم أستطع أن أنهاهم لعدم وجود أي دليل لدي.
ولكم سيدي أن تتخيلوا ضنك العيش الذي سيتبع ذلك بالنسبة للموسوس الذي يراقب كيف تنتشر النجاسة عن طريق اليدين من كل شيء إلى كل شيء، خصوصا أني انتقلت للعيش قرب منزل الوالدين وتشاركنا كل شيء لظروف يصعب شرحها، من ذلك الوقت وأنا مقتنعة أن كل شيء تنجس خصوصا أن الوالدة تستعمل نفس الهاتف ونفس المذكرات التي عليها أثر الدهن وبعد ذلك تستعمل أدوات الطبخ دون غسل اليدين فتنتشر النجاسة عن طريق الطبخ والأواني إلى كل شيء وأنا لا أستطيع نهيها لأنها لم تكن لتقتنع، بحثت لذا البقالين بعد مرور ذلك بأعوام ووجدت 3 أنواع من الأكياس مختلفة مكوناتها حلال فلا أعلم هل كانت تحتوي على دهن الخنزير وبعد ذلك تم حذفه ومتى، وقيل لي إن نوعا تم وقف استيراده كان يحتوي على دهون.
هذا الوسواس باعد بيني وبين ربي حيث إني إذا أردت الوضوء أو الصلاة عليّ ألا ألمس مقابض الأبواب أو مفاتيح الإنارة وأمشي بين الأثاث وكأني أتحاشى الشوك أتحرج كثيرا عند لمس أي شيء خصوصا أني أحس أن بواقي الدهون لا تزول مع الزمن وزد على هذه القصة حوادث كثيرة مع منتجات أخرى من صابون ومعاجين أسنان ومستحضرات تجميل، بل إني إذا أكلت طعاما خارج بيتي حتى وإن كان من المخبوزات التي تحتوي على الزبدة أشتمها ويهيئ لي أن فيها رائحة الدهن المحترق وأنها لابد أن تشتمل على دهون محرمة.
إلى الآن أنا أعيش هذا العذاب النفسي وحدي فأنا لا أبوح به إلا في إطار ضيق جدا ولكن هذه الوساوس تلاحقني 24ساعة في اليوم حتى أثناء النوم والأحلام، ضاعت مني الكثير من اللحظات الطيبة وأنا أتقصى وأراقب بل إني كنت نادرا ما أستطيع زيارة بيت جدتي نظرا لأفكار متعلقة بهذا الوسواس ولكنها توفيت منذ 6 أشهر وتركت في قلبي حسرة كبيرة مع أني كنت معها بشكل لصيق أثناء مرض الموت وقمت برعايتها ليل نهار ولكن بسبب الوسواس حرمت منها لسنوات وكانت زياراتي قليلة مع أني لم أقصر ماديا تجاهها والآن أسألكم العون من بعد الله قبل أن أتحسر على أشياء أخرى، خصوصا أنني أرهقت من شدة الغسل وإهدار الماء.
ملاحظة: تناولت الفلوكسيتين وسيرترالين لمدة عام دون جدوى ولا أستطيع الآن أن أواظب على العلاج السلوكي جزاكم الله عني أحسن الجزاء
وأعتذر على الإطالة
23/3/2024
رد المستشار
الابنة المتصفحة الفاضلة "صوفيا" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
ليس هذا إلا نصا مكررا في معظمه من استشارتيك السابقتين، وحال كونك طبيبة يدفعنا للشك في أنك لا تقرئين ردودنا على استشاراتك التي أرسلت الأولى بتاريخ 20/7/2022 والمتابعة عليها بتاريخ 28/11/2023 ثم أنت بعد ردين وما يزيد على 4 شهور ترسلين نفس الأسئلة، وأكرر الرد هنا عسى أن يصلك هذه المرة:
في كل المأكولات والمستحضرات الموصوفة الجميع معفوٌ عنهم من حولك، لكن أنت اخترت أن تعرفي (هل هنا دهن خنزير أم لا؟) فكانت النتيجة مشقة في الحياة لا يصبر عليها إلا موسوس مفرط التعمق، ليس مطلوبا منك أن تفعلي ذلك يعني عليك أخذ الأمور بظاهرها كما يفعل الناس من حولك كلهمو! فما لا تعرفينه داخل في عفو الله وقد نهينا عن التعمق، وتحضرني رواية من الأثر عن سيدنا عمر بن الخطاب عندما تولى الخلافة فجاءه من يخبره -عائدا من اليمن- بأن القصب (نوع من الثياب يسمى العباءة) الذي انتشر في المدينة ويلبسه المسلمون في المساجد إنما ينقع أثناء صباغته في البول ... فهم رضي الله عنه بأن ينهى المسلمين عن لبسها ثم تراجع وقال: "نهينا عن التعمق!" أي أن علينا الاكتفاء بالظاهر والظاهر أنها طاهرة.. وهكذا الأواني يا دكتورة "صوفيا".
أرى أنك بحاجة إلى عدد من جلسات العلاج السلوكي المعرفي إما وجها لوجه أو مع متخصص في علاج الوساوس التعمقية، وربما إن وجد اكتئاب أو وساوس مرفوضة ذاتيا Egodystonic أخذت له عقاقير تساعدك على التحسن مع الالتزام بتدريبات الع.س.م ، هذا إن أردت تغييرا حقيقيا وملموسا في حياتك.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.