أما بعد.. أودّ منكم إعلامي إذا كنت قد أصبت بجوابي لولدي ذي التسع سنوات عندما أتاني يومًا، وهو يشرح لي كيف تتم العلاقة الزوجية وكيف تتم العملية الجنسية، وبالتالي يأتي الأولاد.. حدث ذلك العام الماضي، وكان في الصف الثاني الابتدائي، وجاء يخبرني أنّه يعلم كيف أصبحت حاملاً، حيث أنني كنت حاملاً في شهري الأوّل آنذاك، قلت له: كيف؟ فبدأ يشرح لي كيف يتم التواصل بين أعضاء الذّكر مع الأنثى.. سألته من أين لك هذه المعلومة؟
فردّ قائلاً: من تلاميذ معي في الفصل، قلت له: نعم "يا ماما"، ولكن طبعًا يحب أن تكون العملية تلك بين المتزوجين فقط، ونحن المسلمين حرام أن نفعل شيئًا يغضب رب العالمين منّا، و"السكس" بدون زواج يجعل الله يغضب منّا، فرد وسألني: "طيب يعني أنت وبابا بتعملوا سكس"، فرددت عليه وأجبته بكل برود وبساطة: "طبعًا ماما.." لكن كيف بدّوا يكون عندنا ولاد حلوين مثلك.
والآن هل أصبت وأشبعت فضوله؟ علمًا بأن له ابن عمّته يكبره بسنتين وهو صديقه الوحيد، أخبرتني والدته أنّه لا يعلم بمثل هذه الأمور وهو صريح معها ويخبرها بكل شيء.
وسؤالي: هل أصبت بإجابتي على طفلي؟ وكيف أتعامل معه عندما يبدأ مرحلة المراهقة؟ وكيف أتنبّه عندما يبلغ؟ وماذا يجب عليّ فعله إذا ما أحسست أنّه لا سمح الله يمارس العادة السرّية؟ وخوفي هذا أتى مبكّرًا.. نعم، ولكنني من قراءة الكثير من المشاكل التي تم ردكم عليها بدأت أقلق من الآن،
علمًا بأن لديّ ولدين غيره 6 سنوات، وولد ذو 3 أشهر. يعني نصيحتكم سوف تفيدني بإذن الله تعالى مع إخوته أيضًا إن شاء الله تعالى.
وشكرًا على رحابة صدركم.
15/02/2025
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
سؤال ابنك ليس بالغريب من أطفال اليوم والحق يُقال بأنك تعاملت مع سؤاله بطريقة صريحة وهادئة. السؤال الذي وجهه يسأله الكثير في هذا الزمن وإن لم تجيبي عليه بصدق سيحصل على الجواب من مصادر أخرى.
هذه الأيام وفي مراحل التعليم الابتدائي هناك التأكيد على التواصل المفتوح والحرص على شعور الأطفال بالراحة في التحدث مع ذويهم عن أي شيء. في المستقبل حاولي الإجابة عن أسئلته بصدق وبلغة مناسبة لعمره.
هناك الحاجة إلى الثقافة الجنسية المناسبة عند التحدث عن العلاقة الزوجية أو الموضوعات المتعلقة بالجسم، واستخدام المفاهيم الصحيحة والمناسبة لعمر الطفل، مع التأكيد على القيم الدينية والأخلاقية. ولكن أيضاً في غاية الأهمية تعليم الأطفال أهمية احترام حدود أجسامهم وأجسام الآخرين، وناقشي معه أهمية الاستئذان والخصوصية.
عندما يقترب ابنك من مرحلة المراهقة، لا تتردي في الحديث عن التغيرات الجسدية والنفسية التي ستحدث، وذلك بشكل تدريجي وبدون إحراجه. أما عن موضوعات مثل العادة السرية أو التصرفات الشخصية، كوني داعمة ومرشدة بدلًا من أن تكوني ناقدة أو صارمة. يمكنك توضيح منظورك بشكل هادئ ومفهوم.
اتخاذ هذه الخطوات يمكن أن يساعد في تربية أبنائك بما يتناسب مع القيم التي تؤمنين بها ويساعدهم على فهم الأمور بشكل صحي وآمن.
ما فعليه هو عين الصواب واحرصي أيضاً على تشجيعه الانتباه إلى فعاليات متعددة تتناسب مع سنه.
واقرئي أيضا:
الممنوع والمسموح في النقاش مع الطفل م. مستشار1
2 من أولادي على وشك البلوغ!
التربية الجنسية والطفولة
التربية الجنسية (3) مرحلة البلوغ (1-2)