أبي يغير وخطيبي يطلب الكثير!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله تم عقد قراني منذ أسبوعين، على أن يتم الزفاف بعد شهرين على الأكثر بإذن الله تعالى. والذي دفع خطيبي إلي طلب عقد القران هو أنه يحبني وأنا أيضا، ولا نريد أن نتجاوز في فعل أي شيء محرم خوفا من الله.
وسؤالي: أنا مقتنعة بأني بعد عقد القران سوف أكون نوعا ما على حريتي معه؛ من حيث الجلوس بدون حجاب وأمور أخرى مثل مسك الأيدي وما إلى ذلك من أشياء بسيطة، ولكن خطيبي يقنعني أن هناك أمورا أخرى غير تلك مباحة وليست حراما ومن حقه، فهل هذا صحيح؟
النقطة الثانية: كيف أوفق بين رضاء وأوامر والدي وهو شديد التحكم والسيطرة في كل شيء يخصنا في البيت، وبدأت أعتقد أن والدي يتعمد فرض رأي مخالف لرأي خطيبي حتى يشعر بالسيطرة والانتصار، وهو ما يجعلني في حيرة شديدة بينه وبين خطيبي، ويسبب لي مشاكل مع خطيبي، فماذا أفعل؟
15/11/2024
رد المستشار
من حسن حظك يا ابنتي أن فترة عقد قرانك لن تطول؛ لأنها فترة محيرة، والتوازن فيها صعب رغم ما فيها من لحظات سعادة واستمتاع.
بالنسبة للجزء الأول من سؤالك: أحب أن ألفت نظرك لنقطة مهمة، وهي أن (النكاح) مرتبط في الإسلام بـ(الإشهار)... يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أشيدوا هذا النكاح واضربوا عليه بالدفوف". ومعنى الحديث أن هناك إشهارا بأن هذا الرجل قد نكح (أي تزوج زواجا كاملا) هذه الفتاة، أما في حالة العقد بشكله الحالي فإن الإشهار هنا يعني فقط أن هناك ورقة رسمية تربط هذا الشاب بهذه الفتاة، وأنه لم يدخل بها بعد؛ بمعنى إذا حملت مثلا هذه الفتاة فإن المجتمع لا يرحب ولا يحتفل بهذا، ويعتبرها مخطئة؛ لأنه لم يحدث إشهار للنكاح وإنما للعقد فقط.
وكأني أريد أن أقول: افعلي مع هذا الشاب الذي عقد عليك ما تم إشهاره فقط، وهو ما يعترف به العرف فقط.
أما بالنسبة للشق الثاني من سؤالك: فلا بد أن تراعي الغيرة الطبيعية التي يشعر بها أبوك تجاه خطيبك، وأن تحترمي هذه الغيرة، خاصة فيما يتعلق بالضوابط التي يضعها والدك، والتي قد تصل أحيانا للتضييق بينك وبين هذا الشاب. وتذكري دائما أنك ما زلت في بيته. ولا يعني هذا بالطبع أن يتدخل أبوك في كل شأن من شئونكما وفي قراراتكما واختياراتكما لمستقبلكما، ولكني أردت أن أوضح فقط أهمية احترام مشاعره، وأتمنى لك زواجا سعيدا بإذن الله.