أعرض مشكلة صديق لي زوجته مدرسة وهي بحاجة مستمرة لخادمة -والخادمات الآسيويات في الغالب منحرفات أخلاقيًّا- فما أن تسنح لها فرصة إلا وعرضت كل ما لديها على الرجل، ولا يخلو الحال من دخول الرجل إلى بيته في غياب زوجته، إما أنها في المدرسة أو عند الجيران أو في السوق.
وفي كل مرة يقع هذا المسكين في خطأ شنيع مع الخادمة، والخادمة لا ترد الرجل عن شيء، ثم يندم ويتوب ثم يعاود وهكذا،
وهو يعيش في حيرة من وجود هذا الإثم المقيم في بيته والذي يجذبه من داخل بيته ليل نهار. فما الحل؟
12/7/2025
رد المستشار
المرسل الفاضل، ظاهرة عمل الخادمات من دول شرق آسيا: إندونيسيا – وماليزيا – والفليبين ظاهرة منتشرة في دول الخليج خاصة، وبدأت تتسلل إلى بقية الدول العربية مؤخرًا لضرورة ولغير ضرورة. وبعيدًا عن تحليل هذه الظاهرة بسلبياتها وإيجابياتها فلا مفر من التعامل معها كأمر واقع نحاول التكيف معه، وترشيده ومراجعة مدى حاجتنا إليها بحسب كل حالة على حدة.
بدأت رسالتك بقولك: الخادمات الآسيويات في الغالب منحرفات أخلاقيًّا.
وأقول: إن تعميم صفة على مجموعة من البشر بسبب جنسياتهم وانتمائهم لطائفة ما خطأ لا يصح أن نقع فيه، وقد تكون هذه الصفات في بعض الخادمات وفق ثقافتهن وديانتهن من اتخاذ أخلاء؛ نظرًا لما يعم مجتمعاتهن من فوضى أو تحلل، ولكن هذا لا يعني أن كلهن كذلك، وإن كان يشيع لديهن في بلادهن أن المطلوب منهن أن يكنّ مثل الجارية بالنهار وبالليل!
وأختلف معك مرة أخرى في اعتقادك أنهن المسؤولات وحدهن في التحايل على مخدوميهن من الرجال، نعم، إنهن فتنة، ولكن الوقوع في الزنا عمل مشترك، ليس المسؤول عنه طرفًا دون الآخر، فلا مبرر لرجل يعود لمنزله في غياب زوجته العاملة مع علمه بوجود خادمة، إنها خلوة، وبخاصة أن الزوجات العاملات في الدول الخليجية يعدن للمنزل مبكرًا؛ نظرًا لطبيعة عملهن هناك، ولكن بعيدًا عن الخوض فيمن هو المسؤول؟!
أقول لك: إن معظم هؤلاء الخادمات لديهن قناعة مسبقة، وهي أنهن لكي يحافظن على عملهن ينبغي أن يفعلن هذا!!، وأقول: إن من أراد أن يكون لديه خادمة تعمل في المنزل وتقيم لسبب أو لآخر يجب أن يضع ضوابط تحكم علاقة الخادمة بمخدوميها بما لا يضر دينهم أو دنياهم، وأن يظهر لها عبر صيغة العيش أنه ليس مطلوبًا ولا مرغوبًا أن تبذل عرضها مقابل استمرارها في عملها،
ومن هذه الضوابط:
1- البحث عن عاملة متزوجة، مسلمة ملتزمة بالزي الإسلامي وهن كثيرات – من الإندونيسيات الماليزيات، والسيريلانكيات، ويلزم تمكينها من السفر لأهلها مرة كل ستة أشهر في السنة على الأقل لا كما يحدث.
2- تحديد المناطق التي تتحرك فيها الخادمة بعد عودة رب المنزل للبيت، فلا تدخل حجرات النوم أو ترتاد أماكن وجود الرجال في حضورهم إلا بعد استئذان وعند الضرورة.
3- ضبط العلاقات الاجتماعية بين الخادمة وأهل المنزل، بمعنى أن يكون تعاملها شبه الكلى مع ربة المنزل فقط، فلا يكون هناك مجال بين الخادمة ورجل البيت أو الأبناء إلا في الضرورة، أما الحالة التي ذكرتها فأحسب أن الحل الوحيد هو الاستغناء عن هذه الخادمة فورًا، والبحث عن أخرى تحمل الصفات السابق ذكرها مع تطبيق النظام المبيَّن.
وأكرر أنهن كثيرات، ولكن قد لا يقدم على العمل معهن الكثيرون، إما بسبب الحرص على المظهر الحسن للخادمة كوجاهة اجتماعية أو تفاخر أو لأسباب أخرى!!!
ولكن هذا أفضل الحلول للمضطر الذي يريد أن يسلم من الحرام، "والسلامة لا يعدله شيء"، والأصل أن تجتهد كل زوجة وأم في رعاية بيتها بنفسها مع بعض العون المؤقت، والله المستعان.
واقرأ أيضًا:
طارق والخادمة الإندونسية
الخادمة إندونيسية والسائق فلبيني أو هندي
نشأت على الخادمة كيف تعيش في إسبانيا؟