بسم الله الرحمن الرحيم..
جزاكم الله خيرا على هذه الصفحة.. لقد فكرت كثيرا أن أبعث مشكلتي إلى مواقع كثيرة، ولكن اخترت موقعكم لكونه إسلاميا.
أنا فتاة عمري 19 سنة، الحمد لله محجبة ومتدينة على ما أظن وأخاف الله، ولكن عندما كان عمري 8 سنوات سمح لي والدي بأن أشارك في مسرحية دينية عن الإسراء والمعراج، وكان التدريب على هذه المسرحية من خلال رجل وكان أخي معي، ويوما ما ذهبت لأشرب ماء، فوجدته لحقني في المطبخ وضمني إلى صدره وقبلني من فمي.. وعندما حاولت أن أصرخ وأبعده عني قال لي: لماذا غضبت؟ هذا لأنك أشطر واحدة في المجموعة كلها ولا أريد أن يغار منك أحد، لهذا لا أضمك أمامهم، ولا تخبري أحدا.
عندها فرحت كثيرا.. وأعادها معي عدة مرات.. ولكني لم أسمح له أن يكشف عورتي، فأمي دائمة التنبيه لنا على هذا الموضوع، مع أنه حاول. المشكلة هي أني لا أعرف إن كان ما حدث يعتبر من الزنا أو التحرش الجنسي؟ وهل هذا يؤثر على عذريتي؟
أمي تجاوبني عن أي شيء أريده ولكن أمي لديها الحاسة السادسة، فهي في أغلب الأحيان تقول لنا ما نريد أن نقول قبل أن نقوله، لذلك لم أستطع أن أسألها، ولا أقدر أن أخفي عنها أن هذه الحادثة حدثت معي، وإن كان هذا يؤثر في العذرية فسوف يصيبها أمر ما يضرها.
كما أني عندما كان عمري 10-11 سنة كان أخي عندما أكون نائمة يحاول كشف عورتي وأن يراها، وكل مرة كنت أستيقظ وأمنعه، مع أنه يكبرني بـ5 سنين.. كنت أحبه كثيرا ولكني الآن لا أطيق أن أراه. أرجوكم أفيدوني.. هل أعود لأعامله كما كنا ونحن أطفال، وما كان يفعل أهو التحرش؟.
لدي مشكلة أخرى، وهي أني كنت أشعر بألم في المنطقة التناسلية عندما أسمع عن أي شيء عن الجنس، ولكن الآن أشعر بقشعريرة، فماذا كان ذلك الشعور؟ وما هو الشعور الذي أشعر به الآن؟ كما أني "أقرف" (أشمئز) من أي سيرة تتحدث عن الزواج، وذلك عندما سمعت ما يحدث بين الرجل والمرأة المتزوجة، و"أقرف" من أي رجل حتى أبي مع أنه متدين.. هل هذا صحيح؟ وهل له علاج؟.
سمعت أن العناق والقبلات بين الصديقتين يحرم لأنه يثير الفتاة لتفعل السحاق، ولكني أعانق صديقاتي ويعانقنني دون أن نشعر بهذا، لأننا والحمد لله ذوات دين ونعرف حدود العورة جيدا، ولا نظهر عوراتنا على بعضنا البعض ولا نتقابل في أماكن مظلمة أو منعزلة عن الناس.
أنا أحب صديقاتي مثل أخواتي ولا أظن أني أستطيع الابتعاد عنهن أو عدم فعل هذا لأني أفتقد إلى الأخت، حيث إني ليس لدي أخت فهل هذا حرام؟ وهل حرام أن أعانق والدتي وتعانقني وأن أعانق والدي؟.
أما عن العادة السرية -اعذروني على صراحتي- فهل الأعضاء التناسلية التي يتم تدليكها هي التي تقع عند المنطقة البولية، أم التي تعلوها أم تحتها؟ لأني لا أشعر بالطهارة إلا إذا دخل الماء بكثرة عند المنطقة البولية، والتي تعلوها وأشعر بالقشعريرة، وفي بعض الأحيان أدلك المنطقة التي تعلو المنطقة البولية فهل هذه هي العادة السرية؟. وشكرا جزيلا.
19/11/2024
رد المستشار
صغيرتي الجميلة،
لقد فجرت في رسالتك كثيرا من الأسئلة التي تدل أننا ما زلنا نعاني من ضعف المعلومات واختلاط القضايا بعضها ببعض.
لقد عبرت بكلماتك عن حال الكثير من الفتيات في مجتمعاتنا العربية.. الفتاة التي ما زالت لا تعرف من تكلم ولمن تحكي مخاوفها، ولمن تبث آلام الماضي ومخاوف المستقبل.. فالأم طيبة وحنون ولكنها تجهل الكثير عن حياة ابنتها، وتذهب أفكارها بعيدا إذا ما حدثتها ابنتها عن شيء مما حدث لها، والابنة تبحث هنا وهناك عن إجابة لتساؤلاتها وحيرتها. وبين تجاهل الأم لمشاعر ابنتها وحيرة وخجل الابنة تضيع الحقيقة وتتبدل حياة فتاة جميلة في مقتبل العمر وأحلى مراحل الحياة إلى حياة باهتة الملامح عنوانها الحيرة والإحباط، كما كنت تطلبين تسمية رسالتك.
فإلى متى سيظل هذا الوضع في مجتمعاتنا.. سؤال كثيرا ما نطرحه ولا نعلم متى ستصلنا الإجابة.
الماضي المؤلم
مشكلة كثير من الفتيات عندما تتعرض إلى تحرش من قبل أحد الأصدقاء أو الأقرباء وربما الإخوة، وتظل الذكرى غصة في الحلق كلما استرجعتها، إلى حين تكبر الفتاة وتعلم ما يطالبها به المجتمع من مظاهر العفة المتعارف عليها وذلك اللغز المسمى بالغشاء، فتعود تلك الصورة القديمة بألمها لتدق في رأسها بمطرقة من حديد تؤرق نومها وتحطم نهارها.
وتظل الفتاة في تلك المرحلة التي تتفتح فيها زهرة الحياة تتخبط في مخاوفها التي قد تتحول إلى وسواس قهري بعد ذلك ربما يفسد حياتها كلها، وقد يكون الأمر لم يتعد التحرش وهو مجرد ملامسات أو قبلة وضمة -مثلما حدث معك من قبل ذلك المدرس غائب الضمير- ولا يمت بصلة للزنا أو فقد العذرية الذي يهدد أمن مستقبلك.
وكثيرا ما تتكدر حياة الفتاة بسبب تلك الذكريات المؤلمة التي تخفيها في ذاكرتها وما هي إلا أوهام قديمة كانت لا بد أن تعالج في الفتاة منذ وقوعها، ولكن لا توجد في أسرنا التربية الكافية التي تمنح الفتاة الشجاعة والجرأة للدفاع عن نفسها إذا ما تعرضت لمثل تلك المواقف، ولا أن تعبر وتشكو لمن حولها.
لا توجد أيضا تلك الأسر التي تملك جرأة المواجهة والدفاع عن بناتها ولا تخشى من فضيحة أو تجامل على حساب مستقبل ابنتها، أو أقل ما تفعله تأخذ ابنتها لمختص يتحدث مع الفتاة ويحاول توضيح حقيقة ما حدث لها وأن الدنيا تحتوي المنحرفين والملتزمين، وأن هؤلاء المنحرفين قلة وليس كل الرجال، ثم يتابع الفتاة في مرحلة مراهقتها ليوضح لها تلك العلاقة بين الرجل والمرأة وأن فيها من الجوانب الإنسانية والحب والمشاعر الجميلة الكثير، وليست كما يصور لها الخيال أنها علاقة "مقرفة" ومنفرة يستبيح فيها الرجل جسد المرأة دون أدنى إحساس بالذوق أو المشاعر.
إنه مسلسل تتّـابع حلقاته منذ بداية تلك الواقعة، منذ فترة الطفولة في حياة الفتاة إلى أن تنتهي بحياة منفرة ليس فيها أي توافق أو انسجام بين الزوجين بسبب ما تحمله الزوجة في عقلها وقلبها عن تلك العلاقة.
حبيبتي الصغيرة، تناسي ذلك الماضي المؤلم، وذلك الشخص الذي تجرأ على طفولتك، وحاولي أن تنسي أيضا ما حدث من أخيك، فكلها مشاكل مراهقة تحدث في كثير من البيوت وخاصة عندما لا تتوافر الثقافة والتربية الكافية، وكذلك الرقابة من قبل الأسرة... واطمئني فكل ما ذكرته لا يتعدى سوى النظر والملامسات التي لا تؤثر بأي شكل على عذريتك، وتقبلي أخاك، واغفري له ما حدث في لحظة ضعف، والتزمي في ملابسك أمامه ولا تكشفي الكثير من معالم جسدك، أو ترتدي ما يوضح تفاصيله، واتبعي آداب الاستئذان التي أمرنا بها الدين وكلها من آداب الدين الجميلة.
واقرئي أيضًا:
ضحية التحرش: كالعادة تتألم وتلوم نفسها
السيناريو المكرر : ضحية التحرش تتألم وتلوم نفسها!
الحاضر المحير
نتيجة لذلك الماضي المؤلم تعيش الفتاة ذلك الحاضر المحير، مثل الذي تعيشينه أنت فتجدين القشعريرة التي تسرى في جسدك عند سماع الحديث الجنسي وتشعرك ببعض اللذة التي تترجم في عقلك لمعنى مؤلم يضيع إحساسك اللذيذ، ويعيد صورا مؤلمة مختزنة في عقلك عن علاقة الرجل بالمرأة، فيزداد كرهك لتلك العلاقة أكثر وأكثر.
إن ما تشعرين به إحساس طبيعي جدا لأي فتاة سليمة النمو، وقد تحدث الدين عن تلك المشاعر التي تسري في الجسد عند التفكير والإثارة، وسمى ما ينزل من سوائل مع تلك المشاعر مذيا وطالب بتنظيف المكان وتغيير الثوب إذا ما أصابه شيء، والوضوء للصلاة، وأوجب الغسل إذا ما اكتملت اللذة إلى آخرها وحدث بعدها الارتواء.
إنها ببساطة شديدة علامات طبيعية للنمو الجنسي تحدث للفتاة، وقد تتحول إلى ممارسة دائمة تحك فيها الفتاة في أغلب الأحيان أعضائها التناسلية الخارجية للوصول إلى ذلك الشعور، وتسمى بالعادة السرية، وهي لا تؤثر في أغلب الأحوال على العذرية لأنها لا تتعدى الاحتكاك الخارجي، ولكن ذكريات الماضي التي مررت بها تحول تلك الأشياء الفسيولوجية إلى ألم ينغص عليك ذلك الشعور باللذة الآن. وسيفسد عليك مستقبلك إن استمريت في ممارسة العادة السرية، حيث ستؤثر على شعورك باللذة والمتعة بعد الزواج وتفسد علاقتك بزوجك؛ حيث إنك ستكونين قد اعتدت على الوصول للذة بطريقة معينة -العادة- والتي لن تشعرك بها علاقتك الطبيعية بزوجك.
واقرئي أيضًا:
التربية الجنسية (4) ( ما قبل الزواج )1
استرجاز البنات.. الخوف من العواقب!!
رعب البكارة رغم الاسترجاز الآمن!
الاسترجاز والذنب والذنب والاسترجاز !
أرجو منك الهدوء قليلا ولا تحملي نفسك أكثر من طاقتها، فأنت فتاة طبيعية جدا من حقها أن تعيش حاضرا مطمئنا جميلا.
أما عن علاقتك بصديقاتك والخوف من الأحضان والقبلات التي قد تتحول إلى شذوذ فما هو إلا مزيد من التخبط الذي تعيشين فيه، وأنت تسمعين التحذيرات من العلاقات المحرمة، وأنا أسألك من منا لا يحتاج إلى حضن صديقة ولمسة حانية مع كلمة رقيقة من شخص نحبه؟!.
وليس معنى أننا نحذر الفتيات من المبالغة في الأحضان والتقبيل أن نلغي تلك المشاعر الرقيقة من حياتنا، كلا إننا فقط نريد أن نقي أنفسنا ونحفظ كذلك ذوات الأنفس الضعيفة، واللاتي تهيج رغباتهن نظرا لخلل في فطرتهن، وكذلك نعود أنفسنا على الاعتدال في العلاقة حتى لا نتعلق كثيرا بأشخاص قد يفرق الزمان بيننا وبينهم، أو نكتشف لا قدر الله خداعهم لنا، وخاصة أن هناك كثيرا من الفتيات أصحاب عواطف كبيرة قد تتأثر نفسيتها بعد انتهاء العلاقة.
وكذلك علاقتك بوالدك فحضن الأب احتواء وأمان، ولكن كثرة التدليل والإفراط في الأحضان والتقبيل ربما تثير الرغبة في النفس، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل فاطمة رضي الله عنها ويحتضنها دون إفراط ومبالغة تخرج عن الأبوة والمشاعر الطيبة.
فليكن المستقبل جميلا
نعم لا بد أن نطوي صفحة ذلك الماضي الأليم وما فيه من صور بغيضة، ولننق صفحة الحاضر من كل تلك المعاني السلبية والأفكار المغلوطة، ولنجعل من ذاتنا حصنا منيعا يصد كل الضغوط والسلبيات الماضية.
وثقي أنك فتاة طبيعية سوية عفيفة طاهرة، واندمجي في مجتمعك وارتقي بعلمك وخلقك وستجدين بعون الله المستقبل جميلا.
وأخيرا، أكرر لك أن كل ما ذكرته أشياء طبيعية لا ينبغي أن تفسد حياتك وتكدر صفو مستقبلك، وأرجو أن أكون وفقت في إجابتي عن أسئلتك، وأتمنى لك مستقبلا سعيدا بإذن الله.