الوسوسة والقلق
أعاني من الوسوسة الشديدة في الطهارة والوضوء والصلاة، وفي وجود أي حائل يسير يمنع وصول الماء مما يسبب لي مشقة كبيرة، لا أستطيع الصلاة إلا بعد أن أغسل جسمي وأغير ملابسي بعد النوم على السرير الذي حصل فيه جماع بعد الاغتسال
أحيانا ألاحظ آثار كحل خفيف على عيني فهل يعتبر حائلا؟ حيث أكون قد أزلته قبل الغسل ولكن يبقى أثرا أراه بعد الغسل؟
وسواس خروج الريح أعيد الوضوء والصلاة أكتر من مرة، ووسواس انتقال النجاسات حتى لو أني لم أرى نجاسة بعيني أظل أوسوس لمجرد أني لمست شيء بعد الجماع أوسوس أنه نجس.
أعاني أيضا من قلق وأرق شديد، مع العلم لا أريد استخدام أي أدوية لرغبتي في الحمل، وأرجو إخفاء معلوماتي الشخصية،
وأرجو الرد سريعا وشكرا.
24/01/2013
رد المستشار
الزميلة الفاضلة "أمة الله" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، أرسلت استشارتك هذه لفقيهتنا أ. رفيف الصباغ أزال الله كربها وكرب كل أهلنا في بلاد الشام العزيزة، وبعد حوالي ثمانية أيام اعتذرت جازاها الله خيرا عن الإجابة بسبب الظروف المعروفة وأكثرها علاقة بالأمر انقطاع الكهرباء عن مناطق عديدة ومتناوبة من دمشق معظم ساعات اليوم لا أطال الله وضعا كهذا... أسألك الدعاء يا "أمة الله".
أول شكواك هو الوسوسة الشديدة في الطهارة والوضوء والصلاة، وهذا أمر نحمد الله أن اجتمعت على موقع مجانين كنوز عظيمة الفائدة فيما يتعلق بهذا الأمر أهديك هنا بعضا من مفاتيحها فاقرئي:
وسواس في الوضوء والصلاة والتحقق...إلخ
للموسوسين والموسوسات الصلاة فضلا دون حفاضات
مغربية2 تسأل عن وساوس الوضوء والصلاة
وسواس قهري في الوضوء والصوم والصلاة
آنسة وسواس بين الصلاة والحمام
سعودية تسأل عن وسواس الطهارة والصيام!
من المهم أن تقرئي ما سبق من استشارات وردود لتعرفي كثيرا من الأحكام والمسائل الفقهية الخاصة بالموسوسين، مع العلم بأن من الأفضل معرفيا الإلمام بطرق التعامل مع الوسوسة في التطهر والوضوء والصلاة كلها بما فيها ما لم توسوسي فيه لأن ذلك يعصمك مستقبلا بإذن الله من الوقوع في خديعة الوسواس ولأنه أيضًا يساعدك على استنباط القواعد الفقهية الأساسية المتعلقة بأمور العبادات عامة.
مبدئيا عندك مشكلة معرفية سلوكية تتعلق بفهمك أو رؤيتك للمني على أنه نجس! وهذا غير صحيح يا أمة الله فالمني في أغلب الرؤى الفقهية طاهر لا ينجس ما أصابه من ثوب أو بدن ودليل ذلك: عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كنت أفركه في ثوب النبي صلى الله عليه وسلم فركاً فيصلي فيه؛ فلو كان نجساً لما كفى فيه الفرك بل كان لا بد من الغسل ويؤكد هذه الروايةَ الروايةُ الثانية لحديث عائشة عند مسلم: لقد كنت أحكه في ثوب النبي صلى الله عليه وسلم يابساً بظفري. ومعلوم أن مثل هذا لا تزول به النجاسة فعلم أنه ليس نجساً، ومنها حديث لعائشة رضي الله عنها في البخاري قالت: «كنت أغسل الجنابة من ثوب رسول الله؛ فيخرج إلى الصلاة، وإن بقع الماء في ثوبه»، وهذا هو المذهب عند الشافعية والحنابلة وقد خالفهم الحنفية والمالكية وإن رأوا التخفيف في التعامل مع المني مقارنة بالبول.
ليس المني نجسا إذن على مذهب ابن حنبل وهو الغالب في السعودية، فماذا في الجماع بين زوجين مسلمين؟؟ ماذا في الجماع وماذا منه أصاب السرير بما يستدعي قولك (لا أستطيع الصلاة إلا بعد أن أغسل جسمي وأغير ملابسي بعد النوم على السرير الذي حصل فيه جماع بعد الاغتسال)....؟؟؟
المطلوب شرعا بعد الجماع أو التقاء الختانين حتى دون قذف لأي مني هو الاغتسال بالماء فقط لرفع الجنابة والجنابة غير النجاسة... ولكن لا علاقة للسرير بالأمر يا "أمة الله" حتى لو أصاب السرير بعض من المني فإنما يفرك أو ينضح بالماء إذا رأيته ولا شيء عليك إذا لم تريه..... ونفس الكلام منطبق على ملابسك التي جامعت فيها زوجك.... المشكلة تتعلق بقاعدة الانتشار أو الانتقال السحري للنجاسة لديك وتلخيص قاعدة الانتقال السحري هو أنها أحد أشكال التفكير الخرافي المتمثل في القناعة بأن الصلة بين شيئين أو فردين أو فرد وشيء تستمر حتى بعد انفصالهما ماديا وإلى الأبد ما دام قد حدث بينهما التصاق أو اتصال ولو لمرة واحدة، وبالتالي فإن أي كيانين حدث تلامس بينهما تبقى بينهما رابطة ما -أبدية ولا مادية- وقد تكون تلك الرابطة قوية وقد تكون ضعيفة حسب مدة وشدة التلامس إلا أنها تستمر وتبقى مؤثرة،....
ويظهر هذا الشكل من أشكال التفكير الخرافي في إصرار مريض الوسواس على حدوث تلوّثِ أو تنجيس أو عدوى لشيء أو لفرد من شيء أو فرد وانتقال ذلك التلوث أو التنجيس إلى ما لا نهاية أو على الأقل إلى ما يفوق حدود المعقول فقد تصل سلسلة الأشياء أو الأفراد التي تصيبها القذارة أو النجاسة إلى أكثر من عشرين هدف متتالٍ وكلها بدأت من مصدر واحد فقط وانتقلت عبر سلسلة تفترض استمرار الانتقال بلا انتهاء أو حتى دون أن تكون هناك وصلة مقبولة أو معقولة بين أصلِ القذارة أو النجاسة أو العدوى والشيء أو الشخص الذي يراه المريض وقد أصابته القذارة أو النجاسة أو العدوى....؛...... وتجدين تفصيلا أكثر لهذا المر في الارتباطات التالية فاقرئيها بتأن يا "أمة الله":
وسواس النظافة وقاعدة الانتشار السحري
الوساوس الجنسية والتفكير السحري
التفكير السحري (الخرافي) في الموسوسين: تفصيل
يبقى عندنا مشكلتان إحداهما مشكلة الحائل... ورغم أنني طبيب نفساني يحاول تعلم الفقه الإسلامي ولست مثل أستاذة رفيف رفع الله كربها إلا أنني أعرف جيدا أن الكحل لا يشكل حائلا أصلا لأنه مما يذوب في الماء (وكان سيد الخلق عليه الصلاة والسلام يكتحل ولم يخبرنا أحد أنه كان يزيل الكحل قبل الوضوء ليصح له الوضوء).. هذا ناهيك عن وصفك لبقايا الكحل بالخفيف! وكونه خفيفا ينفي الداعي للسؤال هداك الله.
وأما الأخرى فمشكلة خروج الريح وفيها اقرئي لرفيف:
وسواس خروج الريح والتكبير وخلافه!
الريح والعلة ووساوس الخروج من الملة
أتمنى أن أكون أفدتك وأنصحك بأن تقرئي جيدا ما تجدين على الموقع مما يتعلق بمشكلاتك وهو كثير... وتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>: وساوس ومسائل: هل الكحل حائل؟ مشاركة
التعليق: بارك الله بكم دكتور وائل، وشكرًا على دعواتكم، وسامحني على تقصيري معكم... فقط لدي ملاحظة حول الكحل...
بالنسبة للكحل العربي ونحوه هو كما ذكرتم، لا يعد حائلًا ولا يمنع الوضوء، وكذلك كل لون يستخدم على الوجه...، فكل ذلك كلون الحناء لا يعد حائلًا...
لكن هناك الكحل السائل، الذي يمكن قشره بعد وضعه، أي يقتلع اقتلاعًا من على الجلد فيخرج على شكل قشرة رقيقة، وليس مجرد لون، هذه القشرة تمنع الماء من الوصول إلى الجلد، ولا بد من قلعها قبل الوضوء... وأمر قلعها يسير لا يحتاج إلى كبير عناء، ولا تفتيش عن بقايا، لأنها تنقشر كلها قطعة واحدة...