اعترافات ثقيلة الظل م2
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
سعدت كثيراً أنك لم تسأمي مني حقاً ورغم أنني حبست دمعتي حين قرأت رسالتك لكني ارتحت قليلاً لأني أحسست أن هناك من يشعر بي.. ولست أعلم هل من الممكن أن يحس من لم يذق ويعرف أو يجرب بهذا الألم الذي أحسه؟؟ أم أن المثل "الذي يده في الماء ليس كمن يده في النار" صحيح!!
لكني لا أشك سيدتي أنك وقفت بجانبي وشعوري أنك قريبة مني يخفف عني كثيراً إذ لازال هناك من أستطيع البوح له... لكنني أعلم أنه بوح مجتزأ.. لا يروي ظمأ محتاج.. لأنه "انترنتي" تختفي وراءه الملامح والمشاعر التي كما قلت لا يمكن أن تختزل في حاسة واحدة.. فلا شيء يعادل ضمة دافئة في حضن إنسان محب.. ولا شيء يعوض كلمة بصوت حنون أسمع ترنيمته.. لكن... هذا هو المتاح لي الآن..
لم أكن لأبعث بمتابعة بهذه السرعة وبدون تردد لولا تذيلك نهاية الرد بانتظار متابعتي... مما جعلني أستمر في إخبارك بمزيد من المشاعر التي أحس بها وأعلمك بمزيد من مشاكلي النفسية.. فما عرفت يساوي القليل مما يعتمل في صدري حقيقة!!! فآلاف الأفكار والتحليلات تطرق رأسي كل يوم حتى ينهك عقلي المسكين فيرمي بأثقاله على قلبي الذي لا يسعه سوى الأنين الصامت وبضع دموع تنزل علها تبرد قليلاً من آلامه وتطفئ لهيب أحزانه....
بداية.. لا أخفيك سراً أنا الآن في حالة جيدة.. وأكتب لك وأنا في هدوء نسبي وعدم إحساس بالضغط... لكنني أخشى أن يكون هذا هدوء ما قبل العاصفة كما في كل مرة!!!
فأنا أعلم أن هذه الحال ليست دائمة... لأني أمر بدورة شبه شهرية تبدأ بالزهق من كل شيء ثم تزداد وتزداد حتى تصل للإحباط والإحساس بالفشل وفتح كل الجروح القديمة والجديدة فتأتيني هنا الانتكاسة وأسترجع آلامي وتكون فترة عصيبة حقاً أتوسل فيها إلى الله أن يهونها علي فأدعو وأبكي كثيييييييييييييراً.. وكم أخشى أن تأتيني هذه الانتكاسة أيام الامتحانات كما حصل منتصف هذا الفصل.. فأنا عندما أتعرض لضغط شديد أحس بالانهيار منذ أن مررت بهذا الحب.. إذ أنني لم أكن كذلك في السابق.. صحيح أنني أيام المدرسة كنت أحس بالضغط وأخاف... لكن ذلك كان يحفزني وكنت أشد من عزمي وأضاعف جهدي... لكن الآن....... كلما مررت بضغط يتوقف كل شيء وأنهار جداً وأبكي وينتابني هستيريا من الإحباط والكآبة فأكتم وأكتم وأكتم حتى أنفجر... عندها لا يمكنني فعل أي شيء ولا قراءة صفحة واحدة!!! فيزيد شعوري بالضياع وأنني أدمر حياتي وأخسر كل شيء تدريجياً حتى مستقبلي الذي لم يبق لي سواه..........
ثم تأتي بعدها حالة من الهدوء بعد أن ينخفض الضغط.. صحيح أنها أحسن حالاً لأني أكون فيها أقل بكاء وأهتم فيها بنفسي قليلاً لكن الأفكار لا ترحل عني.
ماذا أريد أن أقول في هذه المتابعة... لا جديد لدي حقيقة، أحياناً ألمس تحسناً لكن لا ألبث أن أشعر أنه ليس تحسناً بقدر ما هو انشغال وتزايد في المسؤوليات فلا أفكر بسبب ذلك.. أما النسيان فحتى الآن أراه بعيداً..
لدي سؤال قبل الاسترسال بما لدي... لمتى يمكنني أن أظل أتابع مع حضرتك هكذا؟؟ هل هناك حد معين للمتابعات؟ وهل ترين حقاً أن ذلك سيخفف عني؟؟ أم أن هذا كله مجرد مسكنات؟؟
لم أقصد بسؤالي شيئاً.. لكني بطبعي أحب أن أحس بقرب الشخص الذي أبوح إليه... كنت أتمنى أن أتواصل مع حضرتك بطريقة أفضل من هذه.. يجب أن أرضى إذ لا بديل آخر..
المهم أردت سيدتي أن أخبرك بما يراودني من أفكار علك تحللينها معي وتساعديني على فهم نفسي.. فالحقيقة المرة أنني لا أعرف نفسي جيداً رغم تفنني في معرفة الآخرين.. أنا لا أعرف لماذا أتصرف هكذا.. هل من مشكلة نفسية لدي.. لم يعد لدي شك في ذلك...
ربما تساعدينني من هذه الرسالة أن أحسن من نفسي وأعرفها أكثر.. فأنا لا أظن هذا الحب كان هو السبب.. لعله كان شرارة الانفجار لأشياء كثيرة بداخلي تراكمت مع الأيام..
لن أنكر أنني حقاً لم أعترف أن الموضوع انتهى ولهذه اللحظة... نعم لدي إحساس داخلي غبي وأمل أستغربه أنني سأراه في يوم من الأيام.. وأنه سيكون لنا لقاء ولو طال الزمن وأن الحال سيتغير... ويومها سأنظر في عينيه بنظرة تساؤل وأقول لماذا فعلت ذلك؟؟
أعلم أنها أحلام وأفلام.. وهل لدي سواها؟؟ لا أعرف الإنجاز في الواقع.. إذاً علي بالحلم!!
لا أنكر أنني أوجه له لوماً دفيناً فأنت تعرفين سهولة أن يشعر الإنسان أنه ضحية.. لأنه يريح نفسه بإلقاء اللوم على الآخرين.. لكن سأخبرك بأمر ربما تتعجبين منه... كلما دافعت عنه سيدتي أحببته أكثر!! نعم أنت تدافعين عنه وأنا أفرح بذلك.. أفرح بأنني حين أحببت عرفت أنني اخترت إنسانا أقل ما يقال عنه أنه رجل حقيقي... كلما تفهمت موقفه وقرأت كلماتك أحس أنني ظلمته فأشعر كم أنه إنسان رائع يستحق مني كل هذه المشاعر.. يستحق بكائي وحزني عليه... يستحق كل كلمة كتبتها له.. وكل قصيدة ألفتها من أجله رغم أني لم أكن أكتب الشعر... أمي كانت تتهمه بأشياء كثيرة وتشكك في نواياه وتقول وتقول... عندها كنت أدافع عنه في استماتة حتى لا تخدش صورته عندي... حتى لا أسمح أن يتفوه أحد بكلمة يمكن أن تمسه.. وإن كنت أتأثر بكلامها أحياناً حين أفكر فيه لكنني أحس بعدها كم أنا ظلمته وحملت بداخلي تجاهه وقد كان في قمة نبل الأخلاق والشهامة معي.......
لا أعلم.. مشاعري نحوه......... هذا ما أريد أن أتكلم عنه في هذه الرسالة.. أريد أن أخبرك ببعض الأفكار التي أفكر فيها بخصوص موضوعنا علك تساعدينني وينقشع الغبار فأفهم وأدرك... هل سأطيل عليك؟؟؟ أعلم... لكن سامحيني فلا أعرف مختصاً غيرك يعلم بمشكلتي ويمكنني إخباره...
حين أنظر إلى صورتهما معاً.. نعم صورته وعروسه ليلة الزفاف.. حصلت عليها بعد "زن" طويل!!! أردت أن أراها... أعلم أني حمقاء لأني بذلك أعذب نفسي أكثر... وفعلاً حصل... كنت أود أن أراها.. هل هي أجمل؟؟ بم تفوقني؟؟ لماذا اختارها وتركني؟؟ لابد أنها أفضل مني..... كلها أفكار تتردد في ذهني وتحسسني كم أنني لا أساوي شيئاً... نعم، لا أساوي شيئاً سوى بضع رسائل تم إزالتها بأمر "مسح" من جهاز الحاسوب!! هل هذه هي أنا؟
شعوري بالغيرة مستفحل بصراحة... ليست غيرة عادية أشعر بها... أحس كيف أن هذه الآنسة الرقيقة أخذت كل أحلامي... لست أحقد عليها... بل على العكس.. تبدو لي طيبة للغاية... وما كان يمنعني أن أحادثه إلا حرصي عليها.. لأني وضعت نفسي مكانها... فكما أني لا أرضى أن يحصل هذه مع من زوجي الحبيب كذلك هي... فهو زوجها وهي حلاله برضا رب السماوات والأرض...
أما أنا فكنت مجرد "حبيبة" بغضب رب السماوات والأرض... نعم، أنا أعقد المقارنة بيني وبينها.. أدرك أني خسرت بسبب تنازلي... وأول ما خسرته هو من تنازلت من أجله... هل تدركين سيدتي حجم الألم؟؟ هل تدركين قسوة الندم؟؟
لا مجال للمقارنة بيني وبينها... على الأقل هي لم تلهث وراء حبيب.. بل طلبها من باب منزلهم بكل كرامة واحترام... نعم هذه من يتزوجها شباب هذه الأيام... كنت مثلها في يوم من الأيام...... لكن، دوام الحال من المحال!! هي كل الناس تبارك لها وتتمنى لها السعادة بزواجها... وأنا لا يدري أحد بوجودي وأين كنت...
هي يحق له معها كل شيء ويأخذ الأجر أيضاً.. وأنا لا يحق لي منه أي شيء وأي تجاوز فعلي وعليه الإثم!!
هي حين يعبر لها عن حبه فلا أجمل ولا أحلى... وفي حالي فهذه جريمة.
أعلم أن هذا شرع الله الحق... ولا أعترض أو أسخط... لكني أكره نفسي حقاً أن أتبوء هذه المنزلة.. نعم أكره هذه النفس الضعيفة التي بين جنبي التي لا علاقة لها باسمها.... أشعر حين أتذكر كيف كنت الأعز والأغلى في حياته وكيف صرت لا أعني أي شيء بالنسبة له... بألم شدييييييييييييد. كل ما كان يشعره نحوي اختفى... وتحول لإنسانة أخرى... وما يزيد عذابي هو إحساسي أن النهاية لم تكن هكذا فقط لأن الظروف لم تسمح... فبماذا أفسر قوله لي "بصراحة لم تعجبني تصرفاتك" إلا أنه وجد أنني لا أستحق أن يحارب من أجل أن يتزوجني.... وأن عيوبي طفت على سطح الماء من كثرتها!!! كيف أفهم غير ذلك وأنا أعلم أني بحت له بكل شيء وذكرت له أغلب عيوب.....
سيدتي.. ألا تظنين لو أن رجلاً رأى في امرأة أنها حلم حياته أنه يستحيل أن يفرط بها مهما طال الزمن أو قصر؟؟ هذا لم يحدث في حالتي... لأنني لم أصل لهذه الدرجة للأسف.. هذا الأمر هزني كثيراً.. ولن أنكر أنه حطم ثقتي بنفسي إضافة إلى ما كنت عليه من ضعف ثقة بالنفس أصلاً.. وللأسف يمكن لأي كلمة محبطة ممن حولي أن تؤذيني وتفسد علي يومي... فما بالك به هو... بمن أعتز برأيه وأحبه من صميم قلبي... يقول ذلك في وجهي!! جرحني بقسوة لم أعهدها منه... هو قالها هكذا، لكنه لا يعلم ماذا فعلت بي... أذكر يومها كيف كان الحوار في صفها وأخبرني أن خطيبته "تستحق ثقلها ألماس"... لم أتمالك نفسي وأصابتني نوبة بكاء هستيرية مزقت قلبي ودهش لها أهلي... سامحه الله.... على الأقل كان ليأخذ لخاطري اعتباراً حتى لو كان يحبها....
أتذكر في بداية الأمر كيف كان يراني؟؟ رغم بوحي في البداية لكنه كان متمسكاً بي وقال لي أنه راض بعيوبي كلها!!... لا أدري ما الذي تغير.. صرت أفكر ما دمت أخبرته بكل شيء ويعرفني جيداً وقال ذلك.. إذاً أنا فعلاً سيئة.. ولذلك هو تركني.. ولأنها هي أحسن مني تركني وتزوجها بعد كل هذا الحب!!
أعلم ما ستقولينه.... تفكير طفولي وسطحي... ربما، لكنه موجود لدي ويلح علي ويمزقني..... قرأت كثيراً عن الثقة بالنفس وتوكيد الذات سواء على الموقع أو مقالات أو حتى محاضرات... لكن لا ألبث بعد أن أنتشي وأتحمس أن تخمد حماستي وتنطفئ مشاعر التغيير والرغبة في الكفاح فأحبط من جديد وأحس بالفشل..... لأنني كلما فعلت شيء وتحمست له يفشل في أغلب الأحيان.
كان هو أول شاب في حياتي يشعرني بأني إنسانة رائعة وأستحق الحب والإعجاب... خاصة من شاب مميز مثله تتمنى أي فتاة أن يرتبط بها.. كنت أحس دائماً بالنقص لا أعلم لماذا... أو أنني مثل البنات الأخريات جميلة ومرغوبة... لا أدري حقاً ما سبب هذا الشعور.. لكنه بدأ معي في المراهقة واستمر معي إلى الآن.. بل أنه صار كالوحش الآن يفترس تفكيري بعد ترك حبيبي لي... فصرت أتلهف اهتماماً من هنا أو هناك.. أعلم أنه إحساس حقير وبين "المتدينين" يعتبر قلة أدب... أعلم أنه من العيب أن تتطلع الفتاة للشباب حتى يهتموا بها... وأنا لا أبرز هذا على الإطلاق.. لكنني أتمنى من داخلي أن أحس بهذا.. إذ أخلاقي تمنعني أن أفعل ذلك.. فكلما نظر لي شاب نظرة غريبة أو مختلفة لا ألتفت إليه لكن من داخلي أحس...... لا أعرف.
لم أذكر هذا لأحد يوماً لأنني أعلم أنه شيء سيء... وأن علي أن أغض بصري مثلي مثل الرجل.. أحاول مرات عدة لكن يغلبني هوى النفس أيضاً في كثير من الأحيان ... قد أعجب بشباب من حيث المظهر أو السمت.. أو أتمنى أن ينتبه إلي.. لكن لا يزيد الأمر عن ذلك وحتى لو أحاول أن أغلق الموضوع ولا أسترسل بالتفكير حتى لا يتحول لأمر لا تحمد عقباه.... زادت هذه الأمور عندي كثيراً في هذه الفترة العصيبة... ربما هو شعور بالنقص أو التعويض.. أو الشعور بأنني مرغوبة ويمكن أن يحبني أحدهم...
أعلم لو أن لدي هدف واضح ورؤية محددة ومشغولة لما فكرت في مثل هذه الأشياء التافهة.. لكن كما سبق وقلت لك أنني أحس بتشويش كبير وإحباط من كل شيء وكأن الدنيا كلها سوداء وألوانها الجميلة اختفت من حياتي... أيضاً صرت أفكر في الزواج كثيراً... وكلما تزوجت أو خطبت إحداهن لا أحس بالغيرة لكن أحس أنني أقل منهن أو أنني رخيصة.. أشعر أنني غير عفيفة وكيف أن البنت المهذبة المحترمة "أمثال صديقاتي" هي من تتزوج وليس مثلي فعلت.....أيضاً كوني لم أخطب ولا مرة سوى منه يجعلني أتساءل لماذا؟؟ هل أنا في عيب؟؟ أم بسبب أخي المعاق؟؟ أعلم أنني صغيرة جداً على هذا التفكير بمفهوم العصر.. لكن بعد هذه القصة صرت أحس باحتياج أكبر للزواج وأن أعف نفسي وأكون في كنف رجل يعوضني آلامي ويمسح أحزاني.. لكن لا يمكن أن أبوح بهذه الرغبة لأنها من البنت عيب.. وبالعكس أجدني كلما جاء موضوع الزواج أظهر أنني لا أريد رغم أنني من داخلي أتمنى جداً... الله أعلم بالحكمة من ذلك.. ربما هو اختبار أو... لكن أريد أن أزيل هذا الموضوع من رأسي.. صرت أفكر حتى أغطي على قصة حبي بأن زوجي القادم سيكون أفضل منه وسيكون حنون ويحسسني بحبه وووو..... وكل ما كان يفعله وأفضل..... لكن أحس أنني أضحك على نفسي وأسكتها.
تمر علي لحظات أقول هذا نصيبي وقدر الله واصبر نفسي....... لكنها ليست كثيرة للأسف وهذا ما أكد لي أن إيماني ضعيف جداً... كنت أظن أني ملتزمة لكن اكتشفت أني أشبه المنافقين.. فالمؤمن هو من يثبت عند المحن والشدائد... كنت أظنه هو غير ملتزم كثيراً لأنه لا يؤدي كثير من الطاعات والنوافل لكنني اكتشفت أن إيمانه أعمق من إيماني.. لأن الإيمان ليس بالكثرة والكم ولكن ما في القلب وصدق العمل وهذا يبرز عند المحن بالتسليم والصبر وليس بالجزع... حقاً كلما مرت الأيام أحس كم هو رجل بمعنى الكلمة... أتمنى له السعادة مع الإنسانة التي تستحقه.. فعلاً ربما أنا لا أستحقه...
أحياناً في لحظات العقل الهادئة أحمد الله على انتهاء هذا الأمر بهذه النهاية حين أنظر لأمي، وكيف أني سأبقى بقربها وحين أرى ابتسامة أخي... أقول "لعل الله جعلني أبقى من أجلكما" رغم كل غصة الألم بداخلي... وأقول أحياناً أخرى.. ربما لم أكن لأستطيع التأقلم في تلك البلاد وأنا التي عشت في الخليج الغني واعتدت على نمط الحياة هنا.. ربما هناك من ينتظرني ويكون فعلاً الشاب الذي أتمنى.... أفرض وأفرض لأنه لا يجوز للمؤمن الحق إلا أن يقر أن كل ما يقدره الله له هو الخير....... ليت تلك اللحظات تدوم... تدفعها وتزاحمها ذكرياتي الجميلة ونبضات قلبي حين أسمع صوته في أذني وهو يقول... آآآآآه حياتي صراع، تعبت ورأسي لا يرتاح.... سيدتي تمر علي لحظات أود أن أترك كل شيء وليدمر ما يدمر وليفهم الناس ما يفهموه..... لأصرخ بأعلى صوتي....... "والله تعبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت"... "كيف أرتاااااح؟؟" فكرت في السؤال "وماذا بعد؟؟" وجدت أنه حتى لو بقيت على اتصال معه لن أصل لشيء... ربما يتمتع قلبي ويسعد لكن كل سكاكين الضمير ستقطعه إرباً...... إذاً ليس هذا الحل؟؟ الحل الذي الذي يرضيني حتى أسعد بعد كل ما حدث؟ لا أعرف!! فكرت في جواب... قلت الذي يرضيني هو أن يعود لي ولن يحصل فقد أدركت أنه بدأ يحب زوجته وسعيد معها...
أو حل بديل لكنه غير متوفر الآن لأنه ليس بيدي....... هو أن أحب من جديد!! لكنني أعلم أنني لن أعرف على الأقل الآن وأنه لن يكون مثل ذلك الحب الذي شعرت به... أو حل ثالث هو أن أتغير أنا وأن أترك حالة الاحتياج والحب التي لدي وأصبح إنسانة مختلفة لا يهمها الزواج ولا غيره.. لها هدف تحبه وتعيش من أجله وتعرفه جيداً.... لكن متى سأعرفه وكيف أصبح هذه الفتاة القوية الناجحة؟؟ الجواب لا أعرفه حتى الآن... علك تساعدينني في البحث عنه........ هل ممكن؟؟
أخيراً أود نصحك هل ترين حاجتي أن أتكلم مع طبيب نفسي أم أن الجراح ستداوى وحدها ومشاكلي ستحل بدون مساعدة؟؟ عموماً حتى لو كان الجواب نعم... فأنا لا أملك المال حتى أذهب...
أشكرك على استماعك لي أستاذة أميرة.. لا تعلمين كم أعزك وأتمنى اليوم الذي أراك فيك.. لأني شعرت وأنا أقرأ ردك كأنك تضمينني إليك وتطبطبين علي... لكن لا تقولي لي ابنتي...... فأنت لازلت صغيرة في العمر... ليش تكبري حالك!! اعتبريني مثل أخت الصغرى... كم هو شرف لي إن قبلت..
حفظك الله ووفقك إلى ما يحبه ويرضاه وبارك لك في حياتك وأولادك ورزقك حبه وجنته.. آآآمين.
السلام عليكم ورحمة الله
16/12/2007
رد المستشار
هل تصدقينني أذا قلت لك كم افتقدتك؟!! ولقد اتصلت اتصالا مخصوصا لأسأل عن متابعتك حين تاهت مني في خضم الإيميلات الكثيفة لإرسالها لي مرة أخرى ورغم أنهم نسوا إلا أنني ظللت أتفحص ايميل ايميل حتى وجدتك!!
فمرحباًً... ولعل أسعد ما لاحظته في متابعتك الأخيرة رغم ما يملؤها من حزن وغيرة ونظرة لا أرضاها لك هو أنك تحدثت في أمور أخرى غيره.. بل وتحدثت حول الحب والزواج بآخر حتى وإن تصورته هروبا أو تعويضا ولكنه يبشر بالتغير من الداخل ولو قليلا حيث فأنت تضعين المحاذير وعلامات الويل والثبور لنفسك إذا فكرت في غيره أو إذا لم يستحوذ على جل اهتمامك وتفكيرك خصوصا فيما يتعلق بالمشاعر.
ورغم أني كنت أتمنى أن أظل في سردي معك بعفوية إلا انك تحدثت في نقاط كثيرة تجعلني أضع نفسي مرات ومرات في سياق النقاط المنضبطة حتى أتطمئن أني قد أجبتك عن معظم ما يجول في خاطرك
* كلما مر الوقت... كلما ازددت هدوءاً وقلّت مرات انفجاراتك بشرط أن تتفقي مع نفسك بصدق ألا تعودي –وضعي تحت لا تعودي عشرين خطاً- للتواصل معه وهذا هو بيت القصيد، فالتواصل معه بمرور الوقت سيفقدك حتى متعتك اللحظية؛ لأنك كما قلت ستقطّعين نفسك إرباً من تأنيب الضمير وكذلك لأنك تستحضرين بجدارة تفاصيل أحاسيسه وتصرفاته معها وحرمانك منها في ذات الوقت فأحياناً يكون من الذكاء والوفاء لماض عشناه جميلاً أن نقرر توقيت "مناسب" للفراق وكذلك "نهاية" مناسبة لغلقه على أجمل ما يكون مع الطرف الثاني وإن بقى ألم الفراق يداهمنا مرة بعد مرة ولكن التواصل سيكون أشدُ ألماً وسيجعلك بعد ذلك تتمنين العيش معه في الخيال ألف مرة من الواقع، مرة لأنه لن يظل من عرفته وأحببته وتريدينه ومرة لأنك بشر وستقعين حتماً في المقارنة والغيرة ومرة لأنك ستتألمين وتؤلمينه! فبدلاً من أن نغلق الملف مع أحبابنا على ابتسامة وأمنيات طيبة نغلقها على مأساة وعتاب ولحظات حرجة نكره تذكرها.
* تربطين أموراً ربطاً خاطئاً! -فبعيداً عن التقييم– ليس معنى أنه "قد" يحبها أنه نساك وليس معنى عدم رضاه عن بعض تصرفاتك أنك سيئة فلقد كنت حبه الأول ولقد رأى منك ما أحبه ولكن يتبقى المسؤولية تجاه الله وتجاه من أحببنا وتجاه من نحن مسؤولون عنهم فمسؤوليتنا أمام الله تجعلنا نغلق الملف على خير مع محاولات الإرضاء –لله عز وعلا- والرضا؛ ومسؤوليتنا أمام أحبابنا ألا نجرحهم ولا يجرحوننا عن عمد أو غير عمد ما دام الأمر خارجاً عن إرادتنا؛ ومسؤوليتنا تجاه المسؤولين منا ألا نضيعهم أو نخونهم فنبقى أصحاب سريرة بيضاء تحمل طاعة لله ورجاء رضاه وحباً لمن أحببناهم دون الإفصاح أو التجريح والقيام بمسؤوليتنا تجاه من نُسأل عنهم ولننتظر جوائز الله لنا في الدنيا والآخرة.
* لو لم نعش احتراما لمشاعرنا وإذا لم نبك على ما كنا نتمنى لما استحققنا كلمة إنسان ولكن... احترامنا لأحزننا لا يجوز أن يسبب غرقنا وكأننا ثملى لا يفقنا ألا الصفعات ولا أن يحوّلنا بكائنا لحطام لا يُرجى منه نفع؛ فالاعتراف بالحزن وتقديره والتعبير عنه بالبكاء ضروري لصحتنا النفسية ولكن ما زاد عن حده لابد وان ينقلب لضده؛ فلا تعد عيناك عن استحضار نتيجة "البديل" -وهو استمرار التواصل والتفكير فيه– فتجدين نفسك مكانك أو تتراجعين وتظهر أمامك صورة لأخرى تشبهك لا تعرفينها تحمل قلباً محطماً وحياةً غير سعيدة وبُعداً عن الرضا وهذا لا يرضاه الله لك ولا أرضاه لك ولا هو يرضاه لك. فمن نتائج ذلك البديل اتخذي القوة التي تعيدك إلى الفراق بإحسان ورضا.
* كلما خامرك شعور بأنه قد أُخذ منك أو أنك تركتيه لأخرى فلن تبرئي أبداً ولن تستسلمي وستظلين تبحثين عن مكانك وقيمتك لديه والاطمئنان لوجود مشاعر تجاهك –ولن تجدي راحة أبداً لتلاحق الأحداث وتغييرها فيزداد ظمأك الذي لن يُروى- ولكن ذكّري نفسك بأنك تركته لله عز وعلا فهذا هو ما سيخفف عنك وطأة التفكير ويثلج صدرك ويعوضك عنه خيراً بإذن الله.
* الحب الأول قد لا يتكرر في القوة أو القيمة ولكنه يُعلمنا كيف نكون حين نُحب وكيف نتعامل مع الطرف الثاني على أفضل وجه ممكن وكيف نتلافى أخطاء وقعنا فيها من قبل بل والتحكم كذلك في تدفق قوة المشاعر لأنها لم تكن صحيحة! فليظل الحب الأول بجماله وقوته -بالضوابط- دون أن تغيب شمس الأمل في وجود شخص يمكننا أن نحبه ويحبنا ولكن تلك المرة على بيّنة وبرويّة قد لا تنافس الحب الأول في بريقه وسحره لكنه يبقى وينتج عنه حياة مشتركة وامتداداً لوجودنا لأننا تعلمنا.
* غداً تتفوقين في دراستك وتتزوجين طال الوقت أو قصر وسيكون نجاحك سر سعادتك التي ترين أنها غير موجودة ما دام هو بعيداً عن حياتك؛ ولكنها ليست حقيقة فقد كان قوة دافعة... نعم لكنك أنت من بذلت الجهد فسعادتنا نحن من نخطط لها ونبنيها وإن لم يحلو لك هذا الحديث الآن.
* لست محتاجة لطبيب نفسي فلتوفري نقودك فأنت ترين نفسك ضعيفة هشة غير واثقة من نفسها وأنت لست كذلك؛ وبمقارنة بسيطة لحالك الآن وأول ما علمت بزواجه ستعرفين الحقيقة، فقط أنت ترفضين الاعتراف بها كما ترفضين الاستسلام لفكرة فراقه ولكنها الحقيقة.
بقى أمران... أن أعتذر لك عن تأخري ولو سردت لأصدقائي من مجانين عن يومي حتماً سيقولون أن هناك معجزة تجعلني أقوم بما يتطلبه اليوم الواحد مني!
وأن أقول لك غداً ستتعجبين من تغيُر حالك وعودتك للحياة من جديد بعد طول عناء؛ أعينيني فقط على نفسك بتعمد تجنب التفكير فيه والانشغال في دراستك وحياتك الاجتماعية وستجدين عجبا... في انتظار متابعتك فلن أمَلُ حتى تملّي.
ويتبع >>>>>: اعترافات ثقيلة الظل مشاركة2