سنن الحياة
السلام عليكم،
في البداية أود أن أشكركم على هذا الموقع الجميل.
أنا فتاة عمري 15 عاماً، أما مشكلتي التي لا أعرف لها حلاً فهي أني منذ طفولتي وأنا متعلقة جداً بأختي التي تكبرني، حتى تزوجت وسافرت. كنت في بداية سفرها حزينة جداً إلى أني اعتدت فراقها، وهنا تبدأ المشكلة! تعلقت بمدرستي وأحببتها جداً، لكن بعد فترة لم تعد تهمني فهي كباقي المدرسات! بعدها تعرفت على صديقة بنت عمي التي تكبرني بخمس سنوات وهذه هي المشكلة التي تعذبني؛
علاقتي بهذه الفتاة ربما سطحية فكل ما أعرفه عنها إيميلها ورقم هاتفها. في أول معرفتي بها كنا نتبادل الأحاديث عبر البريد الإلكتروني، أما الآن أدركت أني من تبدأ المحادثة فقررت ألا أبدأها إلى أن تبدأها هي، لكن ربما مرّ 4 أشهر وأنا انتظر ذلك، في هذه الفترة بحثت عن سبب هذا الحب وما هو فكل ما وجدته هو الإعجاب بالبنات، لكن لا أصف نفسي منهم فلا أشعر بشهوة تجاهها. بدأت أشغل نفسي كي أنساها لكن تفكيري فيها لم يفارقني لحظة.
أما من ناحية الشباب؛ فقد تعرفت على شاب أحبّني جداً، لكني أخاف ترك مشاعري له لأني أدري أنه يوماً ما سنترك بعضنا، ولا أدري لم هذا التفكير مع أنه يحبني جداً كما أن أهلي يمنعونا من التعرف إلى الشباب والحديث معهم، فطبعاً علاقتي به كانت دون علم أهلي.
أخيراً قررت التقرب إلى الله وأدعوه، لكن يبدو أن الدعوه مؤجلة. أنا لا أعرف لماذا أحب هذه الفتاة بهذه الطريقة؟! لو طلبت مني قتل نفسي لفعلت! من ناحية الآثار السلبية أني لم أعد أستطيع التركيز وأشرد كثيراً لدرجة أن نومي أصبح يتأخر بالساعات! أصبحت أحلام اليقظة تلازمني لدرجة أني أتحدث مع نفسي، طبعاً هي كل الشرود وأحلام اليقظة.
أريد أن أوضح أن ذهابي إلى الطبيب النفساني مستحيل لأن أهلي لا يعلمون بهذه المشكلة، كما أن علاقتي بأمي وأختي الثانية عادية جداً.
أتمنى أن تجدوا لي حلاً يخلّصني من هذا الحب، كما أن أبتعد عنها هو حل مرفوض لأني أصلاً مبتعدة عنها!.
11/2/2010
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
حيّاك الله يا إيمان ونفع الله بنا وبموقعنا. معاناتك قد تعود لأحد سببين ولا بد لنا من التحقق منهما لترتاحي.
في الحياة سنن كثيرة من خلل أحدها تنبع مشكلتك فمن سنن الحياة أن ننمو ونستقل عمن حولنا دون أن تزول حاجتنا لهم تماما ولكنها تنخفض درجتها وتتغير طرق الإشباع. عدم القدرة على الاستقلال عن الناس تعني معاناة الشخص من اضطراب اسمه اضطراب التعلق يمكن التعرف على المزيد عنه من خلال الموقع.
مشاعرك نحو هذه الفتاة ليس حبا ولا ميلا للفتيات بل هو رغبة في الحصول على الاهتمام والتقدير الضروريان لبناء ثقتنا بأنفسنا وإشباع حاجتنا للاهتمام والاحترام أما لماذا اخترتها دون غيرها قد يكون لديها سمات تحبين أن تكون لديك، واهتمام من لديه سمات تقديرينها يشعرك بالتالي بالأهمية، إن استطعت تحديد ما يعجبك فيها سيصبح نسيانها سهل عليك من خلال الانشغال باكتساب السمات التي تعجبك. وإن لم تتوصلي لما يعجبك فيها رددي لنفسك بأنك قد نضجت إلى درجة لم تعودي تحتاجين فيها لرعاية طوال الوقت كما الأطفال وأنه يمكنك بناء ثقة نفسك بتطوير مهاراتك بدل الاعتماد على مهارات الآخرين من حولك.
أنصحك وبشدة أن تتخلي عن محاولة العبث مع الشباب فمقابل الاهتمام الذي ستحصلين عليه منهم ستخسرين الكثير من تقديرك لنفسك واحترامها لخيانتك ثقة أهلك واسمعي لعقلك الواعي الذي يشير لك بأن مهما بلغت درجة تعلقك بأي فتى في الوقت الحاضر فلا أمل أمام إتمام هذه العلاقة في الوقت القريب فلماذا تعذيب نفسك وإشغال بالك بما لم يحن أوانه.
أما عن الدعوة المؤجلة فأحب أن أذكرك أن كل دعاء المؤمن مستجاب ما لم يعجل فلا تتعجلي استجابة رب العالمين لك وتذكري أن أجر الدعاء قد يكون بإعطائك ما تريدين وقد يكون بإعطائك أكثر مما تريدين وقد يكون أجر دعائك مدخر لك عند رب العالمين وعندما ترينه تتمنين لو أن كل دعائك بقي مدخر لك عند رب العالمين ولكن لضعفنا لا نستطيع الصبر فتعلمي الصبر وألحي بالدعاء.
إن لم تقنعك السطور السابقة وتريحك نأتي للاحتمال الثاني لمعاناتك فافحصي فكرة تعلقك بها هل يمكن أن تكون من فئة الأفكار الوسواسية فهل تفكرين بها وأنت كارهة للفكرة وهل أنت عاجزة عن وقف التفكير فيها وهل يقفز التفكير فيها إلى عقلك رغم عنك، ويمكنك أن تتعرفي على معنى وأعراض الأفكار الوسواسية من خلال الموقع فإن وجدت انطباق ما هو مكتوب على معاناتك يكون قد حان الوقت لإطلاع أهلك على معاناتك وطلب مساعدتهم في الذهاب إلى الطبيب النفسي الذي لا يؤدي التهرب من زيارته سوى إلى تعقيد مشكلتك. شافاك الله وعافاك وتابعينا بأخبارك.
واقرئي أيضاً:
عذاب الحب والتعلق: الصداقة الخطرة
أخشى فراق من أحب
مشكلات التعلق