الحب القديم
أحببنا بعضنا منذ سن الثانية عشرة وحتى الخامسة والعشرين. ورفضه أهلى بسبب الماديات. وتزوجت وسافر هو. وطلقت بسبب خيانة زوجي لي مع النساء. واتصل بي حبيبى السابق بعد فراق دام ثلاثين سنة. وخلال تلك السنوات لم نتصل ببعضنا لأن أحداً منا لم يكن يعرف عنوان الآخر.
وتزوج هو من أجنبية ويقول أنه يحبها ولكنه يقول لي كلاماً كله اشتياق، ويقول أنه خلال إجازته السنوية لمصر يذهب إلى أماكن ذكرياتنا ويقف تحت منزلنا على أمل أن يراني. كلماته جعلتني أتذكر الماضي وأتعلق به، ثم فوجئت به يقول أنه يحب زوجته!!!، وهو مريض بمرض في القلب.
قطعت معه الاتصال الهاتفي، ولكنه يلاحقني ولا يريد أن ننهى الاتصال (مع العلم أنه إنسان ملتزم، وأنا أثق في أخلاقه جداً). وكما قلت من قبل أنني لم أره منذ ثلاثين سنة. وهو يكلمني في المناسبات بكل احترام.
وأنا محتارة في أمره، هل مازال يحبني ومرضه يمنعه من الزواج مني؟
أم أنني مجرد ذكرى فقط بالنسبة له؟.. وماذا أفعل؟
6/8/201
رد المستشار
تعبر سطورك عن حقيقة ينكرها البعض وهو استمرار حاجتنا للحب مع تقدمنا في العمر وتعدد مسئولياتنا، يجب أن تقود هذه الحقيقة خطاك وتساعدك في اتخاذ القرار المناسب لمشاعرك ومكانتك ودورك في المجتمع فأنت في مرحلة من النضج والوعي لن يسامحك فيها المجتمع عن أي خطأ.
هل تقدم لك هذه العلاقة بالصورة التي عليها ما تحتاجينه من الحب والأنس والاهتمام أم أنها تكتفي بتذكيرك بما ينقصك، فكري في نفسك فمشاعره ليست ما يهمنا.
الثابت والأكيد أنه يحب نفسه ويهتم بما يفرحها ويرضيها، هو يحب ذكرياته وتواصله معك يضفي مزيدا من الحياة على تلك الذكريات ولكن لا يمكنني الجزم بأنه يحبك فسلوكه فيه استغلال لك بإثارة مشاعر لا ينوي الوفاء بحقها، هو أناني يريد زوجته وذكرياته بغض النظر عما تكلف غيره هذه الرغبات فهل تعتقدين أن زوجته ستقبل اتصاله بك، أعتقد بحكم تجربتك مع زوجك السابق أنك أكثر قدرة من غيرك على الحكم في هذه الأمور.
ونظرا لما كان بينكما من مشاعر وما تذكرينه من تأثيره عليك لا يمكن أن نداهن أنفسنا بالزعم أن التواصل بينكما مجرد تفاعل اجتماعي عام، فما يحدث هنا هو علاقة خاصة لا مكان لها في حياتنا ونظامنا الاجتماعي والديني خارج الزواج مهما كانت الظروف.
ما قيمة الحب دون تحمل مسئولية هذا الحب وقد يمنع المرض فتىً من الإقدام على الزواج ولكن في المرحلة المتوسطة من العمر تتراجع الحاجات الحسية مقابل أهمية الحاجات النفسية، ولا يجوز أن تكوني عشت تلك السنين دون أن تتعلمي أن الرجل عندما يحب بصدق لا يمنعه شيء ولا أحد فهم عبر التاريخ خسروا عروشاً وخاضوا حروباً من أجل من يحبون وحبهم الأكبر عادة ما يكون لأنفسهم.
عزيزتي أحبي نفسك كما يحب نفسه واحرصي عليها ولأجل أن تبقى الذكريات الجميلة جميلة تجنبي التواصل معه كي لا تثقلي على قلبه المريض ولا حتى بمشاعرك.