صبري بدأ ينفد،
R03;
منذ صغري وأنا لا أفكر في نفسي، دائمة التفكير بكيفية حل مشاكل الآخرين. نعم صديقاتي كن دائماً يلجأن لي في حل مشاكلهن، لكن لم يسبق لي أن تكلمت عن مشاكلي، الكل يظن أني غارقة في بحر من السعادة، لكن مشاكلي كانت دائماً تأتيني من أقرب المقربين، أنا أعرف أنني إذا لجأت إلى أي محكمة فستنصفني، لكني سأشوّه نفسي وعائلتي لأنني أعتبر ما يضرهم يضرني.
في بداية حياتي المهنية أخذت قرضاً للسكن مشاركة مع أبي وأخي، كنت عازبة أيامها، لكن عندما تزوجت رفض أبي أن أسكن معهم فيما هو ملكي، بينما أخي أقام هناك وتمتع بعيشة هنية. وغرقت في بحر آخر من الدين وهذه المرة مع زوجي، واشترينا مسكناً صغيراً في حي شعبي ولكني كنت راضية ومقتنعة أن الله سيعوضني في الخسارة التي تسبب فيها أبي. كبر أبنائي ولم يعد البيت كاف لنا؛ ابني عمره الآن 19سنة وقد ألح على زوجي كي نغيره لأنه من الحرام أن يستمر ابني في النوم في نفس الغرفة مع أخته، هذه الشقة كانت ما زالت عليها ديون للبنك.
جاءتني ترقية من العمل فأديت ما كان بذمتي للبنك وبقي نصف الدين على كاهل زوجي لأن الشقة كانت مناصفة بيننا. قمنا ببيعها وشراء أخرى أوسع منها، طبعاً اقترضنا مرة أخرى من البنك؛ وكان قرضي ضعف ما اقترض زوجي لأنني أتقاضى أكثر منه، ولأنني أصغر منه سناً، ولكن عند التسجيل سجلنا المنزل مناصفة لأنني لست من النوع الذي يتحاسب على هذه التفاهات فالبيت في الأول والآخر سيعود لأبنائي.
المشكلة هي أني استدنت من الأقارب مبلغ التسبيق والتسجيل، أما السيد الزوج فكان يقول أنه ليس له أحد يلجأ إليه، لكن عندما بيعت الشقة الأولى قام الموثق لأداء ما كان بذمة زوجي للبنك وقسم الباقي على نصفين أعطى النصف لزوجي والنصف لي لأنه لا يعرف أن الدين كان على حساب زوجي ولا دعوة لي به، أما النصف الذي يخصني فقد أعطيته لصاحب الشقة الجديدة لأنه يشكل الفارق بين الثمن الكلي ومبلغ القروض التي سمح به البنك. سكت لأني ظننت أن زوجي سيعطيني المبلغ لأسدد لأقاربي ديونهم لكنه رفض وقال أنه له ومن حقه! أي حق هذا؟ أنا أدين 3 أضعاف ثمن البيت وكتبت له النصف وهو سرقني بكل برود. المهم أني صمت لأن أبنائي هددوني أهم في حال طلبت الطلاق فلن يعيشوا لا معي ولا معه، قلت أنه عقاب من الله لأني اقترضت بالربا وصبرت على ابتلائه. أخذت قروضاً أخرى استهلاكية لأسدد لأقاربي ديونهم، ولا أعرف ماذا فعل هو بالنقود، علماً بأنه لا يدخن ولا يتعاطى الخمر وغير متزوج في الخفاء.
قبل أن ندخل ميدان القروض اتفقنا على أن نساهم مناصفة في مصروف البيت، اتفقنا على مبلغ 1500 درهم له ومثلها لي، لكن الآن لا يتبقى لي غير500 درهم، ماذا أفعل؟ أما هو فقد أعطاني في أول شهر 1000 درهم، أما في الشهر الثاني 700 درهم، وهذا الشهر فلم يعد يعطيني شيئاً، وعندما كلمته أجابني أنني ألعب بالنار، أي نار هذه؟؟ أنا أستدين وأطبخ لأبنائي وهو يحضر أوقات الأكل ليشاركهم في طعامهم البسيط جداً، أين هي الرجولة؟ أرشدوني فأنا أكاد أنهار ولا أستطيع اللجوء لعائلتي، وابني الأكبر في سنته النهائية ولا أريد تدميره بمشاكلي.
أخبركم أني أعاني من مرض مزمن وهو يعرف بذلك، ويعرف أني لم أعد أخذ أي دواء بسبب عدم توفر مبلغ الأدوية وفي أي لحظة قد يغمى عليّ.
أرشدوا هذه الضائعة التي ذنبها الوحيد أنها تحاول مساعدة من حولها.
13/2/2009
رد المستشار
تحية طيبة،
من خلال الاطلاع على استشارتك يتضح أن المشكلة الأساسية مادية سببها عدم التخطيط ومعرفة النتائج اللاحقة.
ففي المرة الأولى تم الاستلاف من البنك وحدثت مشاكل، واستمر التسليف من البنك والدخول إلى عالم الديون المتراكمة دون أخذ العبرة من التجارب السابقة. عليك في الوقت الحاضر المناقشة مع الزوج بشكل ودي وتوضيح الأمور بشكل عقلاني، عسى أن تتوصلا إلى حل يرضي الطرفين وتكون البداية لحياة جديدة وفق خطة مبرمجة، وبهذا تستطيعين أن تبدئي حياة جديدة، وهذا ما نتمناه لك.
مع التقدير.