السلام عليكم ورحمة الله
تحية طيبة، حقيقة أنا وزوجي من القراء المتابعين للموقع ومن أشد المعجبين به، وقد أفادنا كثيرًا منذ فترة الخطوبة وبعد الزواج، وقد قرأنا العديد من الاستشارات والردود وكنا نناقشها معًا.
أما مشكلتي فهي: أنا متزوجة منذ أربع سنوات وكنت أعاني من مشكلة الحمل والسقط المتكرر، واستشرنا العديد من الأطباء الذين أقروا أنني وزوجي في أحسن حال ولا يوجد في أيٍّ منا عيب يسبب هذه المشكلة وما زلنا نعاني منها. المهم أنني منذ تزوجت لم أشعر قط بما يسمى "النشوة الجنسية"، بل إن موضوع العلاقة الجنسية لا يسبب لي إلا كل الهم والضيق والألم، رغم أن زوجي زوج مثالي وأنا أحبه جدًّا وهو كذلك، ولكنني أحب أُنسه وأن يكون لي صديقًا -ونحن بالفعل كذلك "أصدقاء"- فنحن على وفاق تام في التفكير والآراء، ولكن موضوع العلاقة الجنسية هو الهم الأكبر في حياتي، حاولت في بداية الزواج أن أسأل طبيبًا متخصصًا، فربما يكون عندي سبب عضوي لهذا الألم الذي أشعر به عند الجماع ولكنه نفى وجود أي سبب.
مع العلم أننا جربنا كل أوضاع الجماع تقريبًا ولم أجد ضالتي وكذلك المداعبة قبلها، ولكنها تأتي معي بشكل عكسي؛ لأنني أشعر بالتهاب في بداية فتحة المهبل من كثرة الاحتكاك فيكون هناك شعور مؤلم ويؤذيني، لقد أجريت لي عملية الختان وأنا صغيرة فهل هذا هو حقًّا السبب كما سمعت كثيرًا في وسائل الإعلام؟
هناك أيضًا مشكلة أخرى وهي أنني شديدة الحساسية لأمور النظافة، فزوجي دائمًا ما يشير أنني "أنفة" وأنني أربط كل شيء في حياتي بالنظافة، وأنا أرى أن هذه النقطة موجودة وعادية، ولكن زوجي يراها زائدة عن الحد، فماذا أفعل فأنا رزقت بحواس شديدة الإحساس والتأثر فلا أستطيع تحمل أي رائحة غير جيدة، ولا أتحمل أي ملمس للغير على يدي، ولا أتقبل من زوجي قبلة عند رجوعه للبيت مباشرة، كذلك إنني أتأذى من القبلة الفمية؛ لأنني لا أرى فيها أي نوع من المتعة إلا أنها وسيلة لنقل الأمراض.
كذلك أنا إنسانة يتغلب علي العقل أكثر من العاطفة؛ ولذلك لا أرى أي أهمية في أمر الجماع إلا للإنجاب فقط؛ ولذلك يكون الجماع عندنا على أشده في فترة التبييض فقط بناء على تعليمات الطبيب، حيث تكون فيها بكثرة، ولكني بعدها أكون قد استنفدت كل طاقتي النفسية لتقبل هذا الأمر، فمن الممكن أن أرفض هذا الأمر لعدة أسابيع بعده؛ وهو ما يجعلني أشعر دائمًا بالإحساس بالذنب تجاه زوجي الذي هو دائمًا مقدر لمشاعري أو أنني أقبل هذا الأمر، حيث أقوم بالتمثيل على زوجي أنني سعيدة به، ولكني أجد نفسي بعدها أن طاقة تحملي قد انتهت.
لدرجة أنني اقترحت على زوجي بالزواج بأخرى -مع قسوة هذا الأمر اجتماعيًّا عليّ وعلى أسرتي- حتى أضمن لنفسي الحبيب والصديق وأضمن له المتعة الشخصية، ولكنه رفض بشدة؛ لأنه لا يملك المقدرة النفسية ولا العاطفية ولا المادية للزواج بأخرى، كما أنه قال لي إنه يحبني أنا وليس عنده استعداد أن يجرب من جديد، كما أنه من الممكن أن يتزوج بأخرى عندها نفس هذه المشكلة أو مشكلات أخرى،، أنا لا أعلم ما هو الحل؟ وهل هناك حل فعلاً؟ أنا كثيرًا ما أفكر في الطلاق حتى أعطي له فرصة جبرية مع عزمي عدم الزواج مرة أخرى، ولكنني أخشى هذا الحل؛ لأنني كما قلت أحب أن يكون لي أنيس على وفاق معي في التفكير وأخشى الوحدة جدًّا. فهل هذا حل؟!!
رجاء أفيدوني؛ لأنني أصبحت أشعر بأنني إنسانة عديمة الفائدة بسبب هذه المشاكل؛ حتى إنني أحاول الخروج من هذا الأمر بالانشغال بالخروج والعمل والأعمال الخيرية التطوعية، ولكن حتى هذا أحرم منه في بعض الأوقات بسبب ظروف حملي التي تتطلب مني المكوث في البيت،
مع العلم أنني في بلد غريب عن بلدي وأهلي.
وشكرًا.
1/11/2022
رد المستشار
الأخت الكريمة، أشكرك على ما تفضلت به من ثناء، وأدعو الله تعالى أن يتقبل عملنا خالصًا لوجهه الكريم، كما أرحب بكما (أنت وزوجك) كأسرة صديقة لموقع مجانين، والحقيقة أجد مشكلتك فرصة جديدة للخوض في مسألة شغلتني كثيرًا وهي مسألة الحياة الجنسية للمرأة العربية، فمن ممارساتنا واحتكاكاتنا على أرض الواقع ومن خلال صفحتكم هذه أمكننا أن نلحظ أن الحياة الجنسية للمرأة عمومًا وللمرأة العربية بصفة خاصة أكثر تعقيدًا وتركيبًا من التناول الشائع والمتداول في الفكر الغربي، فلا يمكننا اعتبار الممارسة الجنسية عملاً فسيولوجيًّا بحتًا خارجًا عن السياق الثقافي والبيئة الاجتماعية المحيطة به والتي تؤثر أيما تأثير على معتقدات الأفراد وتصوراتهم، وبالتالي على دوافعهم ورغباتهم وممارساتهم.
وأي دارس لعلم الجنس الغربي يلحظ إغفالاً لهذه الجوانب الثقافية والاجتماعية مع التركيز على الجوانب البيولوجية والفسيولوجية، ومن المعلوم أن البحث العلمي في الحياة الجنسية قد بدأ متأخرًا في الغرب، وجاء التركيز في البداية على الجنس عند الرجل، ثم بدأ الاهتمام بالحياة الجنسية للمرأة ومشاكلها في السنوات الأخيرة، ويعتبر إسقاط النموذج الذكوري على الحياة الجنسية للمرأة من أهم أوجه القصور في تناول هذا الفكر الغربي للحياة الجنسية عند المرأة، وفي هذا الفكر تم تقسيم القصور الجنسي عند المرأة (وعند الرجل) انطلاقًا من اعتبار أن هذا القصور نابع من اختلال في الدورة الفسيولوجية للاستجابة الجنسية التي وصفت أول ما وصفت بواسطة "ماسترز وجونسون".
وهذا النمط العام يبدأ نظريًّا بالدافع الجنسي، ثم يتدرج لمراحل الرغبة الجنسية، ثم الإثارة ومنتهيًا بقمة المتعة (أو الإرجاز)، وبالتالي تم تقسيم اضطرابات الحياة الجنسية للمرأة لأربعة أقسام: عطل الرغبة، وعطل الإثارة، عطل الإرجاز، والآلام المصاحبة للممارسة الجنسية.
هذا الهاجس دفعني للغوص والبحث حتى وجدت بغيتي في وريقة من وريقات منظمة الصحة العالمية تحاول أن تعيد النظر في الاضطرابات والمشاكل الجنسية للمرأة بنظرة أكثر عمقًا وأكثر تركيبًا، وتشير هذه الورقة إلى أن أخطر ما يترتب على حصر المشاكل الجنسية في إطار يفترض أن الحياة الجنسية هي عمل فسيولوجي بحت مثل التنفس أو الهضم هو ما يلي:
1) التصور الخاطئ الذي يفترض تطابقًا في الاضطرابات الجنسية بين الرجل والمرأة، ولقد نشأ هذا التصور نتيجة ملاحظة تشابه الاستجابة الجنسية عند الرجل والمرأة وبدون أن تعبر المرأة عما تشعر به أو تعانيه، وتعبير المرأة عن مشاعرها يبرز حجم الاختلاف بينها وبين الرجل، وتأطير الممارسة الجنسية داخل الفعل الفسيولوجي والتماثل بين الرجل والمرأة يغفل تأثير البيئة التي تعيش فيها المرأة والتي تشمل فيما تشمل الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية.
2) حصر الممارسة الجنسية داخل الإطار الفسيولوجي البحت يتخطى ويتجاوز جوانب العلاقة مع الطرف الآخر؛ ويظهر الأمر وكأنه معادلة حسابية مفرداتها أنه إذا كانت الأعضاء الجنسية تعمل بيولوجيًّا بكفاءة فلا يوجد مشكلة، والمشاكل تظهر إذا كان هناك أي خلل بيولوجي في هذه الأعضاء.
3) تجاهل الفروق الفردية بين النساء؛ فكل امرأة كيان متفرد من حيث احتياجاتها الجنسية ووسائل إشباعها، وهي نتاج قيمها ونظرتها للجنس وخلفيتها الثقافية والاجتماعية، وهذه الاختلافات والتنوعات تلغي الفكرة الوهمية لوجود تقسيم فسيولوجي صالح "لكل المقاسات".
ومما لا شك فيه أن غياب الحبة السحرية التي تؤثر وتعدل من الخلفيات الثقافية والاجتماعية والسياسية والنفسية وجوانب العلاقة بين الزوجين دفع مافيا صناعة الدواء في العالم لتقديم كل الدعم المادي والتشجيع للأبحاث والدراسات التي تركز على الجوانب الفسيولوجية وتعزل هذا الجانب عن النظرة الأعم والأشمل، جمعت كل الجوانب الأخرى المختلفة والتي تشمل الصراعات الثقافية والجهل الجنسي والخوف... تحت عنوان "الأسباب النفسية"، وغياب الدعم آخر الأبحاث في هذا المجال؛ في مقابل التضخم الحادث في أبحاث الجوانب الفسيولوجية، واكتشافنا لهذه الحقائق يلفت انتباهنا كأطباء وكباحثين للعمل من أجل علم يخدم احتياجات المرأة بدلاً من العلم الذي يخدم احتياجات السوق ويشبع مطامع رأس المال، والأولى بنا أن نعمل لدعم تقسيم أكثر شمولاً يتناول:
• العطل الجنسي الناتج عن الأسباب الاجتماعية والثقافية.
• العطل الجنسي الناتج عن خلل في العلاقة بين الجنسين.
• العطل الجنسي النفسي.
• العطل الجنسي الناتج عن الاختلالات الجسدية والفسيولوجية.
ومشكلتك تجسد بوضوح مشكلة جنسية ناتجة عن السياق والبيئة الاجتماعية التي عشت وتعيشين فيها، حيث أكد الأطباء غياب أي سبب عضوي يمنعك من الاستجابة لزوجك، ولكن من الواضح أن حبك الزائد للنظافة كل هذا أدى لنفورك من الممارسة الجنسية، وضاعف من هذا النفور مجموعة تصورات وقناعات ترسخت في ذهنك فباتت وكأنها حقائق، ومن هذه التصورات فكرتك عن أن العقلانية تستوجب ألا تتم المعاشرة الزوجية إلا للحمل، رغم أن الله سبحانه شرع هذه العلاقة لتوطد وتدعم أواصر الصلة بين الزوجين، ولقد فصلت في هذه الجزئية في استشارة سابقة بعنوان: " باردة كأخواتها.. زرعنا الثلج فحصدنا الجليد "، والله سبحانه وتعالى في محكم آياته يوجهنا لهذا المعنى فيقول في محكم آياته: "نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم".
ومن هذه التصورات المغلوطة أيضًا اعتقادك أن القبلة الفمية بين الزوجين ضارة بالصحة، وتصورك يدحضه مقولة كنا نتعلمها في كلية الطب وهي أن الفم (أي فم بما في ذلك الفم السليم) يحمل كميات لا حصر لها من الميكروبات (حتى إنهم كانوا يذكرون حقيقة على سبيل المزاح مفادها أن مجرى البول أكثر نظافة وتعقيمًا من الفم وذلك لحمضية البول التي تقضي على الميكروبات)، والمهم أنه والوضع كذلك فلن تسبب القبلة الفمية بين الأزواج ما تتوقعينه من أضرار، وخصوصًا إذا عرفت أن هذه القبلة من وسائل الإثارة شديدة الفعالية؛ وذلك لأن الإثارة الجنسية تعتمد على إثارة الحواس الخمس، والقبلة الفمية العميقة تكفل الإثارة لثلاثة من هذه الحواس وهي اللمس والذوق والشم.
ورغم أن الختان يزيل بعضًا من عضو شديد الحساسية للإثارة الجنسية فإن باقي الجسم ما زال موجودًا ويعمل بكفاءة، وبه الكثير من المناطق شديدة الحساسية أيضًا للإثارة الجنسية، ورغم ذلك فقد شاع في إعلامنا أن من تتعرض للختان فإنها سوف تحرم وللأبد من متعة اللقاء الجنسي، وما أعنيه -فقط- أن المرأة المختتنة تستطيع أن تحيا حياة جنسية طبيعية أو قريبة من الطبيعية إذا كان زوجها حاذقًا يجيد العزف على أوتار جسدها، فختان عقلك أشد وأنكى تأثيرًا من ختان جسدك، ولا علاج لك إلا بأن تحاولي التخلص من قناعاتك وتصوراتك الخاطئة وتتركي العنان لأحاسيس جسدك وتركزي لالتقاط كل إشارة للمتعة.
ويفيدك بالطبع استعمال التدريبات الجنسية الموجودة "في بداية الزواج.. تدريبات التوافق الجنسي"، فإذا شعرت بتحسن فاستمري في "سياسة التركيز والتقاط الإشارات"، وإذا وجدت أنه لا طائل من المحاولة فلا تترددي أن تعرضي نفسك على معالج زواجي أو نفسي؛ لأن الأمر جد خطير ولن يصبر زوجك على هذا الوضع كثيرًا، كما أنك تحرمين نفسك من متعة لا تضاهيها متعة وهي متعة الوصل مع الزوج والحبيب.الأخت الكريمة، أشكرك على ما تفضلت به من ثناء، وأدعو الله تعالى أن يتقبل عملنا خالصًا لوجهه الكريم، كما أرحب بكما (أنت وزوجك) كأسرة صديقة لموقع مجانين، والحقيقة أجد مشكلتك فرصة جديدة للخوض في مسألة شغلتني كثيرًا وهي مسألة الحياة الجنسية للمرأة العربية، فمن ممارساتنا واحتكاكاتنا على أرض الواقع ومن خلال صفحتكم هذه أمكننا أن نلحظ أن الحياة الجنسية للمرأة عمومًا وللمرأة العربية بصفة خاصة أكثر تعقيدًا وتركيبًا من التناول الشائع والمتداول في الفكر الغربي، فلا يمكننا اعتبار الممارسة الجنسية عملاً فسيولوجيًّا بحتًا خارجًا عن السياق الثقافي والبيئة الاجتماعية المحيطة به والتي تؤثر أيما تأثير على معتقدات الأفراد وتصوراتهم، وبالتالي على دوافعهم ورغباتهم وممارساتهم.
وأي دارس لعلم الجنس الغربي يلحظ إغفالاً لهذه الجوانب الثقافية والاجتماعية مع التركيز على الجوانب البيولوجية والفسيولوجية، ومن المعلوم أن البحث العلمي في الحياة الجنسية قد بدأ متأخرًا في الغرب، وجاء التركيز في البداية على الجنس عند الرجل، ثم بدأ الاهتمام بالحياة الجنسية للمرأة ومشاكلها في السنوات الأخيرة، ويعتبر إسقاط النموذج الذكوري على الحياة الجنسية للمرأة من أهم أوجه القصور في تناول هذا الفكر الغربي للحياة الجنسية عند المرأة، وفي هذا الفكر تم تقسيم القصور الجنسي عند المرأة (وعند الرجل) انطلاقًا من اعتبار أن هذا القصور نابع من اختلال في الدورة الفسيولوجية للاستجابة الجنسية التي وصفت أول ما وصفت بواسطة "ماسترز وجونسون".
وهذا النمط العام يبدأ نظريًّا بالدافع الجنسي، ثم يتدرج لمراحل الرغبة الجنسية، ثم الإثارة ومنتهيًا بقمة المتعة (أو الإرجاز)، وبالتالي تم تقسيم اضطرابات الحياة الجنسية للمرأة لأربعة أقسام: عطل الرغبة، وعطل الإثارة، عطل الإرجاز، والآلام المصاحبة للممارسة الجنسية.
هذا الهاجس دفعني للغوص والبحث حتى وجدت بغيتي في وريقة من وريقات منظمة الصحة العالمية تحاول أن تعيد النظر في الاضطرابات والمشاكل الجنسية للمرأة بنظرة أكثر عمقًا وأكثر تركيبًا، وتشير هذه الورقة إلى أن أخطر ما يترتب على حصر المشاكل الجنسية في إطار يفترض أن الحياة الجنسية هي عمل فسيولوجي بحت مثل التنفس أو الهضم هو ما يلي:
1) التصور الخاطئ الذي يفترض تطابقًا في الاضطرابات الجنسية بين الرجل والمرأة، ولقد نشأ هذا التصور نتيجة ملاحظة تشابه الاستجابة الجنسية عند الرجل والمرأة وبدون أن تعبر المرأة عما تشعر به أو تعانيه، وتعبير المرأة عن مشاعرها يبرز حجم الاختلاف بينها وبين الرجل، وتأطير الممارسة الجنسية داخل الفعل الفسيولوجي والتماثل بين الرجل والمرأة يغفل تأثير البيئة التي تعيش فيها المرأة والتي تشمل فيما تشمل الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية.
2) حصر الممارسة الجنسية داخل الإطار الفسيولوجي البحت يتخطى ويتجاوز جوانب العلاقة مع الطرف الآخر؛ ويظهر الأمر وكأنه معادلة حسابية مفرداتها أنه إذا كانت الأعضاء الجنسية تعمل بيولوجيًّا بكفاءة فلا يوجد مشكلة، والمشاكل تظهر إذا كان هناك أي خلل بيولوجي في هذه الأعضاء.
3) تجاهل الفروق الفردية بين النساء؛ فكل امرأة كيان متفرد من حيث احتياجاتها الجنسية ووسائل إشباعها، وهي نتاج قيمها ونظرتها للجنس وخلفيتها الثقافية والاجتماعية، وهذه الاختلافات والتنوعات تلغي الفكرة الوهمية لوجود تقسيم فسيولوجي صالح "لكل المقاسات".
ومما لا شك فيه أن غياب الحبة السحرية التي تؤثر وتعدل من الخلفيات الثقافية والاجتماعية والسياسية والنفسية وجوانب العلاقة بين الزوجين دفع مافيا صناعة الدواء في العالم لتقديم كل الدعم المادي والتشجيع للأبحاث والدراسات التي تركز على الجوانب الفسيولوجية وتعزل هذا الجانب عن النظرة الأعم والأشمل، جمعت كل الجوانب الأخرى المختلفة والتي تشمل الصراعات الثقافية والجهل الجنسي والخوف... تحت عنوان "الأسباب النفسية"، وغياب الدعم آخر الأبحاث في هذا المجال؛ في مقابل التضخم الحادث في أبحاث الجوانب الفسيولوجية، واكتشافنا لهذه الحقائق يلفت انتباهنا كأطباء وكباحثين للعمل من أجل علم يخدم احتياجات المرأة بدلاً من العلم الذي يخدم احتياجات السوق ويشبع مطامع رأس المال، والأولى بنا أن نعمل لدعم تقسيم أكثر شمولاً يتناول:
• العطل الجنسي الناتج عن الأسباب الاجتماعية والثقافية.
• العطل الجنسي الناتج عن خلل في العلاقة بين الجنسين.
• العطل الجنسي النفسي.
• العطل الجنسي الناتج عن الاختلالات الجسدية والفسيولوجية.
ومشكلتك تجسد بوضوح مشكلة جنسية ناتجة عن السياق والبيئة الاجتماعية التي عشت وتعيشين فيها، حيث أكد الأطباء غياب أي سبب عضوي يمنعك من الاستجابة لزوجك، ولكن من الواضح أن حبك الزائد للنظافة كل هذا أدى لنفورك من الممارسة الجنسية، وضاعف من هذا النفور مجموعة تصورات وقناعات ترسخت في ذهنك فباتت وكأنها حقائق، ومن هذه التصورات فكرتك عن أن العقلانية تستوجب ألا تتم المعاشرة الزوجية إلا للحمل، رغم أن الله سبحانه شرع هذه العلاقة لتوطد وتدعم أواصر الصلة بين الزوجين، ولقد فصلت في هذه الجزئية في استشارة سابقة بعنوان: " باردة كأخواتها.. زرعنا الثلج فحصدنا الجليد "، والله سبحانه وتعالى في محكم آياته يوجهنا لهذا المعنى فيقول في محكم آياته: "نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم".
ومن هذه التصورات المغلوطة أيضًا اعتقادك أن القبلة الفمية بين الزوجين ضارة بالصحة، وتصورك يدحضه مقولة كنا نتعلمها في كلية الطب وهي أن الفم (أي فم بما في ذلك الفم السليم) يحمل كميات لا حصر لها من الميكروبات (حتى إنهم كانوا يذكرون حقيقة على سبيل المزاح مفادها أن مجرى البول أكثر نظافة وتعقيمًا من الفم وذلك لحمضية البول التي تقضي على الميكروبات)، والمهم أنه والوضع كذلك فلن تسبب القبلة الفمية بين الأزواج ما تتوقعينه من أضرار، وخصوصًا إذا عرفت أن هذه القبلة من وسائل الإثارة شديدة الفعالية؛ وذلك لأن الإثارة الجنسية تعتمد على إثارة الحواس الخمس، والقبلة الفمية العميقة تكفل الإثارة لثلاثة من هذه الحواس وهي اللمس والذوق والشم.
ورغم أن الختان يزيل بعضًا من عضو شديد الحساسية للإثارة الجنسية فإن باقي الجسم ما زال موجودًا ويعمل بكفاءة، وبه الكثير من المناطق شديدة الحساسية أيضًا للإثارة الجنسية، ورغم ذلك فقد شاع في إعلامنا أن من تتعرض للختان فإنها سوف تحرم وللأبد من متعة اللقاء الجنسي، وما أعنيه -فقط- أن المرأة المختتنة تستطيع أن تحيا حياة جنسية طبيعية أو قريبة من الطبيعية إذا كان زوجها حاذقًا يجيد العزف على أوتار جسدها، فختان عقلك أشد وأنكى تأثيرًا من ختان جسدك، ولا علاج لك إلا بأن تحاولي التخلص من قناعاتك وتصوراتك الخاطئة وتتركي العنان لأحاسيس جسدك وتركزي لالتقاط كل إشارة للمتعة.
ويفيدك بالطبع استعمال التدريبات الجنسية الموجودة "في بداية الزواج.. تدريبات التوافق الجنسي"، فإذا شعرت بتحسن فاستمري في "سياسة التركيز والتقاط الإشارات"، وإذا وجدت أنه لا طائل من المحاولة فلا تترددي أن تعرضي نفسك على معالج زواجي أو نفسي؛ لأن الأمر جد خطير ولن يصبر زوجك على هذا الوضع كثيرًا، كما أنك تحرمين نفسك من متعة لا تضاهيها متعة وهي متعة الوصل مع الزوج والحبيب.
ويتبع>>>: مشكلات المرأة الجنسية.. رؤية جديدة مشاركة
التعليق: ما أجمل هذا الرد العلمي غير أن هناك زاوية أخرى لابد من نقاشها. يتعرض الإنسان أحياناً لتدخل جراحي يشعر بعده بفراق جزء مهم من جسده (أمعاء أو ختان مثلاً). من جراء ذلك يحاول الإنسان عزل العاطفة عن طريق الطقوس من خلال الخوف من التلوث(هذه الحالة).
بعد وصول عتبة معينة يتصدر الوسواس القهري الحالة سريرياً. هذا ما أظن حدث للأخت كما يحدث للبعض بعد استئصال الأمعاء في سن مبكر على عكس استئصال أعضاء في عمر متأخر.
يا حبذا لو أعطت نفسها فرصة لتجربة عقار مع علاج كلامي.