الدراسة..!؟
السلام عليكم؛
أنا فتاة عمري 22 سنة ومن عائلة مستواها المادي جيد جدا وأنا والحمد لله ملتزمة بصلاتي وحجابي...
ومشكلتي هي الدراسة.. فمنذ أن أنهيت دراستي الثانوية بدأت مشكلتي وهي أنني لم أحصل على نسبة تدخلني الجامعة ودخلت إحدى الكليات الخاصة ودرست تخصص الحاسب الآلي وأنهيت الدبلوم ولكنني بعد ما درست مواد التخصص أحسست أنني لا أحب التخصص ولا أقدر أن أكمل فيه وقلت لأهلي ولكنهم رفضوا أن أغير التخصص وكانوا دائما يقولون لي ذاكري واهتمي... ولكني لم أستطع لأنني لا أحب التخصص وأنهيت الدبلوم بمعدل ضعيف..
والآن أنا اكمل البكالوريوس في نفس التخصص وأنا في بداية الدراسة وأحس أنني لا أقدر أن أكمل وأثناء المحاضرة أحس بالاكتئاب والضيق وأريد أن اسحب أوراقي ولكنني عندما أرجع إلى البيت أقول سأذاكر وأنجح إن شاء الله لكي أحصل على شهادة.. مع أني لا أحب التخصص، فلا أدري ما الذي أفعله...
وإني أحس بالضيق كثيرا وفي نفس الوقت أريد أن أحصل على شهادة بكالوريوس هذا الموضوع أتعبني كثيرا لدرجة أني لا أنام ولا أقدر أذاكر والمواد صعبة علي كثيرا... أعرف أن موضوعي تافه ولكنه بالنسبة لي مشكلة كبيرة أرجو أن تساعدوني وتفيدوني..... وشكرا.
27/09/2003
رد المستشار
الأخت السائلة أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين، دائما ما نسعى نحن البشر جاهدين للوصول إلى ما نريد فلكل منا أمانيه التي يرغب في تحقيقها، ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، وكثيرا ما تفرض علينا الحياة أشياء لا نرغب فيها أو تكون عكس ما توقعنا وأحيانا نرفض ونحاول تغيير هذه الأشياء، منا من ينجح في ذلك ومنا من لا ينجح فلا أحد يعلم أين الخير، فالله سبحانه وتعالى يقول: بسم الله الرحمن الرحيم؛ {َوعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}
صدق الله العظيم (سورة البقرة الآية 216).
فقد يكون ما نكرهه أو نرفضه هو مبعث خير علينا أو نرغب في شئ يكون مصدر تعاسة دائمة ومشاكل بلا حدود، وهناك حكمة قديمة تقول إذا لم تعمل ما تحب فأحب ما تعمل، هذا بالنسبة لمن لهم أهداف سعوا لها ولم يوفقوا فإن سعيهم واجتهادهم مُقدر ولا يضيع هباء فلكل مجتهد نصيب.
أما أنت ومن رسالتك لم أستشعر أن هناك هدفا تسعين له فلو كان لك هدف لكنتِ سعيت له، من بداية دراستك واجتهدت في دراستك الثانوية لكي تصلى له ولكن هذا لم يحدث والتحقت بكلية خاصة وتخصصت في دراسة الحاسب الآلي فهل كان هذا اختيارك؟
لو كان هذا هدفك فاعلمي أن الوصول للهدف ليس سهلا ومن أجل تحقيقه يحب أن نتحمل الصعاب التي تكون بالنسبة لنا متعة وذلك فقط من أجل الوصول لرغبتنا فلا يهمنا أي شيء دون ذلك، ولكنكِ قلت أنك لا ترغبينه... إذن فماذا ترغبين؟؟؟ ما هو الشيء الذي تريدين أن تكوني عليه؟؟ هل سألتِ نفسك ذلك؟ وإذا كان هناك تخصص آخر تريدين دراسته فلماذا لم تتخصصي به من البداية.
ولنفرض هنا فرضين:
الأول: أن هناك تخصص تريدينه إذن فيمكنك أن تقنعي والديك بهدوء بأنك تريدين ذلك التخصص وأنك لا تجدين نفسك في هذا التخصص الذي تدرسينه الآن وأن هذا مستقبلك وحياتك وأن اختيارك هذا سيكون على مسئوليتك وأن ذلك سوف يسعدك.
وأما الثاني: فإذا لم يكن هناك تخصص تميلين إليه والموضوع بالنسبة لك هو مجرد الحصول على شهادة عليا وهذا هو الاحتمال الأرجح على ما أعتقد، وإذا كانت كل حجتك في عدم مواصلة الدراسة هي أنها صعبة، فاعلمي جيدا أنه ليس هناك تخصص صعب، وآخر سهل وإن كنت تبحثين عن السهل ومن وجهه نظرك هذه فلن تجديه فلكل شيء صعوباته الخاصة.
وإن كنت تظنين عكس ذلك فأنت مخطئة ثم أنت تحكمين على صعوبة دراستك لأنك وضعت هذه الفكرة في رأسك وطالما هي كذلك فلن تستطيعي تحصيل شئ لا في هذا التخصص أو غيره وسوف يحدث ما يحدث لك في أي تخصص آخر فإن بقيت على ذلك، فسوف تضيعين العام في التنقل بين الأقسام بحثا عن القسم السهل والذي لن تجديه أبدا!!
فلو كان لديك فعلا هدف وأمنية تريدين تحقيقها فاسعي لها واعملي جاهدة للوصول لها وفى هذه الحالة لن يهمك أي صعب أما إذا لم يكن كذلك فأحبى ما تعملين وحببي هذا التخصص لنفسك وأزيلي فكرة أنه صعب من رأسك وركزي في دروسك ومحاضراتك وسوف تفهمين إن شاء الله ولا ضير من أن تستعيني بمن يساعدك على الفهم كل ما عليك هو أن يكون عندك استعداد للفهم وسوف تفهمين.
ابحثي عن الجمال في أي شيء فمن المؤكد أن دراسة الحاسب بها جمال وأعتقد أن دراسة الحاسب الآلي جميلة ولها مستقبل، فعندما نصل لشيء بصعوبة تكون متعته أكبر من الأشياء التي نصل لها بسهولة، وفي النهاية نتمنى لك الخير والهداية وتابعينا بأخبارك.