الكتابة وسيلة للتعبير عن المشاعر والأفكار والمعارف باستخدام رموز وحروف، تُسبك في كلمات وجمل لتكوين نصوص مفهومة، وهي من أهم أدوات التفاعل الإنساني عبر العصور، ولولاها لما عرفنا عن الأمم السابقة. ووظيفتها التعبير والتوثيق والتواصل، وقد تكون أدبية، علمية، إبداعية، ووظيفية.
الكتابة عمل فكري شاق، يستوجب استحضار طاقات الوعي والمعرفة ومشاعل الإدراك والمنطق، والقوة على جمع الأفكار في بودقة العبارة، وجوهر المفردات، لتصنع صورة واضحة عن الموضوع المطروح أمام أضواء العقل الواسع الإمعان.
الكتابة ليست نقرا على مفاتيح الكي بورد، وكأن الأصابع تكتب مبتورتا عن الرأس.
الكتابة جهد وجهاد، فهي عمل نضالي ربما يستحضر الأخطار، ويمرغ القلم في الأوحال، ويصيب صاحبه بأعاصير أهوال.
الكتابة مواجهة وتحدي وإصرار على تشريح واقع مأزوم ووضع حلول ذات عيون وعلوم.
الهدف السامي للكتابة، إضاءة شمعة في ديجور الأيام، ومخاطبة البرايا النيام، وبث اليقظة في ربوع وجودهم لكي يخطو نحو الأمام.
مَن لا يحمل رسالة ويدافع عن قضية عليه ألا يكتب، فالكيبورديون بأصابعهم يكتبون، ولا يدركون ما يسطرون.
أقلامنا سلاحنا في زمنٍ ينهرنا، وأمة تنكرنا، فصورة تشدها، وشاشة تأسرها، وأسطرٌ تمقتها، وكتابات على الأوراق لا تقرؤها، فعالمنا بجديده يملكها، وكل ما في القرطاس ضاع، والناس تحب الاستماع، فصراط المعارف شاع، وفي لحظة نستحضر ما لم يكن بالمستطاع. فهل خلا لك الجو يا عصافير السطور، وغمركِ الحبور، فدمتي في سرور؟
وهل فقدت الكتابة قيمتها في مجتمعاتنا؟!!
"ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا... ويأتيك بالأخبار مَن لم تزودِ"
واقرأ أيضا:
وسائل التواصل الاجتماعي هي الإعلام!! / إقرأ ثم إقرأ!!