الحب الأول
الحلو مكايكملش..!؟
السلام عليكم، إخواني في هذا الموقع، أحب أوجه تحية لجميع العاملين على موقع الاستشارات هذا تقديراً لمجهوداته،أمّا بعد،
أنا صاحب مشكلة "أعمل إيه في اللي أنا حبيته" وكنت قد نسيت هذه الفتاة التي حكيت لكم عنها في المشكلة، أو أحببت فتاة أخرى هي الآن في الصف الثالث الثانوي، وجدت فيها كل المواصفات التي وضعتها في الإنسانة التي أريد الارتباط بها في المستقبل: من القبول العام والتدين وطبيعة شخصية الأب والأم والعائلة عامة وطريقة تربيتها والمناخ العام في البيت، حتى الشكل العام وجدته مما أحسست أني وجدت جوهرة ثمينة.. وهي جارتي ووالدتها تحبني جداً.
ولكن أيضاً الحلو مايكملش ولا يخلوا من بعض المشاكل التي أريد استشارتكم في حلّها، حيث أني أبلغ من العمر 24 سنة (فارق السن)، وعندها أخت أكبر منها بعام واحد فقط، وأمها دائماً تلمّح وتصرّح لي أنها تريدني للأخت الكبرى، وأنا لا أحس ناحية أختها بأي مشاعر من أي نوع إطلاقاً، وأريد التقدَم للصغرى وأخاف أن يربطوا زواج الصغرى بالكبرى أولاً، أو لو وافقوا أخشى أن أضايق أختها والغيرة بين الأخوات كما تعرفون. فاتحت أمي في الموضوع، قالت لي: افرض دخلت كلية مصاريفها كتير حاتتجوزها إزاي؟ حاتصرف على إيه ولا إيه، وقالت لي: إما تصبر 4 سنوات أخرى أو دوّر على غيرها. وصدّقوني دوّرت مالقيتش واحدة تتفوق عليها.
تنصحوني بإيه؟.
والسلام ختام.
09/11/2007
رد المستشار
أخشى بعد عام آخر أن ترسل إلينا أنك لا زلت تبلغ من العمر 24 عاما وتقص علينا قصة ثالثة لفتاة لم يكن لك حظ معها!فكثيرا ما يكون الحظ السيئ من نسج أيدينا نحن؛ حين نتعجل أمورا أو نتباطأ عن أخرى أو حين لا نعي حقائق واضحة ونكره أن نتعامل معها أو نتعامى عنها أو حين لا نتغير مع إصرارنا على تغيير من حولنا لنرضى!.
ولقد وقعت في الكثير منها وسأوضح لك ما أقول في تلك النقاط:
الحب الذي تعلّمناه علي يد الإعلام حب سبّب من ورائه آلاف الجرحى والمكتئبين فصار الكل يبحث عن مثله كما رآه ولا يهنأ بأقل من قوته ولا بنهاية غير نهايته! متناسين الواقع كما نساه المخرجين أو خالطين في أذهاننا بين التعبير عن الحب وحقيقته كما قدموه لنا مخلوطا!
فالحب لا يأتي من نظرة ولا من سمع خير عن فلان أو فلانة ولا حين يصطدم كتفك في كتفها صدفة فتُوقع أوراقها ولا حين تفتح نافذة حجرتك فترى جارتك تفتحه في نفس اللحظة فيحدث الحب ولا يُختزل في شموع ولمسات وجنس مُستعر...
فالحب فيه يُدفع ثمن كبير من العطاء والصبر والتقبّل والجهد ليصير راسخا قويا أمام هزات مسئوليات الحياة وثقلها وذاك يحدث حين نعرف الحبيب بحق وليس حين نكتشفه كما اكتشفت جارتك فجأة رغم وجودها من قبل.
الزواج يحتاج منّا أن نعرف ما نحتاجه لنبحث عنه في الطرف الآخر أيا كان هذا الاحتياج فقد يكون الحنان، الوجاهة الاجتماعية، التفكير الناضج، الطموح، الدين، الذكاء، تحمّل المسئولية، الإحصان، الرقة، العطاء.. أو حتى المال كل حسب احتياجاته -بغض النظر عن التقييم- وكذلك يحتاج منّا أن نعرف ما الذي نكرهه ولا نتحمل التعايش معه لنطمئن لعدم وجوده، وبين ما نحتاجه وما نكرهه مساحة "تفاوض" فيها نتنازل بالقدر المقبول عما نريده ونتأقلم بالقدر المقبول مع ما لا نريده في سبيل تحقيق مكاسب أكبر أو وجود شيء يعوّض بعض السلبيات في الطرف الآخر وهذا ما يجب أن يحدث في فترة التعارف أو الخطوبة شرعا ولكن يقع الكثيرين ضحايا الانجذاب الفطري أو الفرحة أو الارتباط ذاته وينسى قصة البحث التي تحدثنا عنها، فقبولك العام ورضاك عن جو العائلة لها ليس معناه توافر خصال بعينها تحتاجها أو تنشدها في زوجتك؛ وكذلك تدينها ليس معناه عدم وجود سلبيات لا تتحملها فانتبه.
فارق السن بينكما ليس كبيرا كما تتصور ولكن المشكلة في "مرحلة" السن فهي لا زالت في مرحلة تكوين نفسها وشخصيتها وهذا يحدث عند الاحتكاك بالآخر وهو ما لم تتعرض له بعد. فهي لا زالت في مجتمعها الأصغر داخل المدرسة وأنت تعلم جيدا معنى الحياة الاجتماعية في الجامعة أو بعدها فهل تضمن تغيُّرها؟
لم تتحدث تلك المرة أيضا عن قبولها هي لك! هل معنى ذلك أنك تعلم أنها تهواك وتريدك أم أنت تتصور أن الموضوعَ مفروغٌ منه؟ فمن حق من نُحب أن يختاروا أيضا.
إذا تحققت مما دعوتك للتفكير فيه حتى لا تتصور بعد ذلك أن حظك عاثر.... فأقترح عليك أن تستفيد من حب والدتها لك فتطلب منها الحديث إليها بود عما تريد الاستفسار والكلام عنه فيكون حديثك لبقا هادئا حاسما في نفس الوقت وافتح معها موضوع رغبتك في الارتباط بابنتها الصغرى وستنزعج قليلا؛ ولكن قدرتك على الحديث والنقاش والإقناع سيذيب ذلك كله لأنها تقدّرك وتتمنى نسبك أما أختها الكبرى وقصة الغيرة فستذوب بعد قليل من الوقت أو حتى كثير حين تتعامل معهم كأسرة بديلة لك وتتعامل معها أخا ومرشدا، وستتوه قصة الزواج منها في غمرة التعامل معهم بشكل واضح وكذلك حين تنخرط الفتاه الكبرى أكثر في عالمها الجامعي.
أما موضوع دراسة الفتاة الصغرى فهي أول محك لصدق حبك لها ورغبتك في إسعادها وتحقيق أحلامها حيث ستبذل من أجلها المال والجهد والصبر على دراستها وتكاليف تلك الدراسة، يمكنك أن تضع لها بدائل كثيرة كالتقسيط والتأجيل والانتساب وغيره –هذا إذا ظلّت راغبة في الدراسة بعد الزواج دون ضغط منك أو تحلّلك من وعدك لها بها.