السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
نفع الله بكم وبعلمكم، أنا فتاة عمري 22 عاماً، كنت أعانى من عدم انتظام الدورة الشهرية بالرغم من انتظامها معي منذ أن بلغت في عمر الثالثة عشرة. كانت منتظمة جداً، ومنذ فترة قريبة انقطعت مدة 5 شهور قلقت جداً أنا وأمي وتوجهنا للطبيب -وهو طبيب مشهور جداً عندنا-، خضعت لفحص بالأمواج الصوتية (سونار) على البطن وقال الطبيب بشكل مبهم أن السبب زيادة في هرمون الذكورة ووصف لي "سيدوفاج 850" مرتين في اليوم ودواء آخر قبل موعدها ب5أيام، ودواء من اليوم الخامس للدورة، وفعلاً انتظمت والحمد لله، لكن الطبيب قليل الكلام ولا أفهم منه طبيعة الحالة بالضبط! وطلب مني المتابعة كل 3 شهور، والفحص لا يتعدى دقائق! المهم بسبب عدم فهمي لكلام الطبيب بحثت على الانترنت واكتشفت أن حالتي هي تكيس في المبايض، مع أن الطبيب لم يذكر ذلك لكن هي نفس أعراضي.
أنا قلقة جداً وأمي كذلك، وكلما تسأله لا يتحدث صراحة ويطمئنها أن الأمر بسيط، وسألته أمي عن الإنجاب فيما بعد فقال إن شاء الله لأن البويضات عني تتكون بسرعة! المهم قرأت على النت كلاماً كثيراً منه أن "السيدوفاج" مفيد جداً في هذه الحالات ويستخدم مدة 6 شهور بعدها تتحسن الحالة فتفاءلت. الحمد لله بعد مرور ثلاث شهور من العلاج ذهبت للمتابعة مع الطبيب وقال لي استمري على العلاج كما هو، سألته أمي إلى متى فقال: "حتى الزواج وبعد الزواج سنرى ماذا نفعل؟" وكالعادة انتهت زيارتنا له بسرعة لأن العيادة مزدحمة... من وقتها وأنا عندي اكتئاب شديد، فما معنى أن تطول مدة العلاج حتى الزواج وبعده نرى؟! أنا قلقة جداً وأشك في كلامه واطمئنانه الزائد.
المهم، في هذه الفترة يتقدم أشخاص لخطبتي، فهل أصارح من يتقدم لي بحالتي أم لا؟ وهل الحالة بسيطة؟ أنا خائفة جداً.
آسفة للإطالة وجزاكم الله خيراً.
27/12/2009
رد المستشار
بداية، أنا سعيدة جداً بعودتي للمجانين. لكن يبدو أن المجانين خلطوا بيني وبين شخص آخر! فهذه مشكلة طبية وأنا تركت الطب من سنين، ليس أي طب.. نساء وولادة! تشخيص وأدوية! يا سلام.. والله أرجعتموني لأيام حلوة.
تكيس المبايض إصابة معروفة ومنتشرة بين بناتنا ولست أدري لماذا؟ للسمنة أحياناً؟ ولكن منذ متى.. فدائماً ما غلبت عليهن السمنة! رحم الله صفائح السمن "النايحة والسايحة" أيام زمان! ربما لنوعية السمنة، فهي لم تعد صفائح سمن ولا أطباق مفتقة ولا بلحاً منقوعاً في العسل، ولا بيضاً بلدياً بالزبدة والمرتة... بل طعام بلا طعم ولا لون ولا رائحة، طعام مفبرك سريع عليه من الإضافات ما نعجز عن استيعابه. أتمنى لو تحاول كل البنات العودة إلى الطعام الطبيعي حتى لو سمنت وامتلأت.
نعود لتكيس المبايض تابعت حالات بحكم القرابة، لا أعرف أسماء الأدوية ولكنها فعلياً كانت أنواع من الهرمونات وتؤخذ لفترات... وهي كانت تبدأ أيضاً باختلال في الدورة الشهرية، وهناك فتاة لم تصلها الدورة الشهرية أصلاً وهذا ما دفعني وأمها لعرضها على طبيبة نساء... وكان أن شخصتها تكيس مبيض وبدأت في العلاج وفي اتباع نظام غذائي. الحقيقة أنها عانت مشاكل بعد أن تزوجت في قضية الحمل والإنجاب، وقد رزقها الله بطفلة ولكن عن طريق الأنابيب.
أنا يا ابنتي لا أستطيع أن أنصحك طبياً، لكن من الممكن العثور على طبيب أو طبيبة أخرى متمكن وقادر ووقته معقول، ويستطيع أن يتحدث إليك ولو قليلاً ليشرح لك ما يحدث وما سيحدث.
ربما لو ابتعدنا عن الأسماء الرنانة سنجد أشخاصاً غاية في التفوق العلمي وأمانة الأداء، وأستطيع أن أرشح لك بنفسي إن شئت، ليس تشكيكاً في الأستاذ ولكن لأني أنا شخصياً أعتبر أن الطبيب المعالج يجب أن يمنحني الراحة النفسية قبل أي شيء آخر.. رغم أني زوجة أحد أشهر أساتذة الجراحة العامة والمناظير في مصر والعالم العربي وهذه ليست مبالغة- حين احتجت لاستئصال الرحم اخترت طبيباً شاباً.. خارج نطاق الجامعة، ولكني أثق فيه وأرتاح إليه وأحب طريقته مع مرضاه.. وهو مريح جداً.. فهذه الراحة هي مفتاح الشفاء.. أما القلق وعدم الفهم والاكتئاب فلن يساعد.
هذا بداية، ثم يا ابنتي يظل دائماً أن كل شيء قسمة ونصيب؛ بعضهم تزوج وأنجب ولم يحتج لأي علاج آخر بل سارت حياته عادية وطبيعية.. وهذه الفتاة التي حدثتك عنها حصلت على طفلة عن طريق الأنابيب هذا رزق، وهذه قضية أخرى تماماً.
اقرئي أيضاً:
إفراط في السمنة وتأخر الحمل الثاني