وأنا مستلقية أشعر أني أقع من مكان عالي..!؟
السلام عليكم؛ أنا بعد ما جبت الدواء وقريت النشرة اللي فيه خفت آخذه عشان الأعراض الجانبية أنا كنت جبته عشان.
أنا حسيت أن الأمور خرجت عن السيطرة شويه فقلت آخذه أسبوعين أو شهر وأوقفه.... بس قريت أنه لازم فترة طويلة عشان يؤثر ولازم فترة ثانية عشان أوقفه بالتدريج.... يعنى شغلانة.
عموما أنا نفسي مابقتش عارفه إيه المشكلة عندي ولا إذا كان في ليها حل من أساسه.. صح؟
أنا بقيت وحدي تماما ولا بكلم ولا بخرج مع حد خالص، وبقيت بجد عدائية مع الناس وكل الناس بقوا بيكرهوني حقيقي وبيتعاملوا بطريقة رخمة ولئيمة معايا، حتى بقيت ما بروحش أي حتة ولا وبخرج من غرفتي، إلا الجامعة، حتى المشاوير الضرورية ألغيها، وبقى الخروج بالنسبة لي مخيف ومزعج أكثر من الأول بكتير.
كمان في حاجتين غريبين: الأولى أني بقى بينط في رأسي أفكار مش أفكاري، يعنى كأنها مقاطع من حديث وحوارات ناس ثانية مش أفكاري أوقات بتبقى مزعجة فعلا، بس مش دايما.
كمان الحاجة الثانية الأغرب أنه أوقات وأنا مستلقية أو جالسة، بحس أني أقع من مكان عالي أو أني في فراغ زى الفضاء وأطفو فيه، وأوقات بحس أني بجد وقعت وأتحرك بناء على الشعور ده حركه فجائية، حتى أوقات في الكلية حصل، الموضوع ده كان راح من زمان، مش عارفه إيه رجعه... ده غير أني بجد بقيت مشتته تماااااما ومش عارفة حتى أفكر، بجد كأني عايشة في عالم من الفراااغ، أو كأن مخي محرك عربية خربان.
ومع أني مش متضايقة من كل حاجة حواليّ بنفس الحدة السابقة إلا أني مابقتش تفرق معايا أي حاجة أساسا، ومابقتش عارفة لازم أفضل عايشه ليه، كل يوم أسأل نفسي نفس السؤال بغباء، أنا ليه عايشة، ومابحاولش حتى أفكر في إجابة للسؤال. عموما أنا بجد حاسة أني بقيت غريبة جدا ومحدودة التفكير.
أنا بجد آسفة على الرغى والكلام الكتيييييير ده.
أنا قلت أقول الكلام ده قبل ما أرجع في كلامي وأقرر ماقولوش أو أنساه، أو ماعرفش أقوله كالعادة.
أنا بقول لنفسي انه يمكن قلق وكده؟ صح..... بس قلت أسأل حضرتك.
س.س
12/3/2010
رد المستشار
الحمد لله أنك أرسلت مشكلتك لأنها فعلاَ ستتفاقم إن لم تأخذي خطوة جادة نحو العلاج، فرغم أنك لم تذكري اسم دوائك ولم تذكري هل وصفه لك طبيب؟ وهل معنى ذلك أنك تتواصلين مع متخصص نفسي أم ماذا؟، إلا أن سطورك فيها الكثير مما يجب الوقوف عليه، أولهم عدم رغبتك في الخروج أو الحديث مع أحد أو إن أي شيء لا يفرق معك كلها أعراض اكتئاب بوضوح، وكذلك أن خروجك أصبح مخيفاَ! فلماذا هو مخيف؟، وكيف يكون مخيفاَ؟ وهل هذا الخوف مرتبط بالخروج فقط؟.
تلك التساؤلات غاية في الأهمية لتحديد الخلل النفسي لديك، وكذلك تلك الأفكار التي تفرض نفسها عليك بشكل مزعج تشير لوجود شبهة وساوس قهرية بقوة، وقد يتخفى القلق المرضي لدى بعض الأشخاص في صورة وساوس قهرية حتى يستطيع الجهاز النفسي للشخص أن يهرب من مواجهة قلقه المرعب، فيتقبل الوسوسة أكثر من القلق لأنه ينغص على الشخص عيشه ويدور به في دائرة لا تنتهي لأنه يكون مصحوباَ باكتئاب وتوتر وأعراض جسمانية متباينة وكذلك يدخلك في اضطراب كل العمليات العقلية بداية من الاستقبال للمعلومات ومروراَ بالاحتفاظ بها والتركيز وانتهاء بالاسترجاع لها وهو ما عبرت عنه بأن تفكيرك مثل موتور العربية الخربان، ولا يوجد علاج دوائي بدون آثار جانبية؛
ولكن علينا أن نعترف أن العلاج الدوائي صارت آثاره الجانبية أقل ويمكن تحملها بكثير عن السابق أو على الأقل آثاره تكون أقل بكثير من آثار تركنا لأنفسنا دون علاج كما عرفت وذقت، وكذلك من المعلومات المبدئية والبديهية للعلاج النفسي خاصة لو كنا نتحدث عن الاكتئاب والقلق والوساوس أنها لا تعطي نتائج فورية كما يتصور البعض ولكنها تعطي تحسناَ يمكن ملاحظته على الأقل بعد أسبوعين من بداية العلاج وبشرط المواظبة عليه كما اقترح الطبيب، وأنت لم تخوضي رحلة العلاج أصلاَ، وتتهاونين في الأعراض التي تصيبك وتتهاونين في تناولك للعلاج بالطريقة السليمة لتؤتي ثمارها.
بقي أن أشير لأمرين، أولهما أنني لم أقصد أبدا أن أضخم حجم ما تعانينه ولكن قصدت أن تضعي علاجك في بؤرة اهتمامك أكثر من ذلك حتى تعودي لسابق عهدك أسرع، والثاني أن العلاج الدوائي فقط يعتبر علاجاَ مبتوراَ ويجب حين تبحثي عن العلاج الناجع كما يقولون أن تطبقي طريقة العلاج المتكاملة التي يكون أحد جوانبها الرئيسية الدواء ويتممها العلاج المعرفي والسلوكي الذين يؤثران في أفكارنا ومعتقداتنا ومناقشتها بموضوعيه ونضج وتعديل للسلوكيات الخاطئة أو تهذيبها وإدخال سلوكيات جديدة يتم اكتسابها لتكتسبي السلوك الذي هو أهم شيء في خريطة العلاج، هيا لا تتهاوني ولا تسامي وتذكري أن حياتك المستقرة هي أجمل وأعمق حلم يجب أن تسعي لتحقيقه.
وأخيراَ تواصلك مع الطبيب النفسي أو المتخصص النفسي هو ما سيجعل تشخيصه أدق بكثير، وإذا أردت أن ترسلي إلينا بالمزيد من التفاصيل للوصول لتشخيص أوضح يمكنك ذلك بكل تأكيد.