الوساوس القهرية أقهرها مرة وتقهرني مرات
السلام عليك ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة لفريق مستشاري مجانين، وأخرى خاصة جداً للأستاذة رفيف الصباغ، جزاها الله خيراً، وأريد منها الرد هي وليس من غيرها من الفريق، وفي الجميع خير وبركة حفظهم الله.
في الحقيقة، 80% من مشكلتي مع الوسواس بالنية والشكوك، فمثلاً:
يأتيني تساؤل: "هل أنت جازم في وضوئك أم لا؟ فأبدأ بعد جهد جهيد بالوضوء، وعندما أتوضأ أبدأ بالمضمضة، ثم أقول: "هل تريد يا أنس أن تتمضمض من باب النظافة أم من باب الوضوء؟؟" ثم أقف دقيقتين أو أكثر لأرد هذا التساؤل.
وعند غسل وجهي للوضوء أقول: "هل تريد أن تغسل وجهك من باب النظافة أم من باب الوضوء؟" ثم أقف دقيقتين لأرد هذا التساؤل والتشكيك... وكذلك الأعضاء الأخرى!.
كيف أتخلص من هذه المشكلة؟ كذلك الصلاة يأتيني تساؤل قبل البدء في الصلاة: "هل أكيد تريد أن تصلي نافلة أم فريضة؟ ثم فريضة ماذا؟".
هاتان المشكلتان تشكلان عندي 80% من مشكلتي الوسواسية فكيف أتخلص منهما؟!.
حفظك الله وسدد خطاك.
أرجوك أن تستعجلي بالرد فأنا متعطش للرد.
22/2/2010
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
أهلاً وسهلاً بك يا أنس، وشكراً على مشاعرك الطيبة، وأرجو أن يكون فريق مجانين كله عند حسن ظنك.
إن مشكلتيك اللتين تشتكي منهما من أيسر مشكلات الموسوسين!!
أما الوضوء: فأنت تعلم أن علاجك أن تتابع الوضوء دون أن تقف لتبرهن على نيتك، ودون أن تقيم لتلك الوساوس وزناً.... لكن لنفرض أن هذا الوسواس التصق بدماغك فلم يبارحه، ولم تستطع إهماله... فالحل بسيط جداً يا أنس! قل لوسواسك: أنا أريد أن أتوضأ بغير نية الوضوء، مقلدًا في ذلك مذهب أبي حنيفة رحمه الله تعالى! ولا يهمني سواء كانت نيتي الوضوء أو النظافة، طالما أن وضوئي صحيح في ذلك المذهب وتصح به الصلاة!! وتابع وضوءك وأنت مطمئن تمامًا أنه حتى لو كنت لم تنوِ فوضوؤك صحيح وصلاتك صحيحة!.
وأما الصلاة: فأمرك فيها طريف يا أخي!!
لنفرض أن أحداً أمامك سألك قبل أن تكبر: ماذا تريد أن تصلي؟ ألا تستطيع أن تقول له: أريد أن أصلي فرض كذا...؟! بلى تستطيع وبكل تأكيد، ولا أشك أبدًا أنك ستحتار وستقول له: في الحقيقة لا أعلم، هل أريد السنة أم الفرض!.
إن إجابتك هذه له، ومعرفتك إياها، دليل أنك تعلم ما تريد، وعلمك ما تريد هو النيّة!! وما اتجهت إلى مكان الصلاة إلا لغرض معين -وهو أن تصلي صلاة معلومة في عقلك-، وهذا الغرض الذي قمت له هو النية!!
وأخيرًا: إن لم يقنعك هذا الكلام فلا داعي لذلك!! قف وقل للشيطان باستهزاء: (أنا أريد أن أصلي بغير نية!... فهل تريد شيئاً آخر؟). واعمل بالنصيحة النبوية: فاستعذ بالله من شيطان الصلاة (خنزب) واتفل ثلاثاً على يسارك، وبادر إلى التكبير فوراً....
وأظنك تعلم أن الحكم بشأن الموسوس هو أن يعتبر نفسه قد أدى الفعل الذي شك فيه. فإن لم تسمع بهذا الحكم من قبل فارجع إلى مقالات منهج الفقهاء في الوسواس القهري واقرأها.
استعن بالله، وشمّر واجتهد في العلاج وإهمال الوساوس، وستكون النتائج طيبة بإذن الله تعالى، ولكن لا بدّ من الصبر لكل شيء في هذه الحياة.