الأم في دور الأب كم تعاني
إجابة عن تساؤلاتكم
بسم الله الرحمن الرحيم، الأخ الدكتور أحمد الموجي، سلام الله عليك.
لقد كان كلامك وكأنه يلامس ما في قلبي من أحاسيس وأعراض للمرض فعندما وجدت تجاوبا منكم لرسالتي الأولى فسأشرح لكم حالتي بالتفصيل أنا أعيش منذ الصف العاشر لوحدي لأن أهلي يعيشون في السعودية وأنا أدرس في سوريا ومنذ ذلك الحين كنت أعاني من خوف شديد لأني لوحدي أولا وثانيا لأني أريد أن أحصل على أفضل الدرجات العلمية لذا نشأ عندي بذرة الخوف من كل شيء (الخوف من الظلام والخوف من الفشل دراسيا) ولذا تراكم الخوف في قلبي وأصبح يظهر بوادره عند مواجهة أي مشكلة
ولكن بعد أن تزوجت برجل رائع جدا وهادئ جدا وحنون جدا وقوي الشخصية جدا فجعلني أحس بالأمان مع كل مشكلة تواجهني لأنه يساهم في حلها من أجل إسعادي لذلك كان يقوم بمهام الحياة من أجل أن لا يتعبني حتى بتربية الأطفال ومضى على زواجي ثمان سنوات ولم يحدث بيني وبينه أي مشاكل تذكر والفضل يعود إلى الله ثم إليه لأنه يستوعبني وأنا عصبية جدا لذا اعتمدت عليه في كل شيء وتعلقت به إلى حد الجنون وأحبه جدا حتى أني أنام وأضع صورته بجانبي
إن كلامك يا دكتور كان يلامس الحقيقة بحياتي فأنا فجأة تحملت المسؤولية كاملة وأعلمك أنه بقي شهران لعودة زوجي لعندنا وأعلمك أني أتناول الدواء الذي سألتني عنه منذ أربعة أشهر وعياره 25 ملغ ولم أتركه للآن(حبة صباحا وحبتان مساء) مع شرب نقاط للخوف تسمى هليدول(Haloperidol) ولكن للمؤسف أنها تأتيني نوبات هلع مع أني أتناول الدواء وهذا يخيفني جدا جدا.
هل أزيد الجرعة أم ماذا أفعل والٍسؤال الهام لك هل بالإمكان الشفاء من هذا المرض كليا بعد عودة زوجي مع العلم أن شخصيتي قوية جدا بالمجتمع الخارجي و متحدثة من الطراز الأول و ذات حضور اجتماعي كبير .
أما حديثك عن وجوب إيجاد دكتور يعالجني علاجا معرفيا فهذا ما أفتقده لأني ذهبت إلى دكتور نفسي و لم يفعل سوى وصف الدواء لي وعندما أتتني نوبة هلع قوية اتصلت به فرد علي بعصبية كبيرة وقال لي ابحثي عن دكتور غيري.
أرجوك يا دكتور أن تساعدني فأنا أم لثلاثة أطفال ولا استطيع القيام بواجباتهم وواجبات المنزل
فماذا أفعل. ولكم الشكر الجزيل.
الرجاء الرد العاجل. وشكرا
مع تمنياتي بالسعادة
16/10/2005
رد المستشار
الأخت الصديقة "أم محمد؟
شكرا على المتابعة وعلى الثقة بالموقع وبي.
أما عن تساؤلك عن احتمالية الشفاء فهي بإذن الله مائة بالمائة إذا التزمت بالدواء الموصوف من قبل دكتور غير الذي أسلفت عنه ذكرا، فإن تحسن المريض وسمع رده عليك فهذا كفيل أن يصيب المريض بالانتكاسة المرضية.
وعن دور رجوع الزوج فهو دور كبير سيدعم حياتك ويعطيك ثقة بنفسك وسيخفف كثيرا من الأحمال التي تحملينها وكل ذلك يتطلبه علاجك.
وعن نقط الهالوبيريدول التي قلتي أنها وصفت للخوف فهذه مدرسة عنيفة في الطب النفسي مع الاحترام الشديد لأستاذية من وصفها، لكن وعلى الأقل من رأيي الصغير في السن والقدر معا أرى أن هذه النقط تصيبك بالارتباك وتشتت تركيزك وتخفض كثيرا من مزاجك وتفاؤلك.
أما إن كان لا محالة من استخدام الأدوية المضادة للذهان (وهى العائلة التي ينتمي إليها الهالوبيريدول) فهذا رأى مقبول في علاج نوبات الهلع الشديدة والتي تمتلك جذورا وسواسية متغمدة في الشخصية ولكن هناك أنواع أخرى من تلك الأدوية وتناسب ثقافتك وأذكر منها (ليبونكس Clozapine) 25مج: نصف قرص بعد الإفطار في رمضان وبعد العشاء بعده). أما الأحرى فهو استخدام أنواعا أقوى من مضادات الاكتئاب والقلق وأذكر منها بروزاك (Flouxetine) 20مج بعد الإفطار+ زانكس Alprazolam 0.5 مج نصف قرص عند اللزوم للخوف الشديد.
وأخيرا أنصحك بالاسترخاء من حين لحين واشغلي نفسك تفكيرا في قدوم زوجك ومراسم استقباله فهذا سيشتت القلق والخوف بداخلك وسيعطيك الأمل.