أكبر مني وأحبها هل أخطبها؟
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أنا فتى في السادسة عشرة من عمري. مغربي... ومسلم طبعا. أنا من مدينة وجدة المغربية لكن أسكن بالبيضاء. وهذا ما شكل مضايقة قليلا.
المهم، هذا الصيف كنت في وجدة اقضي العطلة لدى عائلتي وحدثت لي قصة غريبة، أحببت فتاة جزائرية، ليس 100% لكن أبوها جزائري وأمها مغربية من العائلة (قليلا) أي أنها غير قريبة كثيرا. لكن المشكل هو أنها أكبر مني بسنتين أو ثلاثة! أو ربما أربعة! من يعلم؟
رغم ذلك فان هذا الفرق لا يظهر بتاتا. وأنا أعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج امرأة اكبر منه ب15 عاما، وكان يحبها وتحبه حبا لا مثيل له.
أردت أن أعترف لها بحبي لها لكن أجلت الأمر حتى الصيف القادم لأنني لم أقدر على مواجهتها رغم أنني لمحت لها بعدة أمور وندمت على تأجيل عمل اليوم إلى الغد!
الفتيات في هذا الوسط يتزوجن باكرا؟ وأنا خائف... ثم كيف أواجهها وأقول لها أحبك رغم كل العراقيل؟
30/08/2009
رد المستشار
وعليكم السلام يا سيف الدين ورحمة الله وبركاته؛
أريد أن أسألك يا سيف: ماذا بعد أن تواجهها وتقول لها: أحبك؟؟ هل تعتقد أنها ستبادلك الحب؟ هل يمكن لعائلتكما أن تقبل بهذا الحب وتشجعه ليثمر زواجاً وأسرة، وتعيشان كما عاش النبي صلى الله عليه وسلم والسيدة خديجة؟
أم أن الأمر سيبقى في حيز الخيال العلمي –أقصد العاطفي-!
يا سيف... السيف إن لم يحركه العقل كان وبالاً على صاحبه...، يا سيف أنت إنسان ولست من فصيلة القطط حتى تركض وراء كل هرة تعجب بها وتقول لها: "I Love you" مثل ما يفعلون في فلم توم وجيري!!
لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بخديجة رضوان الله تعالى عليها لم يكن زواجه نتيجة غرام وقع فيه، فسار خلفها في الطرقات ونفث الآهات وسكب العبرات ثم جاء فبث ما في قلبه وقال: أنا أحبك وسأتزوجك رغماً عن الجميع!!! كانت هي التي طلبته بعد تفكر ونظر وبعد أن تأكدت من أخلاقه، فأرادت أن تتشرف بالاقتران برجل يحوي كل هذه المكارم، فأرسلت إليه بعد قرار عقلي حكيم لا يعارض ما عليه مجتمعها، وكانت قادرة على إعانته على الإنفاق وبناء الأسرة، إذ عمل بالتجارة في أموالها...
ثم حين عرضت عليه الزواج لم يذهب هو وهي في نزهة ليتعرفا على بعضهما أولاً ويعيشان الحب والرومانسية!! وإنما أخبر أعمامه فذهب معه عمه حمزة -رضي الله عنه- وطلبها من وليها، فوافق وتم العقد والزواج.. وبدأت مسيرة بناء الأسرة وتحمل المسؤولية، ونما بينهما الحب في ظل التضحية والتعاون المشترك في تحمل المسؤوليات...
هذا يا رعاك الله ما جرى قبل البعثة!! والمجتمع كان في جاهلية!! فلا أدري نحن في أي جاهلية نعيش!!
يا سيف.. إن المعاني والمفاهيم التي تراها من حولك وفي وسائل الإعلام عن الزواج والحب ليست حقيقة! وإنما هي أوهام بثها فينا مغرضون لنبعد عن الواقع ونفهمه بطريقة مغلوطة، فنتعامل معه بطريقة مغلوطة، فنفشل الفشل الذريع في بناء حياتنا وأسرتنا ومجتمعنا!!
من المعروف أن الحب في عمرك ليس ناضجاً والاختيار ينقصه كثير من التعقل والتروي... ولكني لن أقول لك انتظر حتى تكبر وتنضج وتفهم وتعرف كيف تحب!... إذ المفروض أنك إنسان عاقل وتفهم ما يجري حولك وما يراد فيك ومنك!! ما ينبغي لك وأنت "سيف الدين" أن تكون ساذجاً إلى درجة تصدق فيها كل ما تراه أو تسمعه!!
اذهب فجهز نفسك جيداً لمتطلبات الزواج وما يتبعه من مسؤوليات، ثم ابحث عن التي تناسب وضعك فتزوجها وأحبها كما تشاء... بل واكتب في حبها الأشعار... فإن وجدت هذه الفتاة من غير زوج فاطلبها، وإن فاتك الزواج منها فهناك ألف فتاة غيرها تناسبك وتناسبها، وتحبك وتحبها... هذا ما يليق بالرجال أمثالك فقم وخطط لمستقبلك... وفقك الله..
واقرأ على مجانين:
أحبها وأخاف أن تضيع من يدي
أكبر مني وأحبها مشاركة