السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا مهندس إلكترونيات والحمد والفضل لله أعمل بأجر شهري لا بأس به ولا فخر، حفظت القرآن الكريم بفضل الله وتوفيقه وحصلت على إجازات من طرق مختلفة بقراءة (عاصم عن حفص وعن شعبة)، أحب أسرتي كثيرا وأسرتي تحبني كذلك.
مشكلتي باختصار هي أن موقفا تعرض لي أكثر من مرة وهو أن يعرض علي أخ لي في الله أو شيخ كنت أقرأ عنده قريبته أو ابنته للزواج فأقوم بشكرهم لحسن ظنهم في أولا ومن ثم أنقلب إلى والدي العزيزين الذين أسأل الله سبحانه أن يحفظهما ويعينني على برهما وأن يعافي جسديهما من كل علة لأخبرهما بالخبر فيكون رد والدي لأكثر من مرة: "وهل سيجدون أفضل منك؟" ولا حول ولا قوة إلا بالله وينتهي الأمر عند هذه المقالة.
وأنا لا أستطيع أن ألح على والدي بخاصة في موضوع كهذا فلا أجد إلا أن أعتذر لذلكم الرجل بدون توضيح أسباب معينة. سؤالي هو هل يجدر بالرجل أن يراجع والديه في هذا الأمر؟ وإلى متى يكون ذلك؟ وماذا لو أن اختياري لم يرق لهما؟ وهل من تفضيل الزوج على الأم أن تختار امرأة في الأصل لا تعجب أمك؟
وبالنسبة لي "لا أريدها طويلة فيستصغرني الناس ولا قصيرة فيضحكوا إذا مشيت معها بينهم، لا عبقرية فأستحي من جهلي إذا كلمتها ولا غبية فلا تعي ما أقول، لا فاتنة فتلهيني عن ربي ولا قبيحة فأكره نفسي، لا ...".
قد علمت أن نبيي ومعلمي عليه الصلاة والسلام قال: "تنكح المرأة لأربع .. " الحديث.
1) فإلى أي مدى يكون مبررا للرجل التفصيل في الشروط التي يطلبها في المرأة؟
2) وإذا أصبح وأمسى وهو يبحث عمن تتوفر فيها شروطه ولم يجدها فإلى متى ينتظر أو متى يتنازل؟
3) هل الأفضل أن أتزوج من يرشحها لي الآخرون أم أن أختار وأبحث بنفسي؟
4) ماذا أفعل في حال ما إذا كانت أخواتي وأمي يختلفن عني في تحديد مقاييس الجمال والحياء وهدوء الطبع وغيره ؟
5) ماذا لو لم أكن أريد أن أعتمد على رأي شخص آخر في اختيار شريكتي؟
6) هل أخطئ إذا ظننت أن هناك مسافة تفصل النظرية عن الواقعية في مجتمعاتنا الإسلامية بين الحث على اختيار الصاحبة الصالحة وكون أنك لا تعرف أوصافها إلا من خلال ما يقولون عنها؟
7) ماذا لو كان وصفهم لها خاطئا، أو مبالغا فيه، أو ناقصًا؟
8) كيف أميز في هذه الأيام بين ما هو معلوم من الدين بالضرورة وما هو عرف من أعراف المجتمعات الإسلامية وما هو جاهلي ولا يصح الوثوق به في مسألة الاختيار؟
9) أنا مهندس أحب أن أتبع خطوات محددة لتنفيذ عمل ما ولا أحب أن أتبع الظن لاتخاذ قرارات بهذا الوزن أو حتى أقل وزنا. هل أتوهم إذا قلت إن طريقة الاختيار في مجتمعاتنا الإسلامية لا تزال تتسم بالعشوائية؟
10) متى يفترق الأخذ بالأسباب عن التوكل على الله في موضوع اختيار الصاحبة الصالحة؟
11) هل ستعتبرون أسئلتي هذه هراءً إذا قلت لكم إن في البلد الإسلامي الذي أقيم فيه إلى هذا اليوم من يتزوجون -وتنجح زيجاتهم بشكل ملفت-وهم لم يروا زوجاتهم إلا ليلة الدخلة. هل تصدقون أن ذلك موجود أصلا وأنه كثير؟
أنتظر ردكم بفارغ الصبر
والسلام عليكم ورحمة الله
26/8/2025
رد المستشار
ولدي..
أولا بارك الله فيك.... فأنت بالفعل مثال يحتذى لكل شاب مسلم... لما تحمله من كفاءة علمية ودينية ولعلاقتك بالقرآن الكريم ولبرك بأهلك، هذا البر الذى لم أفهمه -البر السلبي- أعني لم أفهم مقصدك منه...
طبعًا المفروض أن تستأذن أهلك قبل أن تقدم على مشروع الزواج.... هكذا تربى الأفضلون ذوو الأخلاق الحميدة.... وهذا حقهم الذى شرعه الله حين أمر بالبر والإحسان إليهم... ولكن هل والدك حين يقول: وهل سيجدون من هو أفضل منك معناها أنه غير موافق؟.
لم أشعر بذلك برغم أني حاولت تقليب نغمة الصوت على أكثر من وجه لقول هذه الكلمة... فهي من الممكن أن تعني: طبعا يجب أن يعرضوا عليك بناتهم فهل سيجدون أفضل منك، أو عندهم ألف حق ليختاروك، أو أنت بالنسبة إلى أي أب جائزة لا يريدها أن تضيع....
كلها معانٍ إيجابية فى صالحك ولكنها ليست سلبية تجاه العروس، فلماذا تتوقف عندها ولا تستكمل؟ أي لماذا لا تقول لوالدك إذن سوف أذهب لأراها وأستخير أو سأقابلها وأهلها أولا ثم لن أتخذ قراري قبل أن توافق أنت وأمي عليها.... أي شيء من هذا القبيل الذى يجعلك ابنا بارا، ولكن أيضا ابنا إيجابيا.... فما لم أستطع أن أتفهمه توقفك كل مرة عند قول أبيك؛ فالرجل لم يرفض صراحة.
ولكن ظهر من حديثك فيما بعد أنك أنت شخصيا لست مقتنعا بأي ممن تم ترشيحهن لك أو على الأقل لم تحاول أن تصل إلى أي مرحلة قناعية بالرؤية أو الحوار؛ لأنك لا تعرف ماذا تريد فى زوجتك حتى الآن.
صنفت أسئلتك فى اثني عشر سؤالا تدور كلها حول معنى واحد: لا أعرف من أختار؟ ولا كيف أختار؟
وخروجا من الإجابات الصماء على الأسئلة سأقول لك بكل بساطة: من الممكن دائما أن يقوم الجميع بالترشيحات.... لأن كل شخص يعرفك أو تعامل معك لديه نقطة أو أكثر يعرفها عنك معرفة جيدة جدا.... يستطيع أن يرشح من خلالها.... فأخواتك أو والدتك يعرفن تماما من تناسبك دينا وخلقا ومجتمعا.... قد لا يكون على دراية بمستوى الجمال والحياء والثقافة الذي يرضيك ولكن على الأقل رفعوا عنك أحد أحمال الاختيار وهذا ينطبق على أي شخص قريب منك يرشح لك عروسًا، فلم لا تنظر إلى كل من تم ترشيحها لترى هل ستتوافق معها أو لا تتوافق؟
بالطبع تستطيع أنت أن تختار بنفسك ولكن عندها يجب أن تراعي بنفسك كل النقاط الأربع إضافة إلى توافقك الشكلي والنفسي والثقافي وهذا عبء ليس بالهين كما أنه أحيانا يحدث التوافق الشكلي أولا فيصبح كالشرارة التى تغطي على كل عقل... وربما تجد نفسك في الموقف الذي تخاف منه أن ترفضها أمك مثلا؛ لأنها تراها بالعقل.... فلم تجد فيها كفاءة اجتماعية ولا عائلية مثلا.
إذن يا ولدي نخلص من ذلك بأنه لا عيب إطلاقا في وجود شروط، ولكن لا تكثر منها وكن واقعيا وانظر ماذا تستطيع أن تقدم لتحصل على ما تريد.... كذلك لا تعتبر أن خوض أي تجربة لفتاة رشحها أستاذ أو شيخ فيه إساءة أدب مع الوالد أو الوالدة أعزهما الله وإنما هو ممارسة لحقك الطبيعي في حدود البر وكما اتفقنا لم أر رفضا قاطعا أو لعنة صبها أبواك إن أكملت السعي في الموضوع ولا ضير أن تنظر إلى كل من ترشح لك.... فهذا أفضل وأحسن سبيل للوصول إلى شريكة الحياة.... ورتب أولوياتك وقدر إمكاناتك واستخر دائما.
واقرأ أيضًا:
عند الاختيار.... فتش عن التكافؤ وتجاهل الانبهار
رمضان واختيار الزوجة
في عالم النساء.... حائر وعاجز عن الاختيار