أشكركم كثيراً على الاهتمام بمشكلتي، وجزاكم الله خيرأً بعد ما قرأت رد الدكتورة.
مشكلتي كانت في أمور تود التعرف عليها عن علاقتي بزوجي وأبي. علاقتي بأبي سطحية جداً جداً ولا يوجد فيها مشاكل.
أما علاقتي بزوجي فهي طويلة الشرح؛ هو سطحي مثل أبي بالضبط ولا رأي له، بعكسي أنا! رأي هو الذي ينفذ، ولا يوجد مشكلة بيننا غير مشكلة الإنجاب. هو لا ينجب، وحفاظاً على مشاعره قلت لأهلي وأهله أن عدم الإنجاب مشكلتي أنا وليس مشكلته، أنا لست مهتمة كثيراً بمسألة الإنجاب رغم حنيني للأولاد أحياناً، لكني مؤمنة بقضاء الله لي ولزوجي وأن هذا نصيبي والحمد لله. لقد ابتعدت عن كل ما يشغلني عن ربي ورجعت للصلاة مرة أخرى ولحفظ القرآن، لكن المشكلة أن زوجي أنهى عمله في الخارج واستقر بالقاهرة، وأنا أحس بالملل مرة أخرى بالرغم من أنه معي دائماً، ولا أعرف ماذا أفعل؟ لكن حتى الآن لا أريد تكرار الخطأ، ولا أريد أن أفعل أي شيء يغضب ربي، وأنا الآن أقول لنفسي أني أعيش والسلام، عندي فتور في حياتي وأحس أنها فارغة.
شكراً لسعة صدركم لي.
30/08/2009
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حياك الله مرة أخرى يا "منى"؛سألت عن علاقتك بزوجك لأنه شريكك في الحياة ومن يفترض به أن يزيح عنك شعورك بالوحدة، وجاءت إجابتك نموذجية عن ضعف علاقتك بزوجك فأنت أسقطت عليه سلبيات والدك وبالتالي أصبحت تعاملينه كمعاملتك لوالدك، بأدب وبرود. وتابعت التقوقع على نفسك، وما قولك أن رأيك هو الذي يمشي بأمر إيجابي بل يحمل في طياته مؤشراً آخر على وحدتك، فرغم رغبة الإنسان في العيش وفق قناعته إلا أنه يرغب بمشاركة شريك حياته.
يجب أن تصلحي علاقتك بزوجك لتوفر أهم عناصر نجاحها وهي حبك له والذي يشير له حرصك على صورته بإخفاء ما ابتلاه الله به من صعوبة القدرة على الإنجاب وتحمل وزره الاجتماعي عنه أمام أهله وأهلك.
لا تنظري له كصورة من والدك ولا تلوميه وتنبذيه بناء على أخطاء والدك، ولتتمكني من ذلك يتطلب الأمر منك تعلّم التعبير عن نفسك وفتح أبواب طبيعية لمشاعرك التي تكبتينها كي لا تعود لتهاجمك على غفلة منك وتدفعك لتكرار خطأك السابق.
قد تكون نشأتك في بيئة مليئة بالشك والشجار علمتك أن تنكفئي على نفسك وتخفي مشاعرك، ولكن الأمر تغير الآن فأنت أكبر من الناحية العمرية وأقدر كذلك من الناحية النفسية والاجتماعية، ومن معايير الصحة النفسية أن يستطيع الإنسان التغير لينسجم مع تغير ظروف حياته، فطوّري شخصيتك.
ما زال هناك إشارات في سطورك لمعاناتك من درجة من الاكتئاب أفضل لو تقومي بزيارة لطبيب نفسي كي تستطيعي استثمار حياتك إلى أقصى حد، خسارة أن تعيشي الأيام دون هدف كما تقولين "عيشة وخلاص" فمع ما لديك من خبرة في الحياة وعلم بالقرآن مع الوقت يمكنك أن تفيدي الكثيرين من حولك في الحياة، فتفكري بأن ربك خلقك لهدف ليس فقط أن تكسبي الحسنات لنفسك بل أن تعمري أرضه وتنفعي خلقه، وكما تعلمين بأن السعي في حاجات العباد عبادة، وأن الله في حاجة العبد ما كان العبد في حاجة أخيه، فاستمثري طاقتك فيما ينفع العباد ويشغل وقتك ويؤنسك ويشعرك بقيمة ولذة الحياة.