أحبها بعد هذا السن..!؟
السلام عليكم؛
نشكركم على جهودكم لحل المشاكل، أنا رجل أبلغ من العمر خمسين عاماً متزوج منذ 25 سنة ولدي ستة أبناء أحب زوجتي ولم يسبق أن فكرت في غيرها، أعيش حياة هادئة ومستقرة لم يسبق أن رفعت بصري إلى النساء أو تكلمت معهن عبر الهاتف أو أية وسيلة أو أقمت أي علاقة، ولكن منذ شهرين حدث لي شيء غير مجرى حياتي كلها وهو أنه عندما كنت في السوق رأيت امرأة تبلغ من العمر حوالي 35 سنة أعجبت بها وانجذبت إليها بلا إرادة أو شعور فكأن مغناطيسا شدني إليها فصرنا نتبادل النظرات فأحسست بإحساس غريب لم أشعر به من قبل وكأن أحداً يقول لي هذه هي ضالتك هذه المرأة لك وحدك..
فصرت ألحق بها في السوق فأحست بذلك ثم صارت ترمقني بنظرات كلها شوق ولهفة ففهمت من عينيها أنها تريد قول شيء تريد الكلام لكن كأن شيئا يمنعها ربما الحياء وأنا بدوري لم تكن عندي الشجاعة للكلام معها ثم غادرت السوق ثم صرت آتي إلى السوق تقريبا كل يوم لعلي ألقاها فقد عزمت الأمر على مخاطبتها مهما كلفني ذلك لكن إلى اليوم لم أرها. خيالها لا يفارقني مشيتها حركات يديها عيناها وعندما أكون لوحدي أبكي عليها بحرقة وفي بعض الأحيان أتخيلها تعاتبني.
حياتي تغيرت منذ يوم رأيتها وتراودني أسئلة كثيرة، هل هي متزوجة, غير متزوجة مطلقة, أرملة, لا أدري. حاولت أن أنساها فلم أستطع حاولت أن أتعرف على فتاة لكي أنساها لكني لم أستطع ولقد سنحت لي فرص للتعرف على فتيات لكني كلما هممت بمخاطبة أي فتاة أتخيل صورتها وكأنها تقول لا تفعل أنا حبيبتك، أنا لك كيف أضعتني وتركتني هي لا تتكلم بل تلوح بيديها وكأنها تمنعني من فعل أي شيء أنا فقط أريد أن أراها وأقول لها كلمتين (أنا أحبك) وليس هناك شخص على وجه هذه الأرض يحبك مقدار حبي.
إنها الآن كل شيء في حياتي ولو خيروني بين نساء العالم فلن أختار غيرها إني أعشقها لدرجة الجنون بل أكثر من ذلك، هل ممكن لشخص أن يحب في سن الخمسين؟ إن قلبي يعتصر ألما ويتعذب لفراقها كل ساعة وكل لحظة يا ترى كيف سأعيش بدونها بقية العمر فقط خلال أقل من ساعة حدث إعجاب وحب وعشق أنا لا أدري ماذا حصل لي
هل هو الحب المنتظر هذه المرأة لا يمكن أن أنساها أو حبها ينمحي من قلبي إلى الآن كتبت فيها أربع قصائد..
وشكرا....
22/12/2011
رد المستشار
السيد الفاضل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلا بك على شبكتنا مرحبين بك وباستشارتك، لقد أعدت قراءة ما كتبت لأجد ما بين السطور، فما ورد في استشارتك ليس بعثاً جديداً لعشق قيس لليلى، إنما هو حاجة للحب، وقد يدخلها شيء من خليط من الوسواس، ولو أعدنا فهم السطور مرة أخرى سنجد أنك لم ترَ هذه المرأة إلا مرة واحدة، ثم نسج خيالك قصة من العشق والغرام، وجعلها كالنبض في ذاكرتك لا ينتهي أو يُنهى عن شيء، وقد تركت المجال بشكل واسع لتجعل من الخاطرة فكرة ومن الفكرة إلحاحاً ومن الإلحاح عاطفة متفجرة وقلقاً لا ينتهي وتعززه بممارسة التخيل، وكتابة القصائد، ولننظر من جديد للأمر مرة ثانية، فلو قدر الله أن رأيتها وتكلمت معها فهل تراك عندها ستعشقها بنفس القدر؟؟
ألا ترى أنك وضعت صورتها التي رأيتها في إطار من صنع خيالك ونحتَّ منها تمثالاً للعشق؟ ذكرتني برواية فوضى الحواس لأحلام مستغانمي التي تصف المرأة التي أحبت خيال رجل لم تره لكنها رأت لحظة انطلاق اللهب من ولاعة سجائره ثم جعلت هذا الخيال حياً في ذاكرتها ورسمت شخصيته كما تريد ووقعت في عشق الخيال، أو كمسرحية توفيق الحكيم "بجماليون" الذي نحت تمثال المرأة الكاملة الأنوثة وعشقها بعمق لكن عندما دبت فيها روح الحياة لم يحب صفاتها الإنسانية، نعم لقد رأيتها في السوق، لكن أنت من نسج من خياله صفاتها كلامها وتصرفاتها، لكنك لو سمعت صوتها لن تعرفها فأنت لا تعرف منها سوى صورتها؛
أما أنك تتعرف إلى بنات فلهذا الأمر يا أباً وزوجاً بعد 25 وعشرون سنة زواج ونصف قرن من العمر دلالة، إن كنت في حاجة للحب ولم تعطك ما تحتاج أم عيالك فشرعك يكفل لك حقاً للزواج، وحقاً لبيتك بالاستقرار، وحقاً لأبنائك بأن يروك بصورة قد تدركها أكثر منا، لكن على كل حال لو أردت أن توقف الأمر اجتهد أن تتوقف عن توسيع تخيلك لها فكلما توسعت في تخيلك زاد تعلقك، وإذا رأيت أن ما يحدث ليس من إرادتك وكأن هنالك ما يقتحم خيالك ومشاعرك، فأنصحك بمراجعة اختصاصي في المعالجة السلوكية فقد تجد لديه العلاج الشافي، وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى.
واقرأ على مجانين:
نطاق الوسواس OCDSD: وسواس الحب Love Obsession
التعليق: ااااااااه على لوعات الحب الذي طال غيابه عني