عقدة من الطفولة
السلام عليكم؛
وشكرا على موقعكم الرائع مشكلتي معقدة جدا لا أدري كيف أشرحها كان أخي الأكبر مني يعاملني معاملة قاسية جدا جدا جدا تصوروا لا يكلمني طوال 17سنة معاملة غير إنسانية أبدا والسبب لا أعرفه أبدا والأهل كأنهم لا يرون شيء يعني بابا وماما لا يتكلمون حول هذا الموضوع أبدا ولم يحاولوا مساعدتي أو إيجاد حل صحيح يعاملوني بشكل طيب جدا وحنون لكن أشعر أو شعرت أن هذا الحنان مزيف لا أدري كيف يحدث هذا أمامهم ويسكتون.
المهم أن هذا الأخ أصبح جيدا معي بالعكس أصبح طيب جدا كأنه يكفر عن ذنبه لكن بعد إيه؟؟؟ أصبحت عندي عقدة أن الأخ الكبير مصيبة سودة وبلوة والأخ الصغير نعمة لأنه لا يؤذي كالكبير والنتيجة تعلقت كثيرا بأخي الصغير هو الوحيد الذي لم يؤذيني ولم يجرحني والله أحبه كثيرا ما يقلقني هو هذه العاطفة غير المتوازنة أشعر أن عندي خلل ومفاهيم خاطئة وأسألكم هل في علم النفس اسم لهذه العقدة؟ وكيف أنسى الماضي وأتصالح مع حاضري؟
هذه مشكلتي الرئيسية في الحياة أشكركم كثير لأنكم أتحتم لي فرصة التعبير فأنا لا أحكي لأحد أبدا عن شعوري وأكتم كل شيء لأن ثقتي بالآخرين شبه معدومة
شكرا
27/12/2012
رد المستشار
يساعد التعبير عن المشاعر في التخفيف من ضغطها كما يعطيك فرصة أخرى للتفكير فيها بشكل مختلف، تعلمي التعبير عن نفسك ولو كان كتابة أو مع صديقة مقربة، ونعم كثر الخبث بين الناس ولكن الخير في أمة محمد إلى يوم الدين، فابحثي عن صديقة واستخيري رب العالمين قبل أن تجعليها موضع ثقتك بعد الأخذ بالأسباب.
تحتاجين لتغيير طريقة تفكيرك بالتأكيد، لست ضحية أخيك ولا والديك فهل طلبت منهم مساعدتك في اصلاح الأمور بينكما ورفضوا، هل سعيت للصلح مع أخيك، العلاقات الفاشلة والناجحة أيضا مسؤولية مشتركة بين أطرافها، فابدئي بتحمل حصتك من المسؤولية.
لتتخلصي من معاناتك يجب عليك أن تصارحي نفسك، قد تكوني بسبب الكتمان والإنكار نسيت فعلا سبب الجفوة بينك وأخيك سنوات طويلة ولكن لا بد من سبب فابحثي عنه، قد يكون شيء تافه كأن وشيت به لوالديك كما يفعل الأخوة الصغار عادة بأخوتهم الأكبر، ليس بالضرورة أن يكون السبب شيسئا سالبا ولكن التعامل معه كان خاطئ فالقطيعة لا تحقق أهدافا بل العكس.
يمكنك أن تعملي على تحسين علاقتك بأخيك الأكبر بسؤاله عما أغضبه منك هذه السنين، ولا تلومي والديك فعلاقتك بأخيك مسؤوليتكما معا بالدرجة الأولى أي أنت وهو أما بالنسبة للوالدين فطالما الهدوء سيد الموقف فالتفاصيل ليست ذات بال في خضم ما يشغلهم من مسؤوليات.
يمكنك إن كانت العلاقة بينكما ما زالت هشة أن تعملي على توثيقها بتعبيرك عن حرصك على تواصلكما وسؤاله عما أغضبه منك كي تتجنبيه، إن كنت لا تستطيعين ذلك تعلمي أن تتسامحي مع الماضي وتعاملي مع الحاضر.
مشكلتك مع أخيك انعكست على ثقتك بنفسك والآخرين، تجنبي التفكير الطفولي الذي يقيم الأمور بطريقة متطرفة الكل أو لا شيء، لا بد من الاختلاف والاصطدام مع الآخرين في الحياة خصوصا المقربين، وهم مثلك لديهم عيوبهم فتعلمي التسامح معها وتعلمي الثقة في الآخرين فحبسك لنفسك داخل نفسك لا يقل ألما عن الاختلاف والخلاف مع الآخرين بل هو أسوأ لأنه يحرمك نعم التواصل الجيد.
التفكير اللاعقلاني بتصنيف الناس على أنهم أشرار أو طيبون لا يأتي بخير فالواقع يقول بأن كل منا قد يكون طيب أحيانا وقد يسبب الألم لمن حوله أحيانا أخرى، وهذا يعلمك ألا تفرطي في التعلق بأخيك الصغير ولا تبالغي في لوم أخيك الأكبر، كبشر لا بد لنا أن نخطئ وخير الخطائيين التوابين. تسامحي مع خطأ أخيك فهو نفسه قد تضرر من قطيعته معك بحرمانه من ود شقيقة لا غنى عنه في الحياة، هو نفسه لم يكن ناضجا كفاية والا لما اختار قطيعتك ولا ثابر عليها فمع النضج يأتي التسامح مع الذات ومع الآخرين فأظهري عزيزتي نضجك.
واقرئي على مجانين:
إخواني يتحرشون بي وأمي تضربني! مشاركة
أمي تكرهني، وأخي يتحرش بي مشاركة 2
ويتبع >>>>>: الجهاز المشترك ! ما شأن مجانين ؟