تعبانه من الفراق....!؟
السلام عليكم؛ أشكر حضرتكم على هذا الموقع الجميل.. مشكلتي هي أني كنت أقيم في الخليج طوال طفولتي وحتى أنهيت الثانوية العامة عدت عندها إلى مصر لأدرس في الكلية.
خطبت قبل دخول الكلية لشخص أحببته واخترته بإرادتي، بل وأصريت عليه وحاربت كثر لأجله..
المشكلة أنه سافر لدولة خليجية بحجة أنه يريد شراء الشقة، لكني متعبة جداً لغيابه عني بينما أنا وحيدة هنا في مصر بعيدة عن أهلي، فقد كان الإنسان الوحيد إلى جانبي. حالياً أقضي إجازة نصف السنة مع أهلي، لكني أخشى العودة إلى مصر وحيدة مع الذكريات في كل مكان أمشي فيه. أحياناً أحاول إقناع نفسي أن الأمر طبيعي لكن يعاودني الشعور بأني في قفر ليس لي فيه أحد! أنا أظهر قوية شديدة الاحتمال لكني مدمرة من الداخل، أخشى ألا أنجح في دراستي التي اخترتها رغم معارضة الجميع- أدرس الهندسة.
أطلت عليكم، أدري؛ لكني أتمنى أن أجد حلاً. مشكلة أخرى تقلقني وتمنعني من النوم؛ خطيبي لا يشعر بالراحة في تلك الدولة وقد شكا لي من الوحدة هناك ذات مرة فقلت له مازحة أن نعقد قراننا ويستخرج لي إقامة وأنا سأذهب لفقامة عنده! فأخذ الأمر على محمل الجد، بل طلب مني أن أحوّل دراستي إلى كلية نظرية مما يسمح لي بالدراسة الذاتية بالانتساب هناك والنزول إلى مصر موعد الامتحانات، وأيضاً لأن الدولة التي يقيم فيها تمنع عمل النساء في مجالات كالهندسة! هو مهندس وحالته المادية تسمح له بفتح بيت وحده.
المشكلة هنا أني أرغب بشدة في إكمال دراستي فقد كانت أمنية حياتي أن أدرسها، لكن في ذات الوقت أتمنى من كل قلبي أن أذهب إليه، ماذا أفعل؟ على كل الأحوال لن أستطيع العمل سواء أكملت أم لم أكمل لأنه رافض مبدأ العمل للمرأة، وفي السعودية لا تعمل النساء في المجال الهندسي. أنا في حيرة مميتة لدرجة أني لا أدري من أستشير ومن أسأل وماذا أفعل؟!
أنا مشتتة جداً، وأتمنى ألا أكون قد أزعجتك.
وشكراً للاهتمام.
15/2/2010
وبعد يومين أرسلت تقول:
حيرة ليس لها حدود..!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لقد أرسلت رسالة منذ يومين أستنجد بكم من الحيرة ولم تردوا عليّ وكدت أختنق من التفكير، وقد أدّى بي التفكير إلى خلافات مع أهلي ولا أدري ماذا أفعل، لقد استخرت ربي لكن الله لم يلهمني لشيء! لدرجة أني أريد أن أقضي وقتي نائمة حتى أحلم بما ييسر لي ربي في خياري وهذا يسبب لي مشاكل مع..
الرجاء أن تردّوا عليّ قبل أن أموت من التفكير، أرجوكم لا تهملوا رسالتي..
وشكراً على مساعدتكم لي ولغيري...
17/2/2010
رد المستشار
أسعد الله مساءك وأهلاً ومرحباً باستشارتك في صفحتنا استشارات مجانين.
صديقتي العاشقة..
كم هو جميل هذا الحب الذي تعيشين فيه وكم هي حارقة هذه الأشواق. أقدر أشواقك واستعجالك لأن تكوني بقرب خطيبك ولكن لا تدعي هذه المشاعر تسيطر عليك فتمنعك من الرؤية بوضوح.
لطالما حلمت بدخول كلية الهندسة وها أنت فيها الآن وقد حقق الله لك حلمك فلماذا تريدين أن تسدلي الستار على حلم جميل قد بدأ يتحقق فعلاً، فقط لأنك غير قادرة على قليل من الصبر؟ ولماذا لا تستغلي فترة سفر خطيبك فتجدّي في الدراسة وتختصري السنوات حتى تنتهي منها وأنت مهندسة مؤهلة لأن تكوني ربة منزل وأم كفؤ قادرة على المشاركة في قيادة سفينة الحياة الأسرية وفي المشاركة في قيادة الحياة بشكل عام؟ وألا تعتقدين أن القيادة تحتاج إلى القدرة على الصبر كأحد العوامل الرئيسية للنجاح؟
إن الحب عبارة عن مشاعر جميلة وأجمل ما فيها أنها تملؤنا طاقة ورغبة في إنجاح حياتنا وتوجيهها في أفضل مسار كما أنها تملؤنا تحدي لإثبات أن اختياراتنا كانت الأصح والأحسن حتى لا ندع فرصة للآخرين لإثبات العكس. فماذا عنك الآن؟
أقترح عليك يا "خلود" أن تعيدي ترتيب أمورك وأنت مستيقظة لا وأنت هاربة إلى النوم فالحلول لا تأتي إلينا ونحن غارقون بالأحلام بل تأتي بالتحليل والتفكير الموضوعي المنطقي بعيداً قدر الإمكان عن العواطف. فكري بجدية أيهما أنسب بالنسبة لك دراسة الهندسة أم دراسة كلية نظرية؟ ولو كنت مكانك لاخترت الصبر وإكمال الحلم الذي بدأ يتحقق وما هي إلا مدة وسيكون لديكما المتسع من الوقت للتمتع بمشاعر الحب الجميلة وبدفء اللقاء...
ويتبع>>>>: عاشقة ومظلومة والنبي ... م