وسواس الكفر... لم أعد مقتنعاً أنه وهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أشكر القائمين على هذا الموقع المفيد أنا أحمد من الأردن 28 عاماً كنت أعأني وسواس الطهارة ووسواس الكفر منذ سنوات، ولكن مؤخراً قبل شهر ونصف حدثت الكارثة حيث بعد قرائتي لفتوى تقول إن التوبة العامة هي الراجح أنها كافية وليس بإجماع ويوجد عدد قليل من العلماء يقولون إنها ليست كافية وإنما على الإنسان أن يذكر ذنبه ويستحضره ليتوب
فأصبحت أحفظ كل وسواس كفري لأتوب عنه ثم عندما آتي أتوب يقول لي قد يكون هناك سب لم تتذكره فتذكره ثم أحاول أن أتذكر فآتي بمسببات أخرى وكفريات جديدة حتى سببت الله تعالى بكلام لا يجرؤ فرعون على قوله أكثر من 500 مرة كل هذا لكيلا تفلت مني مسبة بدون توبة فبقيت أسب الله تعالى وقتا طويلا ثم ندمت وقررت التوقف وقلت مستحيل إن هذا سبيل التوبة ولكن كانت توبة متأخرة فقد تدمر قلبي وأصبح أسودَ واشتد علي الوسواس منذ ذلك الحين وأصبح يسب الله تعالى كثيراً
ثم أني خلال تلك الأيام التي كنت أسب الله تعالى فيها أدخلت نفسي في أسئلة غريبة وأفعال غريبة هذه الأسئلة والأفعال لا أستطيع قولها خشية أن أكفر لكني أحس أن فعلها كفر وتركها كفر والتوقف فيها كفر فمإذا أفعل؟؟ عندما أتأني الشيطان بالأسئلة لم أستعذ بالله وأنته، بل استرسلت معه! فما توجيهكم لي؟
1- الآن أنا لم أعد مقتنعاً أن الذي معي وسواس بل أصبحت أخاف أنه تهديد حقيقي على إسلامي وما الفرق في العلاج بين الموسوس الذي يسخف من وسواسه ويعرف أنه وهم وبين الذي يراه تهديداً حقيقيا؟
2- تقولون في هذا إن الموسوس لديه حصانة من الكفر فما السند لهذه الجملة من القرآن والسنة أو على الأقل من أقوال العلماء؟حيث إن الذي أعرفه أن المجنون جنون كامل هو الذي لا يكفر أما الموسوس فجزء كبير من عقله سليم؟
3- عندما آتي لأتوب يقول لي مإذا عن الأسئلة والأفعال التي أدخلت نفسك بها فتركها كفر وفعلها كفر فمإذا ستفعل يا أحمد؟
إني في ضيق لا يعلمه إلا الله،
جزاكم الله خير الجزاء وشكرا لكم
20/6/2025
رد المستشار
الابن المتصفح الفاضل "أحمد" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك وإن شاء الله متابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
قد يكون من بين الفقهاء من رأى أن التوبة العامة ليست كافية وأن على الإنسان أن يذكر ذنبه ويستحضره ليتوب توبة خاصة! لكن ما تعلمناه من سيد الخلق عليه الصلاة والسلام وأمرنا أن ندعو به كان استغفارا عاما من كل الذنوب والأحاديث في ذلك كثيرة.... الوحيد الذي لا يكفيه ذلك هو الموسوس الباحث دائما عن الأحوط! في حين أن ما يجب عليه شرعا هو الأخذ دائما بالأيسر!
ذكرتني بمريضات كن يحفظن أو يسجلن كل حلف (يمين) يحلفنه أثناء أحاديث ومعاملات اليوم العادية ليستغفرن عنه لاحقا، ولكن ربما كانت حجتهن الخوف من النسيان وعدم الاستغفار عن المنسي من تلك الأيمان، أما أنت فأمرك عجيب لا أرى لك مبررا إلا البحث المحموم عن الأحوط! فتحمل نفسك ما لا تطيق وتعجز عن الحمل!
لا وجود لتهديد حقيقي على إيمانك (ما دمت تحمل تشخيص اضطراب وسواس قهري الكفرية)، والحقيقة المهمة هي أنه لا وزن فقهيا لكل مشاعرك وأفكارك الكفرية السابقة واللاحقة لأنك غير مكلف بالدفاع عن إيمانك ضد الوساوس التي لا تملك لها دفعا إلا بالتجاهل!
وأما مقولة إن الموسوس لديه حصانة من الكفر، فإنها بالأصل عبارة لي شخصيا قلتها بناء على فهمي المتواضع للفقه وأصوله، وفهمي العميق لآليات عمل الوسواس القهري على عقل المريض، لأجل التعبير عن الوضع الشرعي لمريض وسواس قهري الكفرية (الكفر، الشك العقدي، الشرك، الاستهزاء....إلخ كل معاني الكفر) فهو مهما جائته الوساوس الكفرية كخواطر أو كصور ومهما شعر أنها منه وبإرادته وليست من الوسواس ومهما شعر أنه يحبها أو ينشرح لها صدره، أو استجلبها أو استرسل معها أو نطق بها أو حتى صاح بها.... إلخ. لا يكفر، فشبهت ذلك الوضع بالحصانة ضد الكفر، قلت ذلك على استحياء في متابعة "ماهيتاب": وسواس ماهيتاب من التحرش حتى الكفرية م ثم قلتها بوضوح أكثر في إجابة: وسواس الكفرية: رقم 14 وآيات الوعيد
ثم كررتها في مشاركتي على إجابة لرفيف: وسواس الكفرية: بين التلفظ والقلب والنية! م. مستشار
بالنسبة لي كنت مطمئنا تماما إلى أن مراجعة د. رفيف الصباغ -يرحمها الله لما أكتبه وينشر بشكل يكاد يكون يوميا (يرحمها الله كانت تقرأ إجابات كل المستشارين وتصوب فقهيا ما تراه غير صائب)، وأما مسألة السند لهذه الجملة من القرآن والسنة أو على الأقل من أقوال العلماء؟ فالواقع هو أن السند الموجود لدي هو سند قرآني للمعنى وليس للجملة بحروفها، والسندُ للمعنى -وعلى سبيل المثال لا الحصر- هو قوله عز وجل في محكم التنزيل (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) صدق الله العظيم تخيل أنه بهذه البساطة يا أستاذ "أحمد"!! رد الكفر وصده والتبرؤ منه ليس باستطاعة مريض الوسواس القهري، والذي سيبقى تعذبه الوسوسة بالكفر ويشقى متسائلا عن حكم ما يحدث له وعن مدى مسؤوليته عنه إلخ ذلك مما تمتلئ به صفحات الموقع فنقول له ببساطة الوسوسة بالكفر تعطيك حصانة ضد الكفر ممتدة.
وردا على قولك (الذي أعرفه أن المجنون جنون كامل هو الذي لا يكفر أما الموسوس فجزء كبير من عقله سليم؟) فعندك حق أن الموسوس ليس مجنونا جنونا كاملا ولذا فإن معنى إسقاط التكليف عن مريض الوسواس القهري يختلف عن معنى إسقاط التكليف عن الذهاني أو القاصر معرفيا وقد بينت ذلك من قبل في إجابة: الوسواس القهري: معنى سقوط التكليف!
أما ماذا ستفعل يا "أحمد"؟ فافعل ما كنت تنوي فعله ولا تقم للوسواس أي وزن، تجاهل تماما، وابحث عن التشخيص الكامل والعلاج المتكامل لحالتك المرضية، في أقرب مكان يقدم خدمات الصحة النفسية.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.
ويتبع>>>: وسواس الكفرية: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها! م