أتمنى الوصول لمرحلة السلام مع نفسي والهدوء الداخلي
أنا مصرية مقيمة بجدة ومتزوجة من حوالي 16 سنة عندي 3 أولاد أكبرهم بسن 15 أصغرهم 5 سنوات المهم عانيت كثيرا من الوحدة الشديدة والغربة وترك زوجي لي لانشغاله أو لنومه الكثير حيث أنه من محبي النوم جدا كان يتركني باليوم الكامل وهو نائم وأنا فعلا وحيدة لا أصحاب ولا جيران إلى أن عرفت النت وعرفت الشات ومن خلاله تعرفت على أشخاص عديدين كنت أتكلم لمجرد الكلام وكان كلام محترم بحدود التعارف لا أكتر ولا أقل وكنت قد كلمت أحد الشخصيات المحترمة ذا مركز مرموق بالجامعة الأمريكية بمصر.
المهم تكلمنا كثيرا بشتى الموضوعات وتعارفنا فعلا وارتاحت نفوسنا لبعضها ويمكن حصل مشاعر من الحب والارتباط النفسي به ونزلت مصر وقابلني وكانت بيننا مشاعر فياضة اهتمامه بي واتصاله الدائم بي بالتليفون والاطمئنان عليّ أكثر من مرة باليوم جذبني أكثر له وتقابلنا فعلا أكثر من مرة كل مرة يزيد حبي وإعجابي به وتعلقي بتلك الشخصية الهادية العطوفة وأؤكد فعلا أن اهتمامه بي ومشاعره التي كان يوضحها لي غير عادية ولا أخفي عليكم أني كنت مشرفة على الإحساس بعجز المشاعر ومع ذلك الشخص أحسست أني رجعت بالعمر وبقيت شباب واهتممت بنفسي وأصبحت حتى ملامحي مختلفة.
وقضينا معا أوقاتا جميلة فعلا وعرفته على والدتي وإلى قرب ميعاد سفري وكل الاهتمام والحب أظهره لي ولا أخفي عليكم وأنا كلى أسف أنه حصل بينا لقاء جنسي وأنا مش عارفة حصل ازاى لكنه حصل للأسف والى أن جاء ميعاد سفري وهو يسأل عنى ويقول لي أنا لا أستطيع الاستغناء عنك وأود الارتباط بك لو ظروفك تسمح وهو الآن وأنا بجدة وهو بالقاهرة نتحدث عبر النت ويراسلني بالميل ويقول لي أريدك وأحتاجك ومنتظرك بفارغ الصبر ويريد أن تكون بينا علاقة ما وأنا لا أريد ذلك بداخلي لأني أندم كثيرا على ما حدث من أخطاء ولكنى أحبه فعلا ولا أستطيع أن أمنع نفسي من أن أفكر فيه وأحتاج إليه لكن بنفس الوقت أتمنى أن أشفى منه وأنساه وأترك تلك العلاقة التي أعلم أنها حرام بس مش عارفة فعلا مش عارفة كل يوم يمر أشتاق له فعلا أحتاج له أكثر مع أن زوجي ولا أخفي عليكم بعد ما رجعت من السفر تغير واهتم بي وأظهر لي فيضا من الحب والمشاعر بداخله فعلا أتمنى أن أشفى من ذلك الرجل وذلك الحب بس ازاي الله يخليكم قولوا لي ازاى واهتموا برسالتي لأني فعلا مريضة جدا من مجاهدتي لنفسي ومشاعري ومش عارفة أعمل إيه وآسفة على الإطالة أنا والله أهتم ببيتي وأولادي ومش مقصرة أبدا لا بحق زوجي ولا بيتي ولا الاهتمام بالأولاد لكن المصيبة بنفسي وبداخلي ازاى أوصل ثاني لبر الأمان وأنسى وأتوازن نفسيا وإيه إللي يخرجني ويقويني على كبح جماح مشاعري أتمنى الرد ولكم جزيل الشكر.
21/9/2005
أتمنى أن من يحل لي مشكلتي بس يتسع صدره لي أعلم جيدا أني خطاءة بحق نفسي وزوجي الطيب الحنون وبحق أولادي بتلك المشاعر إلى والله غصب عني أشعر بها فعلا أتمنى أن يقدم لي يد العون لأنجو بنفسي من تلك العلاقة والحب غير الشرعي والله أنا فكرت الطلاق لكن بتفكير منطقي وبصراحة مش عارفة على الرغم أني فعلا أشعر بمشاعر غير عادية لذلك الشخص إلا أني بنفس الوقت لا أشعر بالاطمئنان وأشعر أنه يريدني عشيقة له يمارس معها ما يحلو له من جنس وأنا لحبي الشديد له أكيد أتمنى أن أرضيه بأي وسيلة والله ما حصلش بينا أي شيء شاذ لكن فعلا أنا مش عارفة أعمل إيه أنا كنت الأول أصلي ومتدينة وقمت بالعمرة والحج وكنت على طريق الله إلى أن كلمته وقابلته وكنت بتلك الفترة أعاني فعلا الإهمال الشديد من زوجي وعدم مبالاته بي حتى أني شكيت بنفسي وبقيت أبص بالمرآة يمكن بقيت وحشة أو ملامحي بها شيء ما رجعتش لي ثقتي بنفسي فعلا إلا مع ذلك الشخص أنا فعلا نادمة بس مش عارفة اخرج المشاعر والحب والاحتياج له من قلبى ازاى أريد فعلا أن أشفى منه بجد ساعدوني واعلم أني مخطاءة واستغفر الله كثيرات حتى يسامحني ويشفيني من ذلك الحب اللي مش عارفة حا يوصلني لفين.
المهم أننا دلوقت كل ما نتكلم بالنت يبقى مشغول جدا وما يكملش حديثه إللي يبقى كله شوق وهيام واحتياج لي ويبين أنه منتظر رجوعي بفارغ الصبر لكن داخليا أنا مش مصدقاه بس مش عارفة أعمل إيه أدركوني فعلا وقولوا لي أعمل إيه وازاي أخرجه من عقلي وقلبي والله أنا طول سنوات زواجي زوجة مخلصة محبة أعاني من إهمال زوجي الشديد وتقصيره الشديد معي دون شكوى إلا بس من سنة عندما ابتدأت الحديث على النت وقابلت ذلك الرجل الزى احتواني وقدر مشاعري واهتم بي مش لاقية حد أثق فيه ولا أحكي له لأني أعاني فعلا من الوحدة الشديدة وعدم وجود أصدقاء مخلصين وصحبة طيبة تعين الواحد وتقدم لي المشورة الصالحة أتمنى أني أجدها فيكم
ومنتظرة بفارغ الصبر ردكم.
وشكرا لكم
22/9/2005
رد المستشار
السيدة "أمل"
تحية طيبة:
لقد قرأت الرسالة عدة مرات وحقيقة ما ورد فيها يدل على مشكلة فيها نوع من الخطورة لكونها تتعلق بالبناء الأسرى والتمسك بالقيم والأعراف والدين وإن ما قمت به لا يختلف اثنان عليه، أنه ارتكاب المحرمات (جريمة الزنا) يصنفها الدين والعرف والتقاليد، ولا يمكن أن نتعامل معك على أنك قاصرة العقل والعلم، لكون عمرك تجاوز 38 سنة وتحصيلك الجامعي وخبرة الحياة هي أكثر من أن تقع فيه امرأة بهذا المنزلق الخطير.
إن الهدف من الزواج هو تحصين الفرج وتكوين أسرة وهو متحقق لك ولكن للأسف خرقت حصانة الفرج بتسليم جسدك أمام نزوة إن اعتبرتها عابرة جعلت الندم يلقي بضلاله على حياتك ويقلبها من حياة روتينية إلى حياة يوشحها القلق والحيرة والندم على هذا العمل الذي يغضب الرب قبل العبد، نتيجة لعواطف زائفة مارسها كل منكما على الآخر.
وهذه العواطف الزائفة ألقت بأمواجها المحملة بالخسة والضحالة في شاطئ الرذيلة ولكي تعيدي نفسك إلى جادة الصواب وروحك إلى الطهر والنقاء التي فطرت عليها ولكي تحظي باحترام ذاتك على اقل التقدير لابد من اتباع ما يأتي وقد أكون لأول مرة حينما أقدم استشارتي فيها نوع من صيغة الأمر لكون هذا الموضوع في عرضه يعد مشكلة غير تقليدية لذلك أتتمنى من السيدة أمل القيام بما يأتي:
1 – قطع علاقتك بهذا الرجل فور وحاولي تبديل رقم التلفون الشخصي وبريدك الإلكتروني من لأنك ربما لا زلت تحت مخدر الكلمات المنمقة التي تجول في رأسك وتقولين أني أطلب منك المستحيل ولكن دعيني أضع مجموعة من الأسئلة الافتراضية لعلك فيها تجدين ما يقنعك بالكف عن الاتصال بهذا الرجل.
هل سألت نفسك أن مصير علاقتك ستؤدي إلى الزواج؟ ربما تقولين نعم وأنا أقول كيف السبيل إلى ذلك؟ ستقولين سوف أطلق من زوجي الأول وأتزوجه، وكأنك تأخذين الأمور ببساطة وسذاجة أنسيت أن لديك أطفالا من عمر 15 سنة فما دون لمن تتركينهم؟؟ هل هذا شعور أم؟ أين الحنان؟ وأين الشفقة؟ إذن ستتركينهم بدون رعاية وهم في عمر أحوج ما يكونون فيه لك وهذا يخالف إنسانيتك.
وهل تتوقعين من رجل وطء امرأة وهي على ذمة رجل آخر أن يتخذها زوجة؟... أنا أقول لك سوف لا يحصل ويبقى همه الأول والأخير مزيدا من المعاشرات الجنسية غير الشرعية، وحتى لو افترضنا أنه يتزوجك طبعا بعد طلاقك وتفريطك بأبنائك هل تتوقعين أنه سيثق بك بعد ما سلمت شرفك له وأنت في ذمة رجل سيقول في نفسه ستمارس الجنس مع غيري وتبقي حياتكما الزوجية الثانية حياة تشبه الجحيم.
وأنا أذكرك بقول الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام (العقل حسام قاطع فقاتل هواك بعقلك)وإذا افترضنا جوابك أنه لا يتزوجك وليس هناك تخطيط حقيقي للزواج مجرد كلمات خادعة
ربما يكون جوابك على السؤال الخاص بالزواج بـ كلا، إذن ما هو تفسير الاستمرار مع هذا الرجل بعد أن ضحك عليك ونال منك أعز ما يمكن أن تحترم المرأة من خلال الالتزام به وهو الشرف أتقبلين أن توصفي (اسمحي لي بذلك لغرض النقاش) بأنك امرأة تمارس الدعارة وأنك من الساقطات أنا متأكد 100% أنك لا تقبلين ودليل ذلك أنك التجأت لمن يساعدك في تجاوز محنتك، إذن لابد أن تغلقي جميع خطوط الاتصال معه
2- أنا أعتب على والدتك كيف سمحت بهذه المعرفة ويفترض أن توقفك عند حدك
3- كما ذكرت في الرسالة هناك تغيير إيجابي من زوجك ومادام يتطور نحو الأحسن استغلي ذلك وارضي رغباتك الجنسية وفق ما حلل الله لك وابني علاقات طيبة تعتمد على المودة والرحمة وترميم بيت الزوجية وكوني صمام أمان لنفسك فلابد من تزكيتها وتطهيرها والسمو بها عن الشهوات الدنيوية والغرائز الفطرية وأكثري من الاستغفار واسألي الله سبحانه وتعالى التوبة وتهيئي لصوم شهر رمضان واعتبريه بداية جديدة لإصلاح ما أفسدته وابدئي بعملية التغير من داخل نفسك (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) فإنك مطالبة اليوم بترويض نفسك والحد من الغرائز الهائجة، ولا تجعليها تعبث فيك وتسير حسب ما تريدين أو ترغبين من شهوات شيطانية.
4 – بما أنك خريجة كلية استغلي هذا المستوى الثقافي لتنشئة أبنائك تنشئة صحيحة فبدلا من الدخول في مواقع المحادثة والمشكلات التي ترتبت عليها ادخلي مواقع اجتماعية تساعد على تربية الأبناء التربية الصحيحة لكي تحصني أولادك ولكي لا تتكرر أخطاؤك مع أبنائك وكوني أما حريصة لا كما فعلت والدتك حينما رأتك تلتقين مع شخص لا يمت لك صلة ولم تحرك ساكنا.
5- إن العمل الذي قمت به ليس من الأعمال الهينة لكونه يرتبط بالرباط المقدس (الزواج) وإن عملك خيانة للثقة والأمانة والشرف ولكي يصلح الله حالك فلابد المواظبة على الصلاة وقراءة القرآن لكي يخفف على ما أنت عليه الآن.
للأسف كنا نركز في الجلسات العلمية والمحاضرات على أهمية تعليم المرأة والتحصيل العلمي لكي يكون بيدها سلاح تقاوم الإغراءات ولكي لا يضحك على عقلها من لا إنسانية له سوى إشباع غرائزه الحيوانية وحتى لو كان على أساس هدم أسرة مستقرة نوعا ما من خلال توغل الشيطان لهذه الأسرة مستغلا الفتور العائلي.
6 - يا سيدتي أعيدي حساباتك ولو كان هذا الشخص جادا معك لعمل خطوات إجرائية، فيبدأ بطلب الطلاق من زوجك الحالي والزواج منك ولكن مادام فعل الفعل الشنيع فأنا متأكد أن هدفه جسدك فقط وليس روحك لذلك اختصر الطريق ونال ما كان يحلم به منك وتركك تعيشين هذه الأزمة، ولو كان هذا الرجل الذي تعرفت عليه لديه دين لتذكر قول الله سبحانه وتعالى {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى}طه131، ولم يفعل هذه الفعلة الشنيعة معك.
وختاما أسأل الله العلي القدير أن يمنحك الصبر لتجاوز هذه المحنة وأن تتعلمي درسا بأن الحرية الشخصية ليست مطلقة وأنك تستطيعين أن تفعلي ما تشائين، بل إن عملك يعرض المجتمع إلى تفكك أسري ولو حصل الحمل لاختلطت الأنساب لذلك أدعوك إلى الكف عن هذه التصرفات وتوبي لله توبة نصوحة.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك، وصلتنا مشكلتك على مرحلتين في يومين متتاليين كما هو مبين، وأرسلنا الجزء الأول منها إلى الدكتور عبد الحسين الجبوري ووصلنا رده في اليوم التالي أي في نفس يوم وصول الجزء الثاني من مشكلته، وأحسب أنه لو قرأ الجزء الثاني من الإفادة لكان أقلَّ قسوة عليك، وأنا لا أقلل من فداحة ما انزلقت إليه ولكن فقط أذكرك بأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وأحيلك إلى بعض ما يفيدك من روابط على مجانين فاقرئي:
وسواس الحب بحذافيره
وسواس الحب بحذافيره: مشاركة
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بأخبارك الطيبة.