مضى عصر القهر... فهل نختار؟!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
سأقص عليكم قصتي وهي كالتالي، أنا حبيت إنسانة لمدة سنتين وأهلي كانوا عارفين بالشيء هذا وصارحتهم إني بأتزوجها والكلام هذا لما كنت في الجامعة قالوا لي اتخرج ويصير خير دارت الأيام وتخرجت قالوا اتوظف كيف تصرف عليها دورت على وظيفة ورحت الرياض وقدمت لكن ما انقبلت بسبب المقابلة، قدمت على بعثة لدراسة الماجستير في الخارج قالوا لي إذا رحت راح يصير تأسيس البيت لك مرة سهل.
قلت طيب نخطبها قالوا لا روح يمكن الوضع ما يعجبك..... سافرت وكل يوم أكلمهم يقولون إن شاء لله إذا جبت شهادة ترفع الرأس أبشر.......... انتهيت بعد 6 أشهر من نصف مدة اللغة لما رجعت قالوا إذا عجبتنا زوجناك ما عجبتنا لا تفكر في الموضوع ولا تفتحه، ولما راحوا ما عجبوهم لعدة أسباب أعتقد أنها تافهة أولا أنهم يرجعون من الرياض أو بالأصح من القصيم الثاني إن بيتهم صغير ومو كبير وشكله قديم ولأسباب أخرى أن شكل البنت ما عجب الوالدة، مع العلم إن البنت ساكنة مع أمها وأخواتها في جدة مع جدهم والد أمها لأن والدها متوفى -رحمة الله عليه- وأخوها الغير شقيق في الرياض متزوج.
المهم لما حصل الموضوع دا إنهم رفضوا أنا انجنيت وقد ما حاولت معهم ما في فايدة قالوا لي خيرة وما في نصيب وكل هذا للأسباب اللي ذكرتها............. وقتها تطاولت عليهم......... والدي قال لي نحن أدرى بمصلحتك ولسنا بأعداء لك فرددت أنتم أسوأ من أعدائي وبعدها ضربني وما تكلم معي طول فترة جلوسي في جدة حتى موعد السفر كلمني في المطار بس، وأنا الآن سافرت أكمل دراستي لكن ما أنا قادر وكنت راح أرجع وألغي بعثتي وأدور على وظيفة وآخر مرة كلمت البنت تغيرت وقالت إني استرخصتها وضحكت عليها بالرغم إني كنت أتمنى لها الرضا ترضى وكل يوم بنتكلم حتى وأنا في الغربة ما قطعتها يوميا أكلمها بس ما ألومها بعد اللي حصل لها يحق لها تفكر التفكير هذا الحين قالت لي أنا ما أكلمك طالما ما في شيء راح يربطنا أول كنت أكلمك على أساس أننا راح نتزوج إذا أنت تقدر تفتح لي بيت وتحميني من أهلك وتواجههم أنا موافقة إنك تتزوجني حتى لو بدون أهلك وهي تقدر تقنع أهلها هذا كان في الفترة الماضية.
الأربع شهور الماضية الشهر الماضي جلسنا فترة طويلة ما تكلمنا وكانت مقفلة جوالها واستطعت اطمئن عليها من طرف أعز صديقاتها لأني أعرف رقم عملها بعدها اتصلت على أمها وتكلمت معها طلبت مني إني أتكلم معها لما أرجع لأن التفاهم بيننا صعب للغاية وأنا في آخر الدنيا جلست فترة شهر حتى اتصلت على حبيبتي وقالت لي أنا الآن فقت من الحلم اللي نحن عايشين فيه أنت قلت راح تعمل المستحيل وما سويت شيء لكن الآن أنا عازم النية إني أرجع أتزوجها مهما يصير،
لكن أبغى أعرف أفضل طريقة أرجع أفتح فيها الموضوع مع أهلي اللي صرت مقاطعهم مدة طويلة اللهم إلا الوالدة كل أسبوع أو 10 أيام بنتكلم مرة والسبب إني حاسس ببغض كبير داخلي اتجاه الكل لأنهم أذنبوا في حقنا بعد وعودهم الكاذبة لنا اللي ما راح ضحيتها غيرها وأنا إن شاء الله راجع خلال 10 أيام أو أسبوعين وأخذت إجازة لمدة 6 أشهر قابلة للتمديد حتى أنتهي من هذا الموضوع بأي طريقة حتى ولو رفضوا لكن اللي ممكن يخليني أضعف لما أفكر كيف ممكن في ليلة زفافي أوقف وحيداً بدون أهلي وفي نفس الوقت مستحيل أتخلى عن إنسانة مازالت تحبني وأنا متأكد من الشيء هذا بدون ما يتم طلب إثباتات يكفي أنها انتحرت يوم رفضوها أهلي ورحت شفتها في المستشفى بين الحياة والموت لو إنسانة ما تحب واحد ما تموت نفسها لأجله مهما يكون.
الشيء الثاني أنا كلمت والدة البنت لأنها كانت متفهمة وعارفة الموضوع قالت لي أنا موافقة بشرط إن أهلك يوافقوا على الأقل أمك وأبوك فأحتاج لطريقة أفتح معهم الموضوع بعد ما مر عليه سنة وشوية أحد المستشارات اقترحت علي إنه لازم أتخذ موقف قوي منهم بحيث ما أحضر لهم أي مناسبة ولا أروح لهم البيت إلا لأجل أتكلم في الموضوع هذا حتى أخرج من دائرة التحكم والتسلط اللي أهلي واضعيني فيه حتى في قراراتي المصيرية فأرجوكم بعد رجائي لله عز وجل أن تساعدوني في حل مشكلتي الوحيدة في هذه الحياة
وأرجو من الدكتور أحمد أن يقوم بالرد على المشكلة.
07/09/2007
رد المستشار
يا ولدي الكريم شكرا على ثقتك، ورمضان مبارك عليك وعلى فتاتك، وعلى أهلك أجمعين!!
دائما ما أقول أن من يريد أن يتزوج فتاة بعينها فإنه سيظفر بها إن آجلا أو عاجلا، وكذلك فإن من تريد شابا بعينه يمكنها أن تحصل عليه، ولكن ببعض الصبر والمثابرة والتخطيط.
ويبقى المشكل الأهم في الاختيار للزواج أن يكون اختيار الشاب أو الفتاة هو الاختيار السليم فعلا، والأنسب لظروف أو لظروفها، ولا يكون الأمر مجرد اندفاع وراء مشاعر حب وعاطفة قد تعمي عن رؤية الحقائق والعيوب، والنتيجة خسارة كبيرة للطرفين حين تقع الفأس في الرأس، ويصير الزواج واقعا ضاغطا، وتعاسة مقيمة بسبب سوء الاختيار.
أفضل لك أن تترك هذه الفتاة من الآن، ورغم كل شيء جرى لها ومعها، إن لم تكن بالفعل هي الأنسب لك، وإذا لم تكن عارفا بعيوبها التي ستعيش معها وتتحملها تحت سقف بيت الزوجية، فهل دققت في معرفة هذه العيوب؟! وهل قررت بعد مراجعة وتفكير أنك ستقبل هذه العيوب، وتتكيف معها، لأن الإنسان غالبا لا يتغير، أو يتغير بقدر ضئيل في طباعه، وفي عاداته، وفي عيوبه!!
فالإنسان الكسول يظل هكذا غالبا، والمرأة البطيئة أو المسرفة أو سريعة الغضب ستظل هكذا، ولو وعدت بغير ذلك، والزواج علاقة شديدة التركيب والتعقيد، ويحتاج الاختيار فيه إلى بصيرة، وإلى تمهل، بينما نتعامل معه بكثير من الاندفاع بما لا يليق بهكذا قرار يترتب عليه أمور أساسية في حياة كل إنسان.
هذا هو حجر الزاوية ومربط الفرس، وهو مما يغفل عنه أغلب الشباب والفتيات في غمرة العاطفة، وشدة الأحاسيس والمشاعر الرومانسية، وحبك الشيء يعمي ويصم كما في الأثر، أما ما عدا ذلك فهين ويسير بمشيئة الله.
أولا: لا تقطع بعثتك مهما كانت الأسباب، لأنه حتى لو فرضنا أنك ستتزوج بدون أهلك، وتعتمد على نفسك في تسيير شئون بيتك من مصاريف زواج، وما بعد ذلك، فإنه بالتأكيد وضعك مع وجود شهادة الماجستير الذي تحصل عليه من الخارج سيكون أفضل، حتى لو كان في ذلك بعض التأخير على فتاتك، فلا تفرط في هذه الفرصة، ولكن ثابر وضاعف جهدك لتحصل على هذه الشهادة العالية بأسرع وقت ممكن لأن هذا يفتح لك أبوابا أفضل للتوظيف والترقي في سلك مجال تخصصك، وربما يفتح أمامك بابا للدكتوراه، وهذه كلها نقلات تقوي من موقفك التفاوضي مع أهلك، وكذلك تقوي من موقفك المادي والمعنوي في سعيك للزواج من تلك الفتاة.
ثانيا: بمنتهى الأدب واللباقة والذوق والحزم والإصرار يمكنك إظهار تمسكك بفتاتك للأهل، وعلى رأسهم الوالد الكريم، والوالدة الحبيبة، ولا داعي للتنافر أو المقاطعة، فقط عليك بالإصرار الهادئ، وليعرفوا أنك عازم على المضي قدما في هذا الارتباط، وأنك لا تستغني عن وجودهم معك فيه، وأنك من أجل هذا تنتظر أن تحصل على رضاهم، ولو طال الزمان.
ولا داعي للتصرفات المندفعة من طرف فتاتك مثل محاولات الانتحار أو ما شابه لأن هذا يعطي انطباعات سلبية لدى أهلك لو علموا بهذا، بينما الصبر والدأب يذيب الحديد، ويفتت الصخر، ومنتهى علمي أن قلوب الآباء والأمهات ليست من صخر ولا من حديد، ولكنها ما تلبث أن تلين، وتتنازل وتنزل على رغبة الشاب أو الفتاة حين تلمس إصراره أو تمسكها، وبخاصة إذا كانت خلفيات رفضهم شكلية أو تافهة وسخيفة كما فهمت من كلامك!!
وبالتأكيد فإن تقدمك في دراستك وبعثتك سيكون له أكبر الأثر على موقفهم من زواجك كما كان موقفك الدراسي مؤثرا طوال الوقت.
تابعنا بأخبارك، وأعلمنا بالمستجدات، ولا تندفع إلى موقف تفقد فيه صبرك وأهلك، وأوحي لفتاتك بنفس الإصرار والتماسك فإنهما مفتاح الفرج والسعادة، والله أعلم.
ويتبع: >>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> مضى عصر القهر... فهل نختار؟!م