وسواس الكفرية: لا نصيحة ولا نَصوح فلا حاجة للتوبة! م

رد المستشار

الابن المتابع الفاضل "م.م" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
 
تقول في إفادتك (بعد أن أصبت بالوسواس تذكرت ذلك الموقف وقرأت أن سب الدين كفر فنطقت الشهادتين واغتسلت) أليس يفهم من ذلك يا "م.م" أنك حين سببت الدين لزميل الجامعة أثناء الشجار لم تكن تعرف أن سب الدين كفر، ولابد لمن يحكم بكفره أن يكون عارفا مدركا أنه يكفر ليس هذا فقط، بل ويصر على ذلك الكفر أين مثل هذا منك؟؟! في حالتك لا يتعدى الأمر كونه ذنبا يكفيك الاستغفار منه، لأن الخروج من الدين ليس أمرا هينا يمكن أن يحدث دون وعي من الشخص، لاحظ أن كل هذا قبل أن تصاب بالوسواس القهري،
 
أما كلام طبيبك أو معالجك السلوكي عن أن مريض الوسواس عاقل ومدرك وفي كامل الأهلية، وهذا مرض عصابي وليس ذهاني وعقلي، فهو كلام صحيح تماما مثلما هو في الكتب التقليدية التقسيم القديم إلى عصابي مقابل ذهاني أو نفساني مقابل عقلي وبينما الذهاني أو العقلي فاقد الأهلية فإن العصابي أو النفساني كامل الأهلية، لكن من يتخصص في علاج مرضى الوسواس القهري عادة ما يقول كلاما مختلفا..... وعلى كل فإن المطلوب هو فقط إضافة جملة استثنائية بسيطة جدا لتصبح العبارة (مريض الوسواس عاقل ومدرك وفي كامل الأهلية في غير موضوع وسوسته) ولهذا أسباب واضحة ومثتبة علميا لكن لا يمكن شرحها هنا فاقرأ إن أردت التفاصيل سلسلة مقالات: الوسواس القهري: الشك وعمه الدواخل(1-3)
 
إذن فمريض الوسواس عاقل ومدرك وفي كامل الأهلية في كل شيء إلا في موضوع وسوسته وما يتعلق به، وبالتالي يسقط عنه التكليف في موضوع وسواسه، وقد شرحنا ذلك أيضًا من قبل في إجابة: الوسواس القهري: معنى سقوط التكليف! وأيضًا في إجابة: الوسواس يسقط التكليف: قول شاذ!  

أخيرا نتفق تمام الاتفاق مع معالجك أنه ليس عليك أن تعيد وندعو الله أن يوفقكما في رحلة العلاج.
  
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.

المستشار: أ.د وائل أبو هندي