مقاومة
في البداية أشكر هذا الموقع، أنا أعاني من مشكلة أريد لها حلًا، في البداية مشكلتي بدأت من صغري، أعيش ضمن عائلة ووالد متعصب، لم أكن على اتفاق مع أي شخص في البيت، كنت أشعر بالوحدة والضغط، تعرضت لتحرشات جنسية، وغياب الأهل، وعدم الإرشادات، لم أكن أعرف معنى الذي حصل.
مرت حياتي وعندما دخلت إلى المدرسة شعرت أني منزوية لا أثق بأحد، ليس لي أصدقاء، كنت أشعر بوحدة ليس لي أحد في البيت ولا خارجه، وصلت إلى مرحلة الجامعة، أيضًا ليس لي أصدقاء كنت أبقى وحيدة...
في أول السنة الدراسية تعرفت على صديقة كنت معها غامضة جدًا لدرجة أنها تكره الجلوس معي وتركتني، كنت آتي الجامعة وأبقى وحيدة، وعندما تنتهي محاضراتي أبقى أتمشى لوحدي في الجامعة كي لا أذهب البيت وحتى عندما كنت أذهب إلى البيت أبقى وحيدة...
في سياق ذلك تعرفت على شاب أحبني هو في البداية، وكان يهتم بي، أحببته كثيرًا كثيرًا، أصبح كل شيء في حياتي، كنت أجلس معه كل يوم. كان كل شيء وملأ لي فراغي، كنت معه غامضة كثيرًا.
كنا نتشاجر كثيرًا لكن سواء كنت على خطأ أم لا كنت أصالحه، وبعدها أصبح هناك الكثير من المشاكل بالرغم من حبي له، كنت أخاف أن يتركني، لكن في النهاية وقع الكثير من المشاكل وانفصلنا....
لم أستطع الابتعاد عنه ظللت أذهل للمكان الذي يوجد فيه إلى أن حدث شيء ويا ليته لم يحصل فجأة في مرة من الأيام هناك شخص أبدى لي اهتمامه، بدأ يقترب مني، يظهر اهتمامًا تجاهي ألهاني.
في الفترة الأولى كان مجرد صديق، وبعد فترة اعترف لي بحبه، أنا لا أعرف إن كنت أحبه؟ لا أعرف إلا أنه شخص يملأ فراغي.
هنا بدأت فترة عدم وعي، وبدأت أفعل أشياء خارج ديني وأخلاقي بدأ يتقرب مني بالملامسات فرفضت في البداية، كنت دائمًا أرفض لكن بدأ يضعفني بحضوري الأفلام الإباحية، بالكلام، بكل شيء، كنت دائمًا عندما يحصل شيء أتركه وبعدها يوهمني أنه يحبني، وأن كل الذي يحصل عن حب، لم أكن سعيدة كنت أعرف أن الذي أفعله خطأ كبير، كنت أشعر كأني في غيبوبة، وفي كل مرة أندم، ثم أرجع له، ويحصل بيننا شيء، لكن الحمد لله ما زلت أحافظ على بكارتي.
في آخر مرة تركته، وعندما عدت له قد تقدم لي عريس، شخص ارتحت له جدًا في داخلي، وفي نفس الوقت كنت مع علاقة مع ذلك الشخص...
في البداية كنت بين ناري الرفض والقبول، كيف أني مع شخص وأخطب لشخص أخر، قلت لأهلي: لا أريد. ولكن من داخلي أريد الاستقرار، أريد أن ابتعد عنه، عن أخطائي، أريد أن يسامحني الله.
وبالرغم من أني رفضت، لم يقتنع أهلي، وقالوا لي: تعرفي عليه ليس لك سبب للرفض. وكانت أخواتي يساعدنني. كنت أتكلم مع الشخص الذي كنت معه على التلفون وأقول له: أخاف أن يكون أهلي على صواب. بعد يومين أنهيت كل شيء وخطبت...
حاول ابتزازي بالتقرب من خطيبي عن طريقي الرسائل، كنت أخاف أن يفضحني. أقسم بالله من أول ما خطبت وأنا أدعو ربي أن يسامحني وأنا أكون لخطيبي فقط لا أخدعه، من خلال الابتزازات خطيبي لا يعرف شيئا ولا حتى أني تركته من أجله.
أنا الآن أعاني من عذاب الضمير أخاف أن أفضح، وأنا أحبه جدًا جدًا، ولا أريد أن أخسره بعد فترة زواجي. لست مرتاحة، كثير من الأحيان أفكر أن أقول له، أو أن أتركه، لكن لا أستطيع.
أنا الآن منزوية في البيت لا أكلم رفيقة، أصبحت خائفة من كل شيء، من أي أحد، لا أعرف كيف أرتاح.
أنا غلطانة انصحوني كيف أخرج من حالة الضعف والخوف، ومعاتبة الضمير، أنا أبكي كل يوم، أقول: كيف أنا فعلت هذا؟ فقد تعلمت درسًا.
لم أدع خطيبي يمسك يدي، أنا خائفة، ماذا أفعل؟ أتمنى أن تكون رسالتي سرية وألا يقرأها أحد غيركم وشكرًا..
17/02/2011
رد المستشار
أختي الغالية دانة:
ما تشتكين منه مشكلة تتكرر، وتتكرر، وتتكرر، وصاحباتها يتأوّهن، ويتأوّهن، ويتأوّهن، وما من سامع...
قد أوصلهن الطريق إلى مستنقع موحل، فإما يغرقن فيه، وإما يخرجن منه بعد طول عناء وقد غطاهن الوحل، فاحترن من أين يبدأ التنظيف، وكيف يخفين آثار جراح السقوط...
وأنت بحمد الله تعالى ممن خرج ونجا، وممن تفوح من كلماته رائحة التوبة الصادقة...، لكنك الآن تعانين من آثار السقوط، ولا بد من هذه المعاناة في الفترة التي تعقب التوبة... لكنها ستذهب بعد فترة، بالثبات على التوبة، وتوجيه الفكر والقلب، إلى المستقبل الطاهر، وعدم النظر إلى الوراء...
أما الله تعالى فقد وعد عباده المغفرة إن تابوا التوبة الصادقة، فحسني به الظن، وحولي عذاب ضميرك إلى حب وامتنان للذي قبلك وغفر لك رغم ما فيك...، تأملي جمال فعل الله تعالى، ولا تتأملي قبح فعلك...
وأما العباد: فلا دخل لأحد بالذنوب التي كانت بينك وبين باريك، ولا يجوز لك أن تعترفي بما جرى معك بعد أن سترك الله تعالى...، وإياك إياك أن تعترفي لخطيبك بما جرى معك...
وأما ذلك الشخص المخادع، الماكر، الذي لا أعرف بمَ أصفه، والذي حاول إثارتك والضحك عليك ليستمتع كما يشاء، فلا تخافي منه ولا من أمثاله، فإن حاول أن يفضحك فلك أن تكذّبيه، وتنكري قوله...، وما أكثر الذين يتهمون البنات بما لم يفعلنه، فكوني أمام الناس واحدة من هؤلاء...
وأنجح طريقة تضمنين بها سترك، أن تداومي الدعاء والتضرع ألا يفضحك الله تعالى أمام العبيد. اسألي الله تعالى كما منّ عليك بالتوبة، وبرجل يسعدك بالحلال، أن يتم نعمته فيديم عليك ستره، والله أرحم بالعبد من الوالدة بولدها...
إن كنت لم تعقدي العقد بعد فأحييك على عدم السماح لخطيبك بالإمساك بيدك، أما إن تمّ العقد فلا معنى لتصرفك هذا، وما من مشكلة لو فعلت...
أخيرًا: أرجو أن تتفتح عقول بناتنا عندما يقرأن مثل هذه المشكلات، وألا يقلن: لكن أنا حبيبي مختلف!! لأنه حتى في الأفلام نرى المخدوعات يذرفن العبرات، وهذه قصة قديمة معروفة...، ولم يكن الخطأ يومًا طريقًا إلى الصواب.